فلسطينيات

مقترح لإنشاء مطار بين الدوحة وغزة: طموح قطر للاستحواذ على غزة والتلاعب بمصيرها!

سياسيون فلسطينيون: تدخلات قطر هدفها الفصل التام بين القطاع والضفة

كيو بوست – 

حذّر سياسيون فلسطينيون من أن تدخلات قطر في الشأن الفلسطيني صارت تتخذ أبعادًا خطيرة وعلنية، وهدفها الفصل التام بين قطاع غزة والضفة الغربية.

جاءت تلك التخوفات بعد حديث المندوب القطري إلى قطاع غزة، محمد العمادي، عن طرح قطر على إسرائيل مشروع اقتراح لبناء مطار يربط بين غزة وقطر. وفي حديثه لوسائل إعلام محليّة، قال العمادي: “الجانب الإسرائيلي كان متخوفًا أمنيًا، ولكننا قلنا لهم: أمنيًا ممكن أن نحلها من خلال طائرات تذهب إلى الدوحة وتعود منها إلى غزة فقط، وتحت إشراف أمني قطري”.

اقرأ أيضًا: قطر تُنسّق مع الموساد بدلًا من السلطة الفلسطينية!

وتأتي خطوة العمادي بعد أيام من إدخال قطر لمبلغ 15 مليون دولار، وقيامها بأخذ بصمات كل من يستلم راتبه من موظفي القطاع، من أجل إرسال البصمة إلى إسرائيل، وهو ما وصفه فلسطينيون بأنه إهانة علنية للشعب الفلسطيني.

غزة المحكومة بحركة حماس -المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين- باتت منطقة نفوذ لقطر، خصوصًا بعد الانقسام الفلسطيني، الذي دعمته قطر منذ بدايته إعلاميًا وماديًا؛ إذ أوجدت متنفسًا لحركة حماس، لكي تستغني للأبد عن المصالحة مع السلطة الفلسطينية، باعتبار أن قطر ستسدد للحركة كل ما ينتج من فواتير الانقسام.

كيو بوستس

ترانزيت غزة – الدوحة

العمادي بصفته مبعوثًا قطريًا دائمًا إلى القطاع، ويحمل على عاتقه مهمة التنسيق بين حركة حماس وإسرائيل، يلقبّه الفلسطينيون بـ”المندوب السامي”، كناية على الدور الذي كان يلعبه المندوب السامي البريطاني خلال فترة الانتداب. ويقول أهالي غزة، بنوع من السخرية والمرارة، بأن غزة صارت مستعمرة قطريّة.

العمادي المندوب السامي القطري لقطاع غزة يعرض على اسرائيل اقامة مطار في قطاع غزة بإشراف أمني قطري

Posted by ‎راسم عبيدات‎ on Tuesday, 11 December 2018

ولم يسبق أن تدخلت دولة سلبًا في القضية الفلسطينية مثلما فعلت قطر، فهي التي ترتب دخول الأموال لدعم الانقسام، وهي المسؤولة عن التنسيق الأمني بين الاحتلال وحماس، إضافة إلى دورها في استخدام القضية الفلسطينية من أجل مصالحها، عبر استخدامها لحركة حماس في صراعاتها الإقليمية.

وتستكمل قطر دورها اليوم للاستحواذ على قطاع غزة تمامًا وخلعه عن الضفة والقدس، بربطه هوائيًا بقطر، لا لشيء إلّا لأن قطر تملك الأموال، ولديها الجرأة على تقطيع أوصال القضية، من خلال تحويلها من قضية سياسية إنسانية، إلى مجرّد قضية اقتصادية، تعتاش على ما يجلبه العمادي من دولارات إلى غزة، بمباركة إسرائيل عبر معبر “إيرز”.

ولاية مُنشقّة

الحلول التي تقترحها قطر عبر مندوبها العمادي، لا تحل القضية الفلسطينية التي تعاني من الانقسام والاحتلال، بل يمكن القول إن جميعها حلول مؤقتة، أو مُسكّنات، تهدف إلى إطالة أمد الانقسام، وبالتالي إبقاء سيطرة قطر على قطاع غزة.

وتتخذ قطر وتركيا من جماعات الإسلام السياسي معبرًا لإحداث انقسامات في الدول، وهو ما تمثل عمليًا في محافظتي “إدلب” و”عفرين” السوريّتين، اللتين تم فصلهما عن الوطن الأم، وجرى تسليمهما إلى الجماعات الإرهابية، وتقوم تركيا بمدهم بالمُسكنّات ذاتها، التي لا تحل الأزمة، ولا تحوّل إدلب وعفرين إلى مناطق مزدهرة، إنما لاستخدامها كورقة تفاوض مع الدولة السورية أو الولايات المتحدة أو روسيا.

اقرأ أيضًا: كاتب قطري: الدوحة تسعى للإمساك بخيوط “القضية الفلسطينة” لكسب نفوذ سياسي

الدور ذاته تقوم به قطر في غزة، إذ تُقدّم مصالحها على مصالح الفلسطينيين؛ فهي تريد ترسيخ نفوذها في غزة، بإطالة أمد الانقسام، وهو نفوذ غير مكلف، نظرًا لمقدرتها على استخدام غزة كورقة تفاوض مع إسرائيل، وبالتالي التأثير من خلالها على اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة بما يخدم سياسة قطر الخارجية، إضافة إلى طموحها باستخدام غزة كورقة ضغط في صراعاتها الإقليمية، خصوصًا ضد مصر.

ولا تُكلّف غزة قطر أكثر مما تكلّفها قناة إخبارية واحدة، ولكن الدوحة باستخدامها لغزة، استطاعت التطبيع علانية مع إسرائيل، بحجة إدخال الأموال، بل إنها أقامت علاقات متينة مع دولة الاحتلال، كشف عنها العمادي في فبراير/شباط 2017، إذ قال إنه زار إسرائيل سرًا منذ 2014 أكثر من 20 مرة.

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة