اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةترجمات
مناجم النبي سليمان.. مزار جديد في إسرائيل

كيوبوست- ترجمات
على مدى 3 آلاف عام، بُذلت مجهودات كبيرة من أجل تحديد مواقع مناجم النبي سليمان؛ فالناس لا يزالون مفتونين به وبتواصله مع ملكة سبأ، والعام الماضي عُرض فيلمان وثائقيان تناولا الاكتشافات الحديثة التي تؤكد أن المناجم الخاصة بالنبي سليمان موجودة في أعماق الصحراء الجنوبية لإسرائيل.
على مدى الأعوام السبعين الماضية، افترض عديد من علماء الآثار أن الملك سليمان زعيم بسيط، ولم يتم العثور على أدلة توثق حكمه؛ لكن مع الاكتشافات التي بدأت على يد عالم الآثار الشاب إيرز بن يوسف، انقلبت النظريات السابقة رأسًا على عقب، فقد قام ابن يوسف بفحص ألف منجم من النحاس في المنطقة وعثر فيها على مواد يعود تاريخها إلى نحو 900 عام قبل الميلاد، بما يتوافق مع الفترة التي حددها الكتاب المقدس لحكم سليمان.
اقرأ أيضًا: أمهات “الفلاشا” يقُدن تظاهرات في إسرائيل ضد التمييز العنصري
اكتشافات ثورية
في العام نفسه، حقَّق إيرز بن يوسف مزيدًا من الاكتشافات التي يمكن وصفها بالثورية بعد عثوره على ملابس بدائية وأغذية يرجع تاريخها إلى نفس الفترة، واحتفظت بخصائصها؛ بسبب المناخ الجاف في المنطقة. وبناءً على تحقيقات متعددة جَرَت عن المنطقة وما يحدث فيها، استنتج عالم الآثار الشاب أن مناجم النحاس تشكِّل جزءًا من نظام اقتصادي صناعي واسع النطاق كان يخضع لإدارة قبيلة الأدوميين؛ وهي قبيلة محلية مذكورة في الكتاب المقدس.
من خلال ما عُثر عليه من بقايا، يبدو أن الأدوميين قاموا بصهر النحاس وتداوله في مقابل المرور عبر الأراضي التي حكمها النبي سليمان، وهو ما جعل إيرز بن يوسف يؤكد أنه إذا كان لدى سليمان مناجم؛ فهي مناجم من النحاس التي تقع في صحراء تمنة، فالنحاس كان المعدن الأكثر قيمة في ذلك العصر؛ أي ما يعادل النفط في العصر الحالي.
اقرأ أيضًا: الصوفية في الأردن: مستقبل غامض وعلاقة ملتبسة بالدين والسياسة

جعلت هذه الاكتشافات الخبراء يعتقدون أن سليمان تبادل النحاس من مناجم “تيمنا” بالذهب والفضة المستخدمَين في الهيكل المقدس، وهو ما جرى رصد أجزاء منه في الحلقات الوثائقية التي تم عرضها عن هذه الاكتشافات، بينما يعتقد أن ملكة سبأ ربما كانت مصدر الذهب للنبي سليمان، فعلى الرغم من اكتشاف قصر الملكة؛ فإن مناجمها لم تُكتشف بعد.
تطوير مستمر
تعمل الحكومة الإسرائيلية مع الصندوق القومي اليهودي الأمريكي في “تيمنا بارك” منذ 30 عامًا؛ حيث نفذت عمليات التطوير بالحديقة وجعلتها أكثر جذبًا للزوار؛ خصوصًا أنها تقع على بُعد 20 ميلًا شمال إيلات وبالقرب من مطار رامون تيمنا الدولي، الذي من المتوقع أن يستقبل نحو مليونَي سائح سنويًّا، بجانب فندق فاخر يجري تشييده بالقرب من مدخلها.
فمنطقة “تيمنا بارك” بفضل الاكتشافات الجديدة ستكون وجهة تُقَدِّم إلى الزائرين فرصة السير على خُطى النبي سليمان والحصول على لمحة من الماضي الإسرائيلي الذي تحدثت عنه التوراة؛ خصوصًا مع توفيرها فرصًا لممارسة رياضات عديدة، مثل ركوب الدراجات والتخييم وتسلُّق الصخور.
المصدر: جيروسالم بوست