الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

ممارسات أردوغان في شرق المتوسط تحت مجهر المجتمع الدولي

تنديد خمس دول بينها الإمارات وفرنسا بالتدخلات التركية في ليبيا.. وعمليات قرصنة الغاز في شرق المتوسط يشعل غضب أنقرة

كيوبوست

اعتبر المشاركون في اجتماع وزراء خارجية دول الإمارات وفرنسا ومصر واليونان وقبرص، أن الاتفاقيتين الموقعتين بين أنقرة وفايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، بشأن ترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط، تعدان انتهاكين صارخين للقوانين والمواثيق الدولية، وأن تركيا قد خرقت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بعد قيامها بعمليات تنقيب غير شرعية مستمرة داخل المناطق البحرية لقبرص.

جاء ذلك في البيان الختامي لاجتماعٍ طارئ عُقد عن بُعد مطلع الأسبوع الجاري، ورفعت فيه تلك الدول نبرة الصوت في وجه أنقرة؛ للتنديد بتدخلها في ليبيا، وبالسياسات الاستفزازية التي تمارسها حكومة أردوغان في شرق المتوسط.

اقرأ أيضًا: “الوفاق” تستجدي التوافق بعد خسائر فادحة في ليبيا

البيان تطرق أيضاً إلى الخروقات التركية في المجال الجوي اليوناني، وتهديد حدودها بطريقة غير شرعية، مطالباً أنقرة باحترام خصوصية الدول الأخرى.

موقع “سيتي تايمز” اليوناني، أكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حالة صدمة بعد الإعلان المشترك الصادر عن وزراء خارجية اليونان وقبرص ومصر وفرنسا والإمارات العربية المتحدة، والذي أدان محاولة تركيا غير القانونية للتنقيب في المياه القبرصية، وانتهاك المجال الجوي اليوناني، والاستغلال غير القانوني للمهاجرين، ودعم الإخوان المسلمين في ليبيا.

وأضاف الموقع أن تركيا باتت معزولة بشكل متزايد في المنطقة؛ حيث إن حليفها الوحيد في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​هو “الإخوان المسلمون” في ليبيا، والذين باتوا على وشك الانهيار تحت ضغط الجيش الوطني الليبي الصديق لليونان.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- وكالات

رسالة واضحة

بعث هذا البيان برسالةٍ واضحة إلى تركيا مفادها “تأكيد استمرار تضافر الجهود العربية والأوروبية؛ من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بالتزامن مع ما تشهده الساحة الليبية من تطورات”، حسب كلام الدكتورة مريم لوتاه، الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات.

تصف لوتاه التدخل العسكري التركي في ليبيا بـ”السافر”، موضحةً خلال تعليقها لـ”كيوبوست”، أن “أردوغان لم يتعلم من خسائره المادية والبشرية على الأراضي السورية، مُصراً على تكرار نفس التجربة الفاشلة في ليبيا مرة أخرى”.

اقرأ أيضاً: مع استمرار تدفق السلاح التركي.. “الوفاق” الليبية تعترض على مهمة الاتحاد الأوروبي

د. مريم لوتاه

وتزامناً مع إطلاق الاتحاد الأوروبي العملية “إيريني” لمراقبة عمليات توريد السلاح إلى ليبيا، طالب وزراء خارجية الدول الخمس بأن تتوقف تركيا عن إرسال المرتزقة السوريين للقتال في ليبيا، وإظهار المزيد من الاحترام لقرار حظر السلاح الأممي.

ونقلت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، معلومات عن مشاركة فرقاطة فرنسية مضادة للطائرات في هذه العملية ستكون مهمتها مراقبة الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط؛ من أجل السيطرة على جميع السفن المشتبه في أنها تنقل أسلحة ومقاتلين إلى ليبيا.

موقف دولي

مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الاجتماع أثارت جنون أنقرة، التي سخرت أدواتها ومنابرها الإعلامية لانتقاد تلك المشاركة؛ بذريعة أن الإمارات ليست دولة متوسطية، ولا علاقة لها بما يحدث في هذه المنطقة.

اقرأ أيضًا: أردوغان يفقد توازنه بعد تنديد الإمارات بالتدخلات التركية في ليبيا

لكن المبادرة الإماراتية تأتي لتأكيد نهج أبوظبي الرافض للتدخل التركي في ليبيا، والذي عبرت عنه أكثر من مرة؛ آخرها في بيانها الصادر عن وزارة الخارجية مطلع الشهر الحالي، حسب لوتاه، والتي أشارت إلى أن “على الدول العربية لعب دور أساسي في ما يخص هذه الأزمة، كرد فعل مطلوب لتحجيم الدور التركي المهدد لأمن واستقرار المنطقة”.

المحلل السياسي التركي فائق بلوط

المحلل السياسي التركي فائق بلوط، يتفق مع هذا الطرح، معتبراً أن استمرار الاجتماعات وبيانات التنديد بالانتهاكات التركية في المنطقة دون تحرك حقيقي وواضح “سيجعل أردوغان يتمادى في سياساته، ما دام لا يشعر بخطر حقيقي عليه مواجهته”.

ويتوقع بلوط، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أن يتراجع أردوغان عما يفعل في ليبيا؛ لكن ذلك يقترن بشرط واحد هو “أن تتخذ الدول الرافضة موقفاً أكثر قوة وصرامةً وتهديداً له؛ لأن التصعيد في ملف الأزمة الليبية وصل إلى مستويات أبعد من أن تتأثر بالبيانات والخطابات الدبلوماسية، وبات أردوغان الآن في حاجة إلى من يردعه، ولا مشكلة في أن يكون هناك تهديد عسكري وسياسي واقتصادي له؛ لإثنائه عن مواقفه”، حسب المحلل السياسي التركي.

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة