الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

مقابلة خاصة: القصف التركي على عفرين أودى بحياة 180 شخصًا، والمعارك تشتد

بهجت عبدو: المعارك لن تبقى في عفرين وحدها

خاص كيو بوست –

تشتد الحرب على منطقة عفرين – شمال غرب سوريا يومًا بعد آخر، إذ لجأت القوات التركية إلى استخدام الطيران الحربي بشكل مكثف، والقصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات والصواريخ، أما قصف مركز مدينة عفرين صباح ومساء الثلاثاء 13/2/2018 بعشرات القذائف، ووقوع ضحايا وجرحى مدنيين، فشكل تطورًا عنفيًا كبيرًا.

وقال رئيس هيئة الدفاع في المجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين في الإدارة الذاتية بهجت عبدو: “المعارك تجري في هذه المرحلة الحساسة التي تمرّ بها سوريا، جيش الاحتلال التركي ومعه المجاميع الإرهابية، منها بقايا داعش والنصرة، يهاجمون مقاطعة عفرين، ويحاولون بشتى السبل، وبكافة صنوف الأسلحة أن يحتلوها، لذلك أعلنَّا مقاومة العصر، لن نترك أرضنا، ولا نبرح عن عفرين ولو شبر واحد، قلنا هذه الرسالة للعالم أجمع، الشعب قالها وقواتنا قالتها، قوات YPG وYPJ مع قوات سوريا الديمقراطية، كلهم قالوا هذه الكلمة، بأن عفرين ستكون مقبرة للغزاة ولكل الطامعين بأرضها“.

وعن طبيعة المعارك والأسلحة المستخدمة فيها، أضاف عبدو في تصريحاته الخاصة لـ”كيو بوست”: “نحن كهيئة الدفاع في المقاطعة قلناها بأن أسوار عفرين ستسطر أروع الملاحم البطولية في وجه الغزاة والمعتدين. كانت الشرارة الأولى التي بدأت منذ 20 يناير/كانون ثاني، ودخلت مقاومة العصر يومها الخامس والعشرين على التوالي، والدولة التركية الاحتلالية تحاربنا بكافة صنوف الأسلحة، عبر الجو والأرض، بطائرات الـF16 والأباتشي والكوبرا، وأيضًا الطائرات المسيرة (بيرقدار)، وبمدافعها بعيدة المدى، والدبابات الألمانية الحديثة. شعب عفرين متربص بأرضه وترابه، مع قيادته، بأحزابه كافة، ومكوناته كافة من كرد وعرب، وبأديانه وطوائفه، لذلك قالوها وقالوا هذه الكلمة، بأننا نحن هنا صامدون”.

وحول المساحات التي جرى احتلالها، أردف قائلًا: “المعارك تبين أننا على الأرض مسيطرون، ولا نسمح للعدو بأن يدخل إلى أرضنا ولو لشبر واحد، والمعارك التي تجري من جبهة شران إلى جبهة راجو، وإلى جبهة شيه وحتى جبهة جنديرس، كلها تجري على محاور ضيقة جدًا ضمن مسافة 100م إلى كيلو متر واحد، هناك معارك كرّ وفر في 10 إلى 15 قرية، لا تزيد ولا تنقص، العدو يحاول أن يدخل إلى هذه القرى، في النهار يدخلون، وفي الليل نحن ندخلها ونحررها، ولكنهم يطبقون سياسة الأرض المحروقة”.

وحول سؤال كيو بوست عن خسائر طرفي الاشتباكات أجاب عبدو: “خسائرهم كثيرة جدًا. الدائرة الإعلامية لقوات سوريا الديمقراطية أعلنت أكثر من 860 قتيلًا في صفوف القوى الغازية والمحتلة من الجيش التركي ومرتزقته، لغاية اليوم الثالث والعشرون، وهناك أكثر من 51 آلية بما فيها دبابات وعربات مصفحة ومدرعات، دمرت بالكامل، و15 آلية ضربت وأخرجت من أرض المعركة. أما شهداء قوات سوريا الديمقراطية بما فيها الأسايش فهم 98 شهيدًا. كل يوم أو ثلاثة أيام نودع الشهداء بعشرات الآلاف من الشعب الذين يشاركون بكل طوائفه وأحزابه، يشاركون في مراسم الشهداء. المدنيون يدفعون الثمن الأكثر، هناك أكثر من 180 شهيدًا، بما فيهم أطفال ونساء وشيوخ، وأكثر من 400 جريح، الذين وثقتهم إدارة المشافي في عفرين، لذلك نقول بأن الدولة التركية الغازية هي التي تطبق سياسة الأرض المحروقة، وتريد أن تغير من ديمغرافية المنطقة وتُهجر شعبنا”.

وحول مسار الحرب وتوقعاتها يوضح عبدو لـ”كيو بوست”: “المعارك لن تبقى في عفرين وحدها، قلنا للأصدقاء والأعداء، الدولة التركية الاحتلالية تحاول أن تبقي المعارك بعفرين، نحن حولناها إلى خارج عفرين، قصفنا وضربنا القوات الغازية في عقر دارها في إعزاز – مركز قيادة عمليات (غصن الزيتون)، وسوف تمتد المعارك أكثر فأكثر. لدينا إمكانيات كثيرة لم نشغلها بعد، عفرين لن تبقى لوحدها، سوف تُختلط الأوراق كلها، أوراق سوريا كلها، إذا بقوا وأصرّوا بأنهم سوف يحتلوا عفرين”.

وعن موضوع الأسرى قال عبدو: “لن نتعامل معهم، مثلما هم يتعاملون، فحسب الأعراف ومواثيق الأمم المتحدة الأسرى والشهداء يجب أن يكونوا من المكرمين، هم ينكلون بجثث شهدائنا، منهم الشهيدة بارين كوباني، وفي داخل إعزاز نكلوا بشهداء قوات سوريا الديمقراطية، وهذه ليست من أعرافنا وعاداتنا، ونقول بأن أسراهم عندنا، نتعامل معهم حسب الأصول والأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ونعرض صور أسراهم الجرحى كيف نداويهم في مشافي عفرين”.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة