الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

منصور يافاش.. الرجل الذي يهز عرش أردوغان

في غضون بضعة أشهر أحدث رئيس بلدية أنقرة الجديد والذي ينتمي إلى المعارضة ثورة من المبادرات الناجحة داخل العاصمة التركية.. وأردوغان يعتبره منافساً خطيراً للانتخابات الرئاسية المقبلة

كيوبوست

مَن يتجول في العاصمة التركية أنقرة، يتبادر إلى ذهنه مباشرة سحر إسطنبول؛ فلا مقارنة بين المدينتين، حيث إن أنقرة بشهادة زوارها عاصمة بلا سحر، مليئة بالمباني الخرسانية؛ لكن منصور يافاش، عمدة أنقرة الجديد، قرر تغييرها منذ فوزه في مارس 2019، بنسبة 50.9% من الأصوات ضد وزير سابق في حزب العدالة والتنمية.

قرر الرجل إفساح المجال لمسارات الدراجات، وتجميل الحدائق، وغيرهما من المبادرات التشاركية المميزة؛ فمنذ انتخابه على رأس المدينة التي هيمن عليها حزب الرئيس التركي لمدة خمسة وعشرين عاماً، ترك الرجل البالغ من العمر ستين عاماً بصماته الواضحة.

ولد منصور يافاش في منطقة بايبازاري بمحافظة أنقرة، وهو ابن بائع جرائد توفي شاباً، وتولَّت والدته مهمة تربيته بتشجيعه على متابعة تعليمه العالي. بعد دراسة القانون في إسطنبول، قام المحامي الشاب بالمطالبة بتحرير المرأة في منطقته، وتشجيعها على مغادرة المنزل والعمل قبل أن يتولَّى رئاسة بلدية مدينته.. إحداهن تتذكر حتى اليوم كيف أنها لجأت إليه يوماً لأن زوجها مدمن كحول، فشجعها على فتح كشك في الشارع لبيع الأطباق التركية التقليدية، واليوم تدير مطعماً تعمل فيه 30 امرأة أخرى.

منصور يافاش وزوجته- صحيفة “أحوال” التركية

 

اقرأ أيضاً: أردوغان يمعن في تدمير التاريخ المسيحي لتركيا

وفي وقتٍ يختبئ فيه أعضاء حزب العدالة والتنمية خلف حراسهم الشخصيين، يُشاهد عمدة أنقرة وهو يتجول لوحده منفرداً، أحياناً مع زوجته غير المحجبة، وعندما تمنع الحكومة المناشدات غير الحكومية للتبرعات للأُسر المحتاجة خلال الموجة الأولى من “Covid-19″، قام يافاش بمضاعفة دعواته لأصحاب القلوب الرحيمة لتسديد فواتير محلات البقالة للفئات الأكثر حرماناً في المدينة، وعندما تضطر المطاعم إلى الإغلاق بسبب الوباء، فإنه يضمن إطعام القطط والكلاب في الشوارع مجاناً حتى لا تتضور جوعاً.

كشف للفساد

على مدى السنوات الماضية، كان الفساد هو ما يميز بلدية أنقرة، وكانت للمصالح الشخصية الأسبقية على المصلحة العامة. قبل مغادرة دار البلدية قام الفريق القديم بحملة تنظيف كبرى، لقد اختفى الأرشيف كما اختفت حسابات جرد البضائع، مثل السيارات الحكومية أو حتى العقود الموقعة مع شركات البناء التي تربطها علاقات فساد بحزب العدالة والتنمية، عندما تسلم منصبه اكتشف يافاش أن البلدية مديونة بمبلغ 2 مليار دولار، وأن مشروع مترو الأنفاق، غير المكتمل، لم يتم تسديد أي جزء من ثمنه البالغ 500 مليون دولار. وحتى الآن تم فتح نحو 50 تحقيقاً بتهمة الفساد، يحاول العمدة الجديد الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض استعادة بعض العدالة المفقودة في المشهد.

العاصمة التركية أنقرة- وكالات

اقرأ أيضاً: تركيا.. حرية التجمع تنتهك بينما تتظاهر النساء من أجل حقوقهن

لوضع حد للهدر الحكومي، يدعو يافاش إلى الشفافية، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات الفريدة؛ حيث يقوم ببث طلبات المناقصات مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لقد تقدم نحو نصف مليون شخص بعطاءات لتركيب أنابيب الصرف الصحي الجديدة في المدينة، وهو أمر سيشجع التنافسية حتماً؛ لكن ومع الأسف فمن بين 25 بلدية في محافظة أنقرة، لا تزال 19 بلدية في أيدي حزب العدالة والتنمية، الذي يسارع إلى عرقلة مبادراته الناجحة، والحصول على المساعدة المالية؛ هو أيضاً مشروط بموافقة الحكومة.

من أنبل ما عرف عنه هو عدم رغبته في استغلال الدين لمكاسب سياسية؛ فبالنسبة إلى منصور يافاش فالدين مسألة شخصية، يتذكر أحد المصورين الذي اقترح عليه تصويره أمام مسجد، ففقد أعصابه حينها، وقال له: “أفضل أن أخسر الانتخابات البلدية بدلاً من استغلال الدين!”.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة