الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
مفكّر تونسي يدعو لإيداع زكاة الفطر في بنوك تركيا!
هل يأخذون المال من تركيا أم يدفعون لها؟

كيو بوست –
نشرت صحيفة “الشروق” التونسية خبرًا مناسبًا لطقوس عيد الفطر؛ إذ نقلت عن الدكتور أبو يعرب المرزوقي، الوزير السابق في حكومة حمادي الجبالي، عضو المجلس التأسيسي عن حركة النهضة، دعوته إلى إيداع زكاة الفطر من كل الدول الإسلامية في البنوك التركية، لمساعدتها في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها.
كما اعتبر المرزوقي أن أهمية تلك الخطوة تكمن في أن تركيا تقود النهضة الإسلامية، على حد وصفه.
يذكر أن المرزوقي، هو فيلسوف تونسي، مقرّب من حركة الإخوان المسلمين، ويعتبر من أهم منظري حركات الإسلام السياسي، وله مؤلفات كثيرة في هذا الاتجاه.
وقد تناقلت وسائل إعلام تونسية رأيه فيما يخص نقل زكاة الفطر إلى تركيا، على الرغم من أن بلده تونس تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، بلغت فيها معدلات البطالة وانحدار الميزان التجاري أعلى المستويات.
كما يعتبر المرزوقي صاحب أكثر الآراء إثارة للجدل، على الرغم من شهادة الفلسفة التي يحملها؛ فمن المآخذ على آرائه أنها على الدوام تتوافق مع آراء المتطرفين، مثل اعتباره أن ابن تيمية كان ضد الجمود والتطرف!
إضافة إلى ذلك، كانت دعوته فيما سبق للشباب التونسيين بالهجرة للقتال في سوريا، إحدى هذه الآراء، كما اعتبر أن السياحة ضرب من ضروب الدعارة، في الوقت الذي شجع فيه الإخوان على السياحة في تركيا، من أجل النهوض باقتصادها، وإغراقها بالعملة الصعبة.
جميع آرائه السابقة كانت قد أثّرت في الحياة الاقتصادية التونسية سلبًا، باتجاه زيادة التطرف، مما انعكس على الحالة الاقتصادية للبلاد؛ فقد قل احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة، وأصبحت تونس أكثر حاجة من تركيا لاحتياطي العملة في بنوكها، ولكن عين المرزوقي وأمثاله من فقهاء الإسلام السياسي منصبّة على تركيا ومصالحها، أكثر مما تنظر إلى مصالح البلاد الداخلية… من دون أن يسألوا أنفسهم: من الأحق بالإعانة الاقتصادية.. بلدانهم أم تركيا؟!
تخبّط الإسلاميين في نظرتهم لتركيا
يعيد رأي المرزوقي في نظرته لسبل حل الأزمة الاقتصادية التركية، الجدل حول مدى ولاء فقهاء الإسلام السياسي لتركيا، واتخاذها بديلًا لانتمائهم، بدلًا من أوطانهم الأم، إذ تُعامل تركيا تلك البلدان التي يشارك فيها الإخوان بالحكم، على أنها أسواق صغيرة، تبتلع المنتجات التركية، دون أن تستورد أنقرة من تلك البلدان سوى المواد الخام، مما يجعل ميزان التبادل التجاري يميل على الدوام لصالح الأتراك.
وتصبح تركيا مصبًا للعملة الصعبة الواردة من تلك الأسواق العربية الصغيرة، مما يؤثر قبل كل شيء على احتياطي تلك البلدان من العملة، وعلى المنتجات المحلية، جراء إغراق الأسواق بالمنتجات التركية، مما ولد حملات مقاطعة في بعض الدول، كالمغرب، ضد المنتجات التركية التي أغرقت الأسواق، وقللت من استهلاك المنتجات الوطنية.
فيما يشير مراقبون إلى مدى تخبّط حركات الإسلام السياسي، والإخوان، في كيفية التعامل مع الأزمة الاقتصادية في تركيا، والأزمات الاقتصادية في بلدانهم. وكمثال على ذلك، فقد دعا إخوان الأردن ملكهم، للاستنجاد بتركيا للخلاص من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المملكة. ودعا إخوان قطر لدعم الليرة التركية. بينما يرى إخوان تونس بأنه من واجب بلادهم مساعدة تركيا للنهوض من أزمتها الاقتصادية، مثلما اقترح المرزوقي وغيره!
إخوان الكويت كان لهم مواقف مشابهة، حين دعوا المواطنين لدعم السياحة التركية.
في المحصلة، يمكن القول إن حالة من عدم الانضباط يعيشها الإخوان في العالم العربي: هل يأخذون الأموال من تركيا أم يدفعون لها؟!