الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

منظمة معاهدة الأمن الجماعي

ثلاثة أشياء مهمة تجب معرفتها عن تدخل التحالف بقيادة روسيا في كازاخستان

كيوبوست – ترجمات

إيمي ماكينون

بعد تصاعد الاحتجاجات وانتشارها في مختلف أرجاء كازاخستان الغنية بالنفط، فاجأ الرئيس قاسم توكاييف المواطنين والمراقبين الأجانب بدعوته لقوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي للدخول إلى البلاد، وفرض الأمن فيها. ومع تفعيل هذه المعاهدة التي مضى على توقيعها 30 عاماً، كتبتْ إيمي ماكينون مقالاً نشره موقع “فورين بوليسي” تلقي فيه الضوء على ثلاثة أشياء مهمة حول هذه المعاهدة.

اقرأ أيضاً: من يقف وراء الاضطرابات في كازاخستان؟

ما هي معاهدة الأمن الجماعي؟

في عام 1992 وعقب انهيار الاتحاد السوفييتي، اجتمع عدد من الدول الأعضاء في كومنولث الدول المستقلة، ووقعوا اتفاقية دفاع مشترك عرفت باسم معاهدة الأمن الجماعي لتكون بمثابة وريث أصغر وأقل تأثيراً من حلف وارسو. وفي عام 2002 قامت كلٌّ من روسيا، وطاجيكستان، وقرغيزستان، وأرمينيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، بإعادة هيكلة هذا الحلف فيما عرف بمنظمة الأمن الجماعي التي حصلت على صفة مراقب في الأمم المتحدة.

تستند هذه المنظمة -مثل حلف الناتو- إلى مبدأ الدفاع المشترك؛ أي أن أي عدوان على دولة عضو يعتبر عدواناً على جميع الدول الأعضاء. وهذه هي المرة لأولى التي تطلب فيها إحدى دول المنظمة المساعدة من باقي الدول، حيث أعلن رئيس الوزراء الأرميني، بصفته الرئيس الحالي للمنظمة، أن الحلف سيرسل “2500 جندي حفظ سلام” استجابة لطلب توكاييف. وقال إن ذلك يتم بموجب المادة الرابعة من معاهدة المنظمة.

الرئيس الروسي يشارك في قمة دول معاهدة الأمن الجماعي عبر الفيديو- أرشيف

وتشير كاتبة المقال إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى تورط جهات أجنبية في إثارة الاضطرابات، ولكن رؤساء دول المنطقة عادة ما يضعون التحديات الداخلية لحكمهم في إطار المؤامرة الخارجية. ولكنها في الوقت نفسه تشير إلى أن بعض الخبراء يرون أن عصابات ذات ارتباطات سياسية، ربما تكون قد استولت على الحراك، وتستشهد بقول نارغيس كاسينوفا الزميلة البارزة في مركز ديفيس بجامعة هارفارد للدراسات الروسية والأوراسية أمام مجلس الأطلسي يوم الجمعة الماضي: “لا ينبغي أن نطلق على هؤلاء الناس تسمية محتجين”.

ما أهمية 2500 جندي حفظ سلام؟

في دولةٍ تعادل مساحتها تقريباً مساحة أوروبا الغربية، قد لا يبدو نشر 2500 جندي حفظ سلام أمراً بالغ الأهمية. ولكن ما يثير الانتباه هو أن توكاييف كان سريعاً جداً في طلب المساعدة من المنظمة، وهذا يشير إلى تغير كبير في سياسة البلاد على مدى ثلاثين عاماً، كما يشير إلى وجود صراعاتٍ داخلية، وعدم ثقة توكاييف بجيش بلاده.

وقد صرح دورين أباييف؛ نائب رئيس الإدارة الرئاسية في البلاد، بأن قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي ستقوم بحماية المنشآت الحكومية فقط، ولن تشارك بشكل مباشر في عمليات ضد المتظاهرين. ولكن نشر هذه القوات قد أثار مخاوف من بقائها في البلاد، فالقوات الروسية لديها عادة البقاء في الدول التي تدخل إليها.

اقرأ أيضًا: أندريه كوشكين لـ”كيوبوست”: أسعار الغاز ليست السبب الوحيد لما حدث في كازاخستان

ماذا يعني ذلك بالنسبة لكازاخستان ولمنظمة الأمن الجماعي؟

ترى كاتبة المقال أنه لا يزال من المبكر معرفة كيف سيؤثر نشر هذه القوات على جهود كازاخستان خلال العقود الماضية لتحقيق التوازن بين روسيا والصين والغرب. وتشير إلى أن توكاييف أكد في سلسلةٍ من التغريدات باللغة الإنجليزية يبرر فيها قراره، أن سياسة الأبواب المفتوحة للاستثمارات الأجنبية المباشرة سوف تستمر كاستراتيجية أساسية للبلاد.

ولا تستبعد الكاتبة أن يكون نشر هذه القوات بمثابة بالون اختبار لقدرة الكرملين على قلب الأحداث في المنطقة لصالحه من دون التورط في مستنقعاتها. وتشير في ختام مقالها إلى رأي زميلها كيسي ميشيل الذي قال إن تكرار تجربة ضم القرم وغزو أوكرانيا هو أمر غر مرجح، ولكن في ظل أسبوع مفعم بالأحداث غير المسبوقة يجب الانتباه إلى كل الاحتمالات.

♦مراسلة صحيفة “فورين بوليسي” لشؤون الأمن القومي والاستخبارات

المصدر: فورين بوليسي

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة