الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

مع اقتراب الانتخابات البلدية.. انتكاسة إسلاميي المغرب تخيِّم على إخوان الجزائر

محاولات إخوان الجزائر للنيل من نظرائهم في المغرب بعد الخسارة المدوية لم تنجح في إخفاء القلق المتسع حيال مستقبل التنظيم في المشهد السياسي الجزائري

الجزائر- علي ياحي

على الرغم من الانتقادات تارة والتشفي تارة أخرى، التي اعتمدها إخوان الجزائر في تعليقهم على “انتكاسة” نظرائهم في المغرب؛ فإن ذلك لم يخفِ تخوفاتهم من تعرضهم إلى نفس النتائج التي تجعل حضورهم في المشهد السياسي يتقلص نحو “الغياب”.

وخلطَ فشل الإسلاميين في الانتخابات البلدية بالمغرب، ممثلين في حزب العدالة والتنمية الحاكم، حسابات التشكيلات السياسية الإسلامية بالجزائر التي تستعد للانتخابات المحلية المقررة في 27 نوفمبر المقبل؛ إذ حاولت بعضها المحسوبة على الإخوان الهروبَ إلى الأمام، سعياً منها لتوجيه قاعدتها النضالية والرأي العام الداخلي.

مشهد من إجراءات فرز وإحصاء نتائج الانتخابات المغربية- “هسبريس”

وأشار رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، عبدالرزاق مقري، في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”، حمل عنوان “العبرة”، إلى أن ما حصده إسلاميو المغرب إنما كان نتيجة طبيعية لما زرعوه من قبل.

وأضاف مقري أن “لعنة فلسطين تصيب العثماني و(العدالة والتنمية) في المغرب.. عبرة لمَن يريد أن يعتبر”، وتابع بأنها “عبرة للانبطاحيين من الإسلاميين، أو أية قوة سياسية، حينما يعتقدون أنهم بالتنازلات عن مبادئهم ستحتضنهم الأنظمة الفاسدة العميلة، وأن الغرب سيقبلهم”، موضحاً أن “الخسارة بالتزوير الانتخابي أفضل من الخسارة المهينة في حضن الفساد والعمالة”.

كما لم تفوِّت حركة البناء المناسبة، وشدَّد نائب رئيسها أحمد الدان، عبر صفحته على “فيسبوك”، على أن “التطبيع لعنة بالتأكيد، وفلسطين البركة من خذلها خذله الله”، مضيفاً أن النظام المغربي استطاع أن يمرر أكبر مشروعاته السياسية والاقتصادية عبر جسر العثماني وحزبه قبل التخلص منهما، وأردف: “عزيز أخنوش و(التجمع الوطني للأحرار)، البديلان عن العثماني وحزب العدالة والتنمية، لم يأتيا من فراغ”.

اقرأ أيضاً: المغاربة يدكون آخر حصون الإخوان المسلمين في المنطقة العربية

آمال لعروسي

أفول نجم الإخوان المسلمين

وعن مدى تأثير خسارة حزب العدالة والتنمية على إسلاميي الجزائر التي على موعد مع انتخابات محلية مقررة في 27 نوفمبر المقبل، تقول المستشارة القانونية آمال لعروسي، في تصريح أدلت به إلى “كيوبوست”، إن ما حدث في المغرب إنما هو حالة عامة لمسار تنظيم الإخوان؛ سواء بالمغرب أو الجزائر أو تونس، لأن حركية التاريخ وديناميكيته مرهونة بالتحول، والإخوان رغم أنهم امتلكوا السلطة والجهاز التنفيذي للدولة؛ فإنهم لم يتمكنوا من تحقيق التنمية المطلوبة، وأبرزت أن الإخوان لا يملكون مشروع دولة، وأما التي ينادون بها فهي شبيهة بدولة “طالبان”، مشيرةً بالقول: “لا ننتظر من الانتخابات المحلية المقررة في الجزائر أي تقدم لتنظيم الإخوان ممثلاً في حركة البناء وحركة مجتمع السلم، وإنما انتكاسة متوقعة لهذا التيار الذي بات يعاني تراجعَ شعبيته”.

اقرأ أيضاً: هل وصلت العلاقات الجزائرية- المغربية إلى نقطة اللا عودة؟

من جانبه، يرى الباحث في العلاقات الدولية، علي لخضاري، في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”، أن تأثير فشل حزب العدالة والتنمية المغربي على التيار الإسلامي في الجزائر خلال الانتخابات المحلية القادمة، أمر مستبعد، مشدداً على أن الحزب المغربي “العدالة والتنمية” ليس إخوانياً، وإنما يستلهم من أدبيات الإخوان في المسألة السياسية، وأبرز أن التصويت كان عقابياً وانتقامياً من طرف الشعب المغربي.

علي لخضاري

وتابع لخضاري بأن ما حصل في المغرب يختلف مع الجزائر، على اعتبار أن إخوان الجزائر متوافقون مع السلطة، وجزء منهم مرتاح لسياسة الحصص القائمة بين الطرفَين؛ سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وختم بأن الأوضاع في الجزائر لن تغيِّرها الانتخابات المحلية القادمة، ولن يؤثر ما حدث لـ “العدالة والتنمية” بشكل كبير ومباشر على إسلاميي الجزائر.

اقرأ أيضاً: الحرائق تأكل الجزائر.. وأصابع الاتهام موجهة إلى منظمتين إرهابيتين

وفي محاولة لمنع التعرض إلى انتكاسة خلال موعد 27 نوفمبر المقبل، وسعياً منها لتوسيع دائرة الحظوظ، اعتبرت الأحزاب أن قانون الانتخابات لم يتعامل بواقعية مع البيئة الانتخابية، وأشارت، في مراسلة موجهة إلى رئيس السلطة المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، إلى أن فرض توقيعات على الأحزاب والقوائم المستقلة يتجاوز عددها 800 ألف، لضمان دخول 1541 بلدية و58 مجلساً ولائياً، إنما هو شرط “تعجيزي”، وانتقدت التمويل المالي للمترشحين الشباب في القوائم المستقلة دون نظرائهم في القوائم الحزبية.

قطع الطريق على الإخوان

ومن أجل شفافية واسعة ونزاهة أكبر تضع حداً لكل الشكوك التي تلمِّح لها تشكيلات سياسية على غرار الإخوان الذين يسارعون عند كل استحقاق إلى اتهامات بـ”حدوث تزوير منعهم من تصدر المشهد”، تستعد اللجنة المستقلة للانتخابات لعقد اجتماع مع 14 حزباً سياسياً؛ من أجل دراسة جملة من المشكلات المطروحة في إطار المنهج التشاوري والإثراء الإيجابي الذي اعتُمد بين السلطة والأحزاب السياسية، في إطار التحضير لانتخابات المجالس الشعبية البلدية والولائية المقررة يوم 27 نوفمبر المقبل.

رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات محمد شرفي

ويأتي على رأس قائمة المعنيين باللقاء، التشكيلات السياسية المحسوبة على تيار الإخوان؛ وهي: حركة مجتمع السلم، حركة البناء الوطني، جبهة العدالة والتنمية، حزب الحرية والعدالة، حركة النهضة، ثم باقي الأحزاب: الفجر الجديد، جيل جديد، حزب صوت الشعب، طلائع الحريات، جبهة المستقبل، جبهة الحكم الراشد، جبهة الجزائر الجديدة، جبهة النضال الوطني، الجبهة الوطنية الجزائرية.

اقرأ أيضاً: الجزائر ترحب ضمنياً بعودة سيف الإسلام للحكم في ليبيا بعد تراجع الإخوان

سمير بوعزيز

إلى ذلك، يبيِّن رئيس أكاديمية الشباب الجزائري سمير بوعزيز، في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”، أن الأحزاب السياسية الوطنية والإسلامية، سواء المعارضة أو الموالية، ستشارك بقوة في الانتخابات المحلية؛ لما تكتسبه من أهمية بالغة في تجديد المؤسسات الدستورية، وكذا بالنسبة إلى المواطنين على اعتبار أنها الأقرب لتلبية انشغالاتهم وخدمتهم، بالإضافة إلى مساهمتها في تحريك عجلة التنمية.

ويضيف بوعزيز، بخصوص المشاركة الشعبية في الانتخابات المحلية المقبلة، أنها ستكون حتماً أفضل من التشريعيات السابقة، لأن موعد 27 نوفمبر المقبل مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصالح المواطنين وانشغالاتهم المباشرة، مشيراً إلى ترقب مقاطعة بعض الأحزاب؛ لا سيما الراديكالية التي ألفت نظام “الحصص”.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

علي ياحي

كاتب صحفي جزائري

مقالات ذات صلة