الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

من التعذيب إلى القتل.. قصص من داخل السجون القطرية

كيوبوست

انتهاكات عديدة داخل السجون القطرية توثقها شهادات أشخاص جرى الزج بهم في سجون الدوحة قبل أن يتمكنوا من الخروج؛ لكن ما يجمع هذه الشهادات هو الاتفاق على سوء المعاملة والتعذيب الممنهج وسوء الرعاية الصحية وتلفيق الاتهامات المالية، بالإضافة إلى ضم السجون لمشايخ من العائلة الحاكمة معارضين لسياسة الأمير تميم بن حمد.

وعلى مدى سنوات تندِّد المعارضة القطرية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بالأوضاع داخل السجون القطرية.

اقرأ أيضًا: مَن يحمي قطر؟!

وفي مايو الماضي، ناقشت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، التقرير الدوري بشأن قطر، ولاحظ أحد الخبراء أنه لم يرد ذكر نص بالقانون القطري ينص على الحظر الصريح للتعذيب، وأن الأوامر العليا استخدمت كذريعة لاستخدام التعذيب، بينما تحدث المسؤولون عن وجود احتمالية لاستمرار استخدام الجلد كعقاب بدني في حالة القُصَّر المحتجزين.

وسبق أن وجهت منظمة العفو الدولية انتقادات إلى النظام القضائي في قطر بعد تأييد أحكام بالحبس بحق ثلاثة فلبينيين؛ حيث جرى اتهامهم بالتجسُّس؛ منهم رونالدو لوبيز أوليب الذي تم توقيفه في 2010، وتعرض، حسب المنظمة، إلى تعذيب جسدي ونفسي وسوء معاملة عند احتجازه في سجن أمن الدولة القطري.

 وتقول المعارضة القطرية إن الشيخة موزة المسند هي التي دعمت بناء السجون القطرية؛ نظرًا لوجود كثير من المعارضين لها، بينما وصفت صفحة “قطرليكس” السجون بالسلخانات للمعارضين، والتي تضم سجناء من المعارضين المنتمين إلى قبيلتَي آل مرة وآل ثاني.

ونشرت شبكة “9 نيوز” الأسترالية، تقريرًا عن السجين الأسترالي جوزيف سارلاك، المحبوس في قطر، محذرةً من وفاته داخل السجن الذي يعيش فيه منذ 3 سنوات، في وقت يقول فيه سارلاك، صاحب السبعين عامًا، إنه تعرض للسجن ظلمًا بدعم من شريكه القطري الذي ينتمي إلى عائلة آل ثاني.

وقال أمير سارلاك، شقيق جوزيف، إن أخاه يعاني مشكلات صحية عديدة؛ منها مشكلات في القلب، وهو رجل أعمال كان ضحية أحد مشايخ قطر؛ حيث وجهت إليه اتهامات بتوقيع شيكات دون رصيد، وهي الشيكات التي قالت محاميته رادها ستيرلينج، إنه غير مسؤول عنها على الرغم من كونه شريكًا بالشركة، وذلك نظرًا للقوانين القطرية التي تفرض وجود كفيل محلي للأجانب العاملين بالدوحة، ومن ثَمَّ لم تكن له أية سيطرة على أعماله التجارية اليومية.

وأكدت المحامية ستيرلينج أن موكلها وقَّع على اعتراف باللغة العربية قبل الزج به في السجن، متوقعةً أن تؤدي ظروف احتجازه إلى الوفاة؛ بسبب وجود الحشرات والرعاية الطبية المحدودة التي يحصل عليها على الرغم من المشكلات الصحية الخطيرة والآلام المزمنة التي يعانيها، لافتةً إلى أنه على الرغم من حل المشكلات المرتبطة بالشيكات؛ فإن موكلها لم يخرج من السجن.

اقرأ أيضًا: موقع أوروبي: الأسلحة القطرية تفرض على الأوروبيين إعادة تقييم موقفهم

وقال الموقع إنه تواصل مع السفارة القطرية في كانبيرا، والتي قالت إنها تدرس الأمر في وقت لم ترد فيها الخارجية القطرية على الاستفسارات التي أرسلت إليها؛ لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية، قال إن سارلاك تلقى مساعدة قنصلية دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل؛ للحفاظ على الخصوصية، بينما أكدت محامية سارلاك أن محاولتها التواصل مع وزيرة الخارجية الأسترالية والسفير الأسترالي بالدوحة فشلت رغم أن الحكومة الأسترالية ستكون قادرة على حل هذه المسألة بسرعة إذ كانت لديها رغبة في ذلك.

وحذَّرت ستيرلينج من وجود 3 آلاف أسترالي يعملون في قطر يمكن أن يجدوا أنفسهم عرضةً لنفس الموقف الذي تعرض إليه موكلها.

جون بيير مارونجو

من بين ضحايا السجون القطرية أيضًا السجين الفرنسي جون بيير مارونجو، الذي قضى 5 سنوات داخل سجون الدوحة، وهي السنوات التي تحدث عنها في لقاء إذاعي مع إذاعة “سود راديو” الفرنسية؛ حيث روى أسباب دخوله السجن وكواليس عديدة عن عمليات التعذيب المنهجية بداخله.

يقول مارونجو إنه اتُّهم بالتوقيع على شيكات دون رصيد بعد خلاف مع شريكه الذي ينتمي إلى الأسرة القطرية الحاكمة؛ حيث جَرَت مصادرة أمواله وحساباته، وهو المبرر الذي جرى على أساسه الزج به في السجن، وحكم عليه بالسجن 7 سنوات؛ قضى منها 1744 يومًا، مشيرًا إلى أن قطر تمارس الرق المعاصر مع الأجانب والوافدين الذين يشكلون معظم سكانها.

اقرأ أيضًا: إنفوغراف.. قطر.. لا شورى في مجلس الشورى

وأضاف السجين الفرنسي أنه اضطر إلى إدخال الشريك من الأسرة الحاكمة رغمًا عنه، وبعد المشكلات التي حدثت بينهما طلب الشريك القطري منه 3 ملايين يورو، وهو مبلغ لم يكن يحتكم عليه، مشيرًا إلى أنه حارب من أجل إبعاد أسرته، واشترى قاربًا وحاول الهرب بعدما وجد نفسه في الشارع؛ لكن تم توقيفه من قِبَل قوات خفر السواحل، ليبقى في السجن نحو 5 سنوات.

سجون قطر.. سلخانات قمع المعارضة

وأوضح مارونجو أن معتقلًا سياسيًّا أردنيًّا معارضًا للنظام القطري تعرَّض إلى الضرب والتعذيب حتى الوفاة، وتُركت جثته حتى وصلت رائحتها إلى السجناء، مؤكدًا أن معاملة السلطات القطرية للدواعش الذين كانوا يخرجون بعد وقت قصير كانت أفضل من المعاملة التي تلقاها المعارضون السياسيون الذين يقضون فترات طويلة.

وحول الوضع داخل السجن، قال السجين الفرنسي: “الزنازين صغيرة ودون تهوية كافية، ورائحة جثث الموتى في الممرات تخنق السجناء داخل الزنازين”، بينما وصف الزنازين القطرية في مقابلة أخرى مع قناة “العربية” بأنها “غابة وحوش، العنف يمارس فيها بشكل يومي وسط انتشار المخدرات، وحرمان من النوم، والمتاجرة بالهواتف النقالة، ولكن بشكل سري”.

وأضاف مارونجو أن أغلب الموجودين في السجن كانوا أجانب، وأن القطريين الموجودين منهم أفراد ينتمون إلى العائلة المالكة، وزُجّ بهم في السجن؛ لمعارضتهم سياسة الأمير، ولكي لا يكون له منافسون، بينما ظاهريًّا هم سجناء بسبب قضايا مخالفات مالية، مشيرًا إلى أنه التقى نحو 15 فردًا من العائلة المالكة خلال فترة سجنه، وذكر أسماء عدة شيوخ محبوسين؛ منهم منافس للأمير تميم على السلطة.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة