الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

ملف الاعتقالات السياسية في قطر يعود إلى الواجهة

العديد من المعتقلين السياسيين يقبعون في السجون القطرية رغم غياب الحديث عنهم في وسائل الإعلام بسبب شح المعلومات والتهديدات التي تنال المقربين منهم في حال أقدموا على الاستعانة بمنظمات دولية للمطالبة بالإفراج عنهم

كيوبوست

تفاجأ الشارع القطري، خلال الأيام الأخيرة، بعودة ملف الاعتقالات السياسية إلى الواجهة في البلاد، رغم جائحة كورونا وانشغال السلطات بتفشي العدوى؛ خصوصاً بين العمالة الأجنبية، وهي القضية التي أثارت انتقاداتٍ دولية، كان آخرها تقريرٌ حاد اللهجة لمنظمة العفو الدولية.

أبرز تلك الأسماء هو الشاعر والمدون القطري عبدالله السالم، الذي تم استدعاؤه من قِبَل جهاز الأمن القطري، مطلع الشهر الحالي، دون معرفة أسباب هذا الاستدعاء، وهو يمضي الآن أكثر من أسبوعين وراء القضبان، وسط غياب أية معلومات عنه، وعدم السماح لأهله بزيارته حتى الساعة، كما نقل حساب في “تويتر” أُنشئ حديثاً وغرد تحت عنوان “الحرية لعبدالله السالم”.

اقرأ أيضاً: أزمة “كورونا” تثقل كاهل الاقتصاد القطري.. ومراقبون يتوقعون الأسوأ

والسالم هو شاعر وقاص وصحفي معاصر من قطر، له العديد من النصوص المنشورة في المطبوعات القطرية؛ مثل: “الراية” و”الشرق” و”الوطن” ومجلتَي “بروق” و”الجسرة”، وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية والأمسيات داخل قطر وخارجها .

وحسب مصدر تحدث إلى “كيوبوست”، فإن عبدالله السالم كان مثيراً للجدل؛ بسبب بعض كتاباته التي تتجاوز سقف الحرية المسموح به في قطر، وهو أمر أكده السالم، في تغريدة له قبل اعتقاله، قائلاً: “لجهاز الأمن عندنا استفسارات عليَّ وهذا حقه”.

الشاعر والمدون عبدالله السالم- صفحته الشخصية

المقال الأخير

ما يمكن التأكد منه، حسب المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فإن “المقال الأخير الذي نشره السالم في مدونته الشخصية على الإنترنت، كان السبب خلف ملاحقته أمنياً”. وأضاف المصدر أن “عائلته كانت تتوقع أن يكون الأمر مجرد استجواب روتيني؛ لكن نهاية الأسبوع الثاني من سجنه بدأت تطرح العديد من التساؤلات حول مصيره وظروفه داخل السجن، بالتزامن مع منع العائلة من زيارته”.

المقال الأخير الذي كتبه عبدالله السالم كان تحت عنوان “دعائم الاستبداد في الفقه السياسي الإسلامي”، لفت فيه إلى أن “تراث الفقه السياسي الإسلامي أسهم بلا قصد في تثبيت دعائم الاستبداد على مر التاريخ الإسلامي، وذلك من خلال تقريره لبعض الأحكام الفقهية، وجعلها من القضايا الكبرى التي قد تقارب تخوم المقدس وتلامس حدود المعتقد”.

اقرأ أيضاً: “العفو الدولية” تفضح ممارسات قطر ضد العمالة.. احتجاز وتجويع وطرد

من يقرأ المقال يفهم أن المقصود منه، وبشكلٍ أساسي، قد يكون النظام الحاكم في قطر، وأن ما جاء في مقال الكاتب يوجه انتقادات واضحة إلى الاستبداد بشؤون الحكم من قِبَل الأمير الحالي؛ لا سيما مع غياب أية تجربة برلمانية أو شورية في قطر، وهو الأمر الذي بات يثير الكثير من التساؤلات والانتقادات حولها، رغم أنها تحتضن قنوات تليفزيونية تروج لنماذج ديمقراطية تقوم على الثورات والفوضى في دول جارة، دون التطرق إلى وضع النظام الحاكم في الدوحة.

مع ذلك، يعتقد البعض أن تغريدات السالم كانت أيضاً سبباً في ملاحقته أمنياً؛ خصوصًا أنه أكد، في أكثر من مرة، موقفه المتوازن في ما يتعلق بالأزمة الخليجية، وعبَّر في تغريدة أخيرة عن اشتياقه إلى أصدقائه من الإماراتيين والسعوديين؛ وهي تلميحات لا يستسيغها النظام في قطر حالياً، ومع ذلك لا يمكن الجزم بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى اعتقال السالم.

أسماء ريان- وكالات

معتقلون من الأسرة

وفي السجون القطرية يقبع أيضاً العديد من المعتقلين السياسيين؛ بينهم عدد من أبناء الأسرة الحاكمة في قطر، وذلك على الرغم من غياب الحديث عنهم في وسائل الإعلام؛ بسبب شح المعلومات، والتهديدات التي تنال عائلاتهم في حال أقدموا على الاستعانة بمنظمات دولية للمطالبة بالإفراج عنهم.

لكن زوجة الشيخ طلال آل ثاني، المعتقل في قطر منذ نحو سبع سنوات، كسرت القيود وقامت ببث مقطع فيديو لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل يومين، تحدثت فيه عن وضع زوجها الصحي السيئ، كما تحدثت عن عدم عرضه للمحاكمة منذ بدء اعتقاله.

أسماء ريان، زوجة طلال آل ثاني، قالت في بيانها الذي انتشر على نطاق واسع: “تقدمنا في 12 مارس 2020 بالتماس عاجل إلى المقرر الخاص بشأن التعذيب والعقوبة القاسية والمذلة التي طالت الشيخ طلال، وهو عضو كبير بالعائلة الحاكمة، وحفيد مؤسس دولة قطر”، مضيفةً: “الشيخ طلال مسجون في ظروف قاسية، مع انتهاك حقوقه الأساسية؛ فالمعاملة السيئة التي تعرض إليها وضعت صحته وحياته في خطر شديد، كما تم منعه تعسفياً من التواصل معي، ومع أولاده الصغار”، داعيةً المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان إلى الضغط على النظام القطري؛ لإطلاق سراح زوجها.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة