الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
ملايين هجروا فنزويلا منذ 2014: ما الذي يحدث فيها؟
مادورو يتشبث بالسلطة، والولايات المتحدة تعترف بغوايدو رئيسًا

وعلى إثر الاشتباكات بين الجيش والمعارضة، قال المرصد الفنزويلي للنزاع الاجتماعي إن الاضطرابات خلفت 26 قتيلًا خلال 4 أيام.
وأوضحت هذه المنظمة غير الحكومية المعروفة بمناهضة نيكولاس مادورو في تغريدة: “جرى اغتيال 26 شخصًا أثناء التحركات الاحتجاجية”، مشيرة الى أن 7 منهم قتلوا في العاصمة كراكاس.
اقرأ أيضًا: القضاء على الاحتجاج في البداية أو السقوط: هكذا تصمد الأنظمة الاستبدادية!
ويصطف الجيش إلى جانب حكومة مادورو في وجه المعارضة، إذ قال في بيان إنه يتعهد بالوقوف إلى جانب الرئيس الفنزويلي. وقال وزير الدفاع فلاديمير بادرينو في تغريدة عبر تويتر: “اليأس وعدم التسامح يهاجمان سلام الأمة”، مضيفًا: “نحن جنود الوطن لا نقبل رئيسًا يُفرض في ظلال مصالح غامضة”.
وتابع الوزير أن الجيش “يدافع عن دستورنا ويضمن السيادة الوطنية”. يذكر أن مادورو تمّ تنصيبه رئيسًا على فنزويلا في 10 كانون الثاني/يناير لولاية ثانية احتجت عليها المعارضة، ولم تعترف بها واشنطن والاتحاد الأوروبي والعديد من دول أمريكا اللاتينية.
انقسام دولي
وشهدت الأوساط الدولية انقسامًا حادًا في الموقف حيال ما بدا انقلابًا على الحكم في فنزويلا. وعقب اعتراف ترامب، انضمت كولومبيا والبرازيل -حليفتا واشنطن- إلى الموقف الأمريكي، إضافة إلى الأرجنتين وتشيلي وبارغواي.
أما الاتحاد الأوروبي فدعا إلى الإنصات “لصوت” الشعب الفنزويلي، مطالبًا بإجراء انتخابات “حرة وذات صدقية”.
بينما بقيت المكسيك وكوبا وبوليفيا على موقف مغاير لموقف واشنطن، إذ أعربت هذه البلدان عن دعمها لمادورو ولـ”السلطات المنتخبة بحسب الدستور الفنزويلي”.
كذلك بالنسبة لتركيا وروسيا؛ إذ أعربتا عن تضامنهما مع نيكولاس مادورو “ضد التحركات الرامية إلى عزله”.
اقرأ أيضًا: مترجم: السياسيون الصادقون لن يصلحوا الفساد
ويلاحظ أن تركيا انتهجت موقفًا مختلفًا حيال الأزمة؛ إذ كشف موقع “نورديك مونيتور”، الخميس الماضي، أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، جندت جيشًا إلكترونيًا للترويج لوسم “كلنا مادورو” #WeAreMADURO.
الموقع أشار، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في تويتر، إلى أن الوسم الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يقف وراءه جيش إلكتروني يعمل بأوامر إردوغان، الذي أعلن دعمه للرئيس نيكولاس مادورو.
ما الذي أوصل فنزويلا إلى هذا الحال؟
بغض النظر عما إذا نجحت حركة الاحتجاج في إسقاط مادورو ونظامه، فإن البلاد تتهاوى منذ سنوات على نحو غير مسبوق، حسب تقارير دولية.
وفق تقرير لقناة بي بي سي، تفقد العملة في فنزويلا قيمتها، وترتفع الأسعار بشكل صاروخي. ويعرف ذلك بالتضخم المفرط الخارج عن السيطرة، الذي يعني أنه حتى أسعار المواد الأساسية ارتفعت بشكل كبير.
وتشير دراسة أصدرتها الجمعية الوطنية التي تهيمن عليها المعارضة إلى أن أسعار السلع تتضاعف كل 26 يومًا.
وخرج التضخم في فنزويلا عن نطاق السيطرة في السنوات الأخيرة رغم امتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم.
وتسبب انخفاض أسعار النفط وسوء إدارة الحكومة في ركود حاد جعل سعر فنجان قهوة الآن يعادل ثمن شراء منزل قبل 15 عامًا.
وعلى إثر هذه الأزمات المستشرية، غادر نحو 3 ملايين فنزويلي بلادهم منذ 2014.

ووفقًا للتقارير، فإن الذين اختاروا البقاء في فنزويلا يواجهون متاجر خاوية على عروشها وانقطاع الكهرباء والمياه ونقص الدواء، ويشعر الموظفون بالقلق إزاء تسديد فواتيرهم.