الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

مع اقتراب موعد الانتخابات.. صحف عالمية تحذر من انجراف تركيا نحو الديكتاتورية

صحيفتا "الإيكونوميست" و"جيروزاليم بوست" تحذران من مشهد ديمقراطي منقوص في تركيا في حال وصول حزب العدالة والتنمية مجدداً إلى الرئاسة

كيوبوست- ترجمات

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” مقالة حذَّرت فيها من انجراف تركيا نحو الديكتاتورية، وأوضحت كيف تزامن صعود نظام أردوغان مع صعود بوتين والصين و”حماس” و”حزب الله” والنظام الإيراني، وتداعيات ذلك على المنطقة.

بدايةً، أشارت المقالة إلى أن تركيا تزمع عقد انتخابات في غضون بضعة أشهر؛ حيث سيحاول حزب العدالة والتنمية الحاكم تمديد حكمه الذي يبدو بلا نهاية. جدير بالذكر أن الحزب وصل إلى السلطة في عام 2003، ومضى في إحكام قبضته على مفاصل الدولة، فاعتقل أعضاء المعارضة وأسكت وسائل الإعلام الناقدة. واستعار استراتيجية روسيا بوتين، والصين جين بينغ، ممدداً حكم “الزعيم” إلى الأبد من خلال تغيير المعايير والقوانين التي كان معمولاً بها.

اقرأ أيضًا: هل يحسم “الحجاب” معركة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا؟

في هذا الصدد، حذَّرت مجلة “الإيكونوميست”، مؤخراً، من انجراف أنقرة نحو الاستبداد، في مقال يرى أن تركيا “قد تكون على شفا الديكتاتورية”. وأشارت تغريدة حديثة للمجلة إلى أنه “عندما أصبح أردوغان رئيساً للوزراء لأول مرة في عام 2003، كان يحمل الكثير من الوعود لتركيا؛ لكن الواضح أنه كلما طالت مدة بقائه في السلطة، ازداد استبداده”.

في الوقت الحالي، تحول أنقرة دون انضمام فنلندا والسويد، الدولتَين الديمقراطيتَين، إلى حلف الناتو، وتهدد اليونان وإسرائيل، اللتين أصبحتا صديقتَين مقربتَين. وهذا يعني أن التدريبات البحرية الأخيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط وغيرها من القضايا تتأثر بالتحولات السياسية التركية.

المقر الرئيسي لحلف شمال الأطلسي “الناتو” في بروكسل- وكالات

إن السياق الذي وصل فيه حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا هو السياق ذاته الذي أوصل “حماس” إلى السلطة في قطاع غزة. لقد تمكَّنت “حماس” من الفوز في الانتخابات؛ لكن الانتخابات ليست الركن الوحيد الذي تقوم عليه الديمقراطية. فإذا أُجريت انتخابات، كما أُجريت في تركيا، ووصلت مجموعة دينية متطرفة إلى السلطة؛ فهذا يخاطر بتفريغ الديمقراطية من مضمونها.

في بعض الأحيان لا يكون لدى الناخبين سوى خيارات سيئة. في هذه الحالة، اعتقد بعض الناس أن الإسلام السياسي هو البديل الأفضل من الملكيات العربية القومية العسكرية في الشرق الأوسط؛ لكن سرعان ما أظهر التاريخ أن الإسلام السياسي، الذي يتبناه حزب العدالة والتنمية أو النظام الإيراني أو “حماس” أو “طالبان” أو غيرها، لم يجلب “الإصلاح” أو الديمقراطية.

اقرأ أيضاً: هل يمكن إيقاف أردوغان؟

السياق الآخر لاستبداد أنقرة هو قضية النظام الإيراني؛ ففي أوائل العقد الأول من القرن الحالي، جرت محاولات لتبييض وجه النظام الإيراني. تزامن هذا مع محاولات لتصوير بوتين كصديق للغرب يمكن تعديل سلوكه. الأيديولوجية التي أرادت تصوير اتجاه “حماس” وإيران والصين وروسيا وتركيا و”حزب الله” على أنه أكثر ديمقراطية مما كان عليه لم تَخلُ من أجندة؛ جزءٌ من هذه الأجندة هو تبييض وجه طهران حتى يوافق الغرب على صفقات مختلفة، مثل الاتفاق النووي الإيراني.

جانبٌ آخر من حملة العلاقات العامة الإعلامية هذه هو استخدام هذه الأنظمة لجعل إسرائيل تبدو وكأنها دولة “معادية للديمقراطية” في المنطقة. على سبيل المثال، غالباً ما يُقارن احتلال إسرائيل للضفة الغربية مع هذه الأنظمة، كما لو أن “حماس” قدمت بطريقة ما بديلاً “ديمقراطياً” لحكم إسرائيل.

استعراض عسكري لمقاتلي “حماس”- أرشيف

بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، كانت فكرة استخدام الديمقراطية واضحة دائماً. لقد دأب على استخدام الديمقراطية مثل قطار يركبه المرء حتى يصل إلى محطته المنشودة. الشيء ذاته ينسحب على “حماس” و”حزب الله” وغيرهما؛ يركبون “قطار” الديمقراطية حتى يصلوا إلى السلطة. ومن أسفٍ، انخدع قسم كبير من منطقة الشرق الأوسط بهذا المسار.

المصدر: جيروزاليم بوست

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة