الواجهة الرئيسيةحواراتشؤون دولية

مفتى البوسنة الأسبق لـ”كيوبوست”: أسئلة الفتاوى اختلفت في الحرب عن السلم

تحدث مصطفى إبراهيم تيسيرتش -المفتي العام في البوسنة الأسبق- عن مواجهة بلاده التطرف وتعرضها إلى الضرر خلال الحرب الأهلية باسم الجهاد

كيوبوست

أكد المفتي العام الأسبق للبوسنة الدكتور مصطفى إبراهيم تيسيرتش، أن بلاده واجهت إرهاباً منظماً؛ استخدم فيه الدين من قِبل مجاهدين مزيفين أضروا بالبوسنة وعملوا كجواسيس لأطراف أخرى، مشيراً إلى أن التطرف الديني ظهر من أشخاص جاؤوا من دول أخرى مثل أفغانستان، وأطلقوا على أنفسهم مجاهدين وانخرطوا في البلاد خلال فترة الحرب.

وأضاف تيسيرتش، في مقابلة خاصة مع “كيوبوست”، أن هناك فارقاً بين فئتَين من المجاهدين؛ الأولى جاءت لتدافع عن الإسلام والمسلمين ضد ما يتعرضون إليه خلال الحرب، وهم قلة، وأخرى جاءت من أجل أهداف أخرى باسم الدين، لافتاً إلى أنه طلب منهم بعد توقيع اتفاقية السلام وانتهاء الحرب، مغادرة البوسنة بشكل كامل؛ وهو ما حدث بالفعل.

اقرأ أيضاً: مفتي الهند لـ”كيوبوست”: ما حدث من إساءة إلى الرسول موقف فردي لا يمثل الحكومة

طرق مختلفة

وأوضح أن المتطرفين الذين لم يستمعوا إلى أحاديث الدولة واتبعوا سياسة الاعتدال، طلب منهم المغادرة أو غادروا بالفعل، وهناك منهم مَن التحق بتنظيم داعش في سوريا والعراق، معتبراً أن كل دولة عليها أن تواجه التطرف وتتصدى له بالطريقة التي تناسب تجربتها وطبيعة المجتمع فيها؛ وهو أمر لا يمنع الشراكات المختلفة التي يمكن أن تتم بهذا السياق عبر الاستفادة من بعض التجارب التي حدثت بالفعل بدول أخرى أو حتى من خلال تبادل المعلومات حول الجماعات الفكرية وأفكارها.

 

وأكد مفتي البوسنة الأسبق أنهم قاموا بعمل برامج من أجل إعادة دمج بعض المتطرفين في المجتمع؛ وهو ما نجح في بعض الحالات وأخفق في حالات أخرى، مشيراً إلى أن العمل على مواجهة الأفكار المتطرفة يتواصل بالحجج والبراهين والرد على الفتاوى المتطرفة بشكل مستمر؛ حتى لا يكون هناك مجال للتعامل معها باعتبارها حقيقة، خصوصاً أنه لا يمكن لأي شخص أن يدخل في العقول ليعرف ما بها.. صحيح يمكن منع المتطرفين من ارتكاب أعمال إرهابية؛ لكن لا يمكن معرفة ما يؤمن به عقل الفرد عند لقائه.

عناصر متطرفة- أرشيف

وحول الفارق بين الفتاوى في وقت السلم والحرب، قال الدكتور مصطفى تيسيرتش: إن وقت الحرب كانت تصله أسئلة حول اللحية، وكان رده بأن الواجب الأهم من اللحية هو الحفاظ على حياة الإنسان، بينما في وقت السلم فإن أكثر الأسئلة حول الأمور الحياتية؛ مثل الاقتصاد والتعليم وغيرهما من جوانب الحياة المختلفة، مشيراً إلى أن البعض كان يسأل عن القصاص بعد الحرب، وهم الأشخاص الذين كان يعمل على احتوائهم؛ لأن المفتي هو عالم النفس يجب عليه احتواء الناس، فهو ليس قاضياً.

اقرأ أيضاً: مفتي جزر القمر لـ”كيوبوست”: وحدنا الفتوى لمواجهة التطرف

واعتبر أن اعتماد المذهب الحنفي في البوسنة باعتباره المذهب الرئيسي للمسلمين كان من الأمور الصعبة خلال فترة توليه منصب المفتي؛ بسبب وجود خلاف بين المذاهب، لافتاً إلى أن اليوم أصبح لدى المسلمين في البوسنة أمين للفتوى يكون دوره الإجابة عن التساؤلات التي تشغل المسلمين؛ حتى تكون هناك إجابة واضحة للسائلين.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة