الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

“منتدى تريندز للإسلام السياسي الثاني” ينظم ندوته الثانية حول “الإخوان المسلمون على المستوى الدولي.. غموض المواقف وإجراءات المواجهة”

إجماع على أهمية مواجهة مخططات الإخوان وكشف حقيقتهم ومنع استغلالهم الجاليات المسلمة في أوروبا لتحقيق أغراضهم الهدامة

كيوبوست

أجمع المشاركون في ندوة عقدها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، الثلاثاء 14 ديسمبر الجاري، حملت عنوان: “الإخوان المسلمون على المستوى الدولي.. غموض المواقف وإجراءات المواجهة”، على أهمية مواجهة مخططات الإخوان وكشف حقيقتهم، ومنع الإخوان المسلمين في الدول الأوروبية من استغلال الجاليات المسلمة من أجل أغراضهم الخاصة والهدامة.

ورصد المشاركون في الندوة التي عُقدت (عن بُعد) ضمن سلسلة ندوات وفعاليات “منتدى تريندز للإسلام السياسي السنوي الثاني”، الذي يأتي تحت عنوان “مشروع التمدد الإخواني.. حدود التراجع والمآلات”، التطورات التي طرأت على مشروع جماعة الإخوان المسلمين؛ خصوصاً ما يتعلق منها بتراجع هذا المشروع، بعد ما تعرضت إليه الجماعة من نكسات خلال السنوات القليلة الماضية.

تضمنت الندوة عدة محاور رئيسة؛ تمثلت في: وضع الإخوان المسلمين في ظل إدارة بايدن، وأوروبا واستراتيجيات مواجهة الإخوان المسلمين، وتداعيات الوضع الأفغاني على مستقبل حركات الإسلام السياسي، والملاذات المحتملة للإخوان المسلمين في العالم. وأشار المشاركون في الندوة إلى أن استيلاء حركة طالبان على الحكم في أفغانستان شكَّل “قُبلة حياة” لجماعة الإخوان، موضحين في نفس الوقت أن هناك تحولاً في السياسة التركية والبريطانية إزاء الإخوان.

المشاركون في الندوة

وفي بداية الندوة، قال إبراهيم الزعابي، إخصائي الاتصال الاستراتيجي بـــ”تريندز”، في كلمة ترحيبية نيابة عن الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي ومؤسس مركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن تنظيم هذا المنتدى يأتي في ظل التزام مركز تريندز للبحوث والاستشارات بتعزيز قيم السلام والتسامح والوئام من خلال تحليل الأيديولوجيات والأفكار ذات الطبيعة المتطرفة وتفنيدها، سواء في العالم العربي أو خارجه.

وشارك في الندوة مجموعة من الخبراء والباحثين المتخصصين في حركات الإسلام السياسي، وأدار فعالياتها الدكتور نصر محمد عارف، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي شدد على أهمية الندوة في كشف أغراض الإخوان في أوروبا، وفضح مخططاتهم وأهمية منعهم من نشر أفكارهم الهدامة.

اقرأ أيضًا: جماعة الإخوان المسلمين وحالة الانهيار المستمر

كينيدي: سعت جماعة الإخوان المسلمين على مدى عقود إلى توفير ملاذات محتملة قريبة من بلدها الأم وبعيدة في أوروبا أو الأمريكتَين

علاقة الإخوان بتركيا

استهلت فعاليات الندوة الدكتورة جيليان كينيدي، المحاضرة في السياسة والعلاقات الدولية بجامعة ساوث هامبتون البريطانية في ورقة عمل بعنوان “الملاذات المحتملة للإخوان المسلمين في العالم”، وذكرت أنه على مدى عقود، سعت جماعة الإخوان المسلمين، إلى إيجاد موطئ قدم في بلدها الأم، وأيضاً ملاذات بعيدة في أوروبا أو الأمريكتَين. ومع عام 2013 فر عدد منهم إلى تركيا والمملكة المتحدة.

جانب من الندوة

وتطرقت الدكتورة كينيدي في البداية إلى علاقة تركيا والإخوان، مشيرةً إلى أن تركيا تعتبر وجهة سهلة للإخوان المسلمين؛ نظراً لقربها الجغرافي من مصر. وعددت أسباب اختيار تركيا؛ ومنها العلاقات التاريخية بين الحزب الحاكم في تركيا والإخوان المسلمين، حيث يرتبط حزب العدالة والتنمية بالجماعة منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد دعم أردوغان جماعة الإخوان بقوة، كما سهَّلت المزايا الهيكلية في تركيا نشر رواية الإخوان المسلمين؛ لا سيما من خلال القنوات التليفزيونية الفضائية في إسطنبول.

وأضافت: “أتاحت تركيا للإخوان تأسيس منابر مختلفة إعلامية وأكاديمية؛ حيث أنشأت الجماعة في تركيا أيضاً مؤسسات بحثية، مثل المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية (EIPSS)؛ للبحث في السياسة والاقتصاد والسياسة الخارجية. وعلى الرغم من استمرار وجود الإخوان إلى هذه اللحظة في تركيا؛ فإنهم لم يعودوا يحصلون على الدعم الذي كان يتوافر لهم في السابق، خصوصاً على المستوى الإعلامي. كما يلاحظ اليوم أن هناك تحولاً في السياسة التركية إزاء الإخوان”. واختتمت بأن “الإخوان في تركيا يعانون مشكلات قد تدفعهم إلى العيش في جحور بتركيا؛ بسبب توقف الدعم المادي واللوجستي”.

جيليان كينيدي

بريطانيا من أهم الملاذات

وعن وجود الإخوان في المملكة المتحدة، أشارت كينيدي إلى أن بريطانيا من أهم الملاذات الآمنة لجماعة الإخوان المسلمين، وهناك كثير من أعضاء الجماعة يعيشون فيها، وقد تمكنوا من تأسيس شبكة من العلاقات مع المنظمات الاجتماعية والخيرية، وبينت أن سياسة الدولة والكنيسة البريطانية سمحت بتوفير الموارد للمدارس الدينية ووكالات الخدمة الاجتماعية للأقليات الدينية، إلا أن “الحرب على الإرهاب” دفعت بالمسلمين في بريطانيا إلى صدارة جدول الأعمال السياسي؛ الأمر الذي كانت له تداعيات خطيرة على الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة.

اقرأ أيضًا: ما الذي يخبرنا به انقسام الإخوان المسلمين؟

وذكرت الدكتورة كينيدي أن تأثير الإخوان المسلمين في النظام السياسي البريطاني بات أكثر بروزاً خلال احتجاجات حرب العراق عام 2003. ومع ذلك كان تأثيرهم محدوداً؛ لأن تحالف رابطة المسلمين في بريطانيا مع الحركة المناهضة للحرب كان محصوراً في المنظمات غير الحكومية ذات القضية الفردية، مثل “أوقفوا الحرب”، مشيرةً إلى أن هذا التحالف كان مؤقتاً. وقالت: لدينا في المملكة المتحدة استراتيجية لمواجهة المنظمات الإرهابية وتقييد دورها في بث خطابات الكراهية داخل المجتمع، وعلى تلك الجماعات أن تحترم قيم الدولة التي تستضيفها.

كونستانتين شرايبر

وضع الإخوان المسلمين في ألمانيا

بدوره، قال مذيع الأخبار في تليفزيون “إيه آر دي” الألماني، كونستانتين شرايبر، إن ألمانيا كانت ملاذاً آمناً لجماعة الإخوان المسلمين لأسباب عديدة؛ منها أنها أتاحت لهم الاندماج في المجتمع بكل سهولة، كما سمحت لهم بتأسيس شركات وجمعيات ومنظمات مختلفة، إلى جانب تأسيس 1200 مسجد في ألمانيا.

وذكر شرايبر أن ألمانيا تضم 1500 من أهم عناصر تنظيم الإخوان المسلمين؛ حيث أسسوا مواقع إخبارية وشبكات علاقات اجتماعية واسعة ومؤسسات بأنشطة متنوعة، واستطاعوا بذلك التأثير في شرائح عديدة من المجتمع الألماني باسم الدين الإسلامي.

وأكد شرايبر أن جماعة الإخوان تستخدم المساجد والمراكز الإسلامية في ألمانيا لنشر أفكارها الظلامية وتجنيد الشباب الألماني عبر الندوات والمحاضرات والدروس التي تلقيها بصفة دورية.

اقرأ أيضًا: وسط اتهامات متبادلة.. تصاعد الأزمة داخل جماعة الإخوان المسلمين في مصر

وأشار إلى تغلغل جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع الألماني؛ ونجاحها في إخفاء أنشطتها وأفكارها وأهدافها الأساسية، وتصدِّر للجميع مبادئ مغايرة عن حقيقتها العدوانية.

استيلاء حركة طالبان على الحكم في أفغانستان شكَّل “قُبلة حياة” لجماعة الإخوان

وطالب شرايبر المؤسسات الأمنية الألمانية بالبحث عن اللاعبين الأساسيين الذين مكنوا عناصر جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع الألماني وما زالوا يدعمون أنشطتهم وتوجهاتهم.

اقرأ أيضًا: خلافات جماعة الإخوان الداخلية هل تنذر باقتراب النهاية؟

تداعيات الأوضاع في أفغانستان على مستقبل حركات الإسلام السياسي.. الإخوان المسلمون نموذجاً

من جانبها، أوضحت رئيسة وحدة الدراسات الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر، الدكتورة إيمان رجب، أن طموح جماعة الإخوان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط وصل إلى حد الحلم بإنشاء خلافة إسلامية واسعة الانتشار ومترامية الأطراف في المنطقة؛ ولكن ثورة 30 يونيو 2013 في مصر قضت على طموحاتهم، كما أن ظهور الإخوان في تونس ثم تضاؤل دورهم حالياً أثر على دور الجماعة في شمال إفريقيا ووضعهم في أزمة حقيقية.

إيمان رجب

وأشارت رجب إلى أن حركة طالبان منحت قُبلة الحياة لجماعة الإخوان المسلمين؛ حيث سارعت الأخيرة بتهنئة “طالبان” عند استيلائها على السلطة في أفغانستان، وتواصل سعيها للتقارب مع “طالبان” بشتى السبل المتاحة لها. ونوهت رجب بأن التطورات الجديدة في العالم تعيد صياغة وضع جماعة الإخوان في أوروبا وأمريكا والمنطقة العربية وإفريقيا؛ حيث أصبحت تمثل خطراً على الأمن القومي العالمي.

وأكدت رجب أن دول الشرق الأوسط لن تثق بالولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى؛ لأن لديها انطباعاً كاملاً عن دعم أمريكا لهذه الجماعات المتطرفة، كما أن أوروبا ليست جادة في مكافحة تيارات الإسلام السياسي.

تحول في السياسة التركية والبريطانية إزاء الإخوان

وفي سياق متصل، قال الباحث في معهد دراسة معاداة السامية والسياسة العالمية بإيطاليا الدكتور رامي عزيز، إن نشاط عناصر جماعة الإخوان في أوروبا بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي؛ حيث عملت جماعة الإخوان على تنظيم أنشطة إسلامية واجتماعية وسياسية لاستمالة المجتمع الأوروبي، إلى جانب تقديم آلاف الفتاوى للجاليات المسلمة هناك، كما نظموا رحلات ترفيهية ووفروا منتجات حلالاً؛ بهدف السيطرة على الجاليات، فضلاً عن تقديم العديد من الخدمات الاجتماعية كتعليم القرآن واللغة والأنشطة الرياضية التي يستهدفون من خلالها الشباب والناشئة؛ بهدف السيطرة على المزيد من الأفراد وإقناعهم بأيديولوجية الجماعة وأهدافها.

رامي عزيز

وشدد عزيز على أهمية أن تعظِّم أوروبا من جهودها في مكافحة تنظيم الإخوان المسلمين وإخضاع الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية لمزيد من التدقيق والرقابة حول مصادر التمويل السخي الذي تتلقاه الجماعة، مع ضرورة عدم السماح لجماعة الإخوان أو تيارات الإسلام السياسي باستضافة شخصيات انخرطت في أعمال عنف في دول أخرى.

كما طالب بتعزيز آليات مواجهة جماعة الإخوان والكشف عن طرق التخفي والتستر التي تستخدمها لأخونة أوروبا، وسعيها الحثيث للاستحواذ على أوروبا بغرض إنشاء خلافة إسلامية انطلاقاً من الدول الأوروبية.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة