الواجهة الرئيسيةصحة
مع الرفع التدريجي لإجراءات الحظر.. كيف تتجنب الإصابة بـ”كورونا”؟
بينما تستأنف الحياة بشكل طبيعي في العديد من دول العالم.. يحذر تقرير نشر في الصحيفة الإيطالية "كورييري ديلا سيرا" من أكثر الأماكن التي قد تكون مرتعاً للعدوى

كيوبوست
في وقتٍ تستعد فيه دول العالم للعودة إلى الحياة الطبيعية شيئاً فشيئاً، بعد أكثر من شهرين على الحظر الشامل أو الجزئي، قام باحث في علم الأحياء من جامعة ماساتشوستس، يُدعى إرين بروماج، بنشر دراسة يجيب فيها عن سؤال مهم: أين يمكن أن نصاب بالعدوى؟
المطاعم
في معظم الدول التي كانت مرتعاً للوباء لم تفتح المطاعم أبوابها بعد، وذلك ليس من قبيل الصدفة؛ حيث يمكن أن تمثل المطاعم مصادر رئيسية للعدوى، فحسب دراسة أجراها باحثون صينيون فإن زبوناً واحداً كان مصاباً، ولكن لم تظهر عليه الأعراض بعد، نقل العدوى إلى 9 أشخاص في مطعم في كانتون.
يقول إرين بروماج: “كان حامل الفيروس جالساً على الطاولة مع 9 أصدقاء، واستمر العشاء قرابة ساعة ونصف الساعة”. أثناء الوجبة، لم يُصدر الشخص المصاب سوى جزيئات الفيروس في الهواء من خلال تنفسه دون سعال، ومع ذلك مرض نصف الأشخاص الجالسين على طاولته في الأسبوع التالي، كما لوحظت أعراض المرض على أشخاص كانوا يجلسون في طاولة مجاورة.

المكاتب
إن منع الاكتظاظ داخل المكاتب ومقرات العمل مرة أخرى هو هدف مهم لمكافحة الوباء، وأبرز مثال على ذلك، حسب عالم الأوبئة، ما حدث في سيول عاصمة كوريا الجنوبية؛ حيث أُصيب موظف واحد فقط في الطابق الحادي عشر لإحدى الشركات، فنقل العدوى إلى 94 شخصاً من أصل 216 موظفاً يعملون في هذا الطابق؛ أي (43,5%) من عدد الموظفين. يقول بروماج: “نحن لا نعرف نسبة الموظفين الذين أصيبوا مباشرة عن طريق التنفس أو الذين أصيبوا عن طريق لمس الأسطح الملوثة؛ لكن هذه الحالة تظهر أن البقاء في مكان مغلق لفترة طويلة مع شخص مصاب يتنفس نفس الهواء يزيد من خطر العدوى”.
اقرأ أيضاً: يوميات كورونا: كيف تعيش ممرضة العناية المركزة تفاصيل الأزمة في نيويورك؟
الكورال
مثال آخر على خطر العدوى في مكان مغلق؛ حيث اجتمع عدة أشخاص في غرفة بحجم صالة الألعاب الرياضية داخل كنيسة في ولاية واشنطن، جميع أعضاء الفرقة احترموا إجراءات التباعد ولم يتصافحوا واحترموا المسافات، ولكن على الرغم من كل شيء وخلال ساعتين من التدريبات؛ فإن حاملة واحدة للفيروس نقلت العدوى إلى جميع أعضاء هذه الجوقة. يعتقد عالم الأحياء أن الغناء ينقل العدوى أكثر من التحدث، وأن التنفس العميق الضروري للغناء يسهل اختراق رذاذ الفيروس إلى الرئتين.
في أربعة أيام فقط، ظهرت أعراض المرض على 45 فرداً من أعضاء الجوقة، وتم تسجيل حالتي وفاة.
اقرأ أيضاً: ما الأضرار النفسية للعزل الاجتماعي في زمن الكورونا؟
صالات الرياضة
حتى النشاط البدني منخفض الكثافة يمكن أن يكون خطيراً إذا تم داخل أماكن مغلقة. هذه المرة لا يستند إرين بروماج إلى دراسة علمية؛ بل إلى مقال نشرته صحيفة “ناشيونال بوست”، وهي صحيفة كندية استقصت كيف تسبب مشارك واحد في دورة “الهوكي على الجليد” في نقل العدوى إلى 24 رياضياً من أصل 72 شاركوا في هذا الحدث الرياضي؛ حيث يوفر الهوكي اتصالاً كثيفاً بين اللاعبين في بيئة باردة ومغلقة، الأمر الذي يزيد من سرعة التنفس وكثافته لفترة طويلة من الزمن.

مصانع إنتاج اللحوم وتعبئتها
في هذه الأنواع من الأماكن، يعمل الموظفون بشكل متقارب، ويضطرون إلى التحدث في بيئة صاخبة للغاية، وفي درجات حرارة منخفضة (مما يسهل بقاء الفيروس)، في الولايات المتحدة، قال بروماج: “تم الإبلاغ عن تفشي المرض في 115 مصنعاً للمواد الغذائية، منتشرة في 23 ولاية منفصلة. الحالات الإيجابية تتجاوز 5000، وحتى الآن كان هناك 20 حالة وفاة”. وقد شهدت ألمانيا العديد من الحالات المماثلة مؤخراً.
حفلات أعياد الميلاد والجنازات
من الواضح أن هذا النوع من التجمعات خطير للغاية، “في شيكاغو، أصيب رجل يُدعى بوب خلال عشاء عائلي استمر ثلاث ساعات. في اليوم التالي يذهب بوب إلى جنازة، ويعانق أفراداً آخرين من الأسرة؛ فيتسبب في نقل العدوى إلى شخص ثالث، وفي نفس المساء كان بوب مدعواً إلى حفلة عيد ميلاد؛ حيث وجد 9 ضيوف، 7 منهم سيصابون بالمرض بعد ذلك بأيام”.
سلسلة العدوى لن تنتهي عند هذا الحد؛ حيث “ذهب الأشخاص المصابون بالفيروس إلى الكنيسة نهار الأحد، ونقلوا الفيروس، فكان بوب مسؤولاً بشكل غير مباشر عن إصابة 16 شخصاً ووفاة 3 منهم”، يقول بروماج.