الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
مع استمرار تدفق السلاح التركي.. “الوفاق” الليبية تعترض على مهمة الاتحاد الأوروبي
مراقبون لـ"كيوبوست": اعتراض فايز السراج يشير إلى أن حكومة الوفاق هي أكبر الخاسرين من بدء العملية الأوروبية

كيوبوست
رغم التأكيد الرسمي من جانب الاتحاد الأوروبي أن إطلاق العملية “إيريني” في ليبيا جاء بغرض مراقبة حظر وتوريد الأسلحة وإرساء السلام؛ فإن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، أبدت رفضها ذلك، بدعوى أنها هي المستهدفة من القرار الذي يهدف إلى حماية المشير خليفة حفتر، وقوات الجيش الوطني الليبي.
وحسب وزير خارجية “الوفاق” محمد سيالة، فإن العملية “إيريني” تفتقر إلى الشمولية، وأنها ستتجاهل أية عمليات تسليح تصب في صالح الجيش الليبي، معربًا في اتصال هاتفي مع سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا آلن بوجيا، عن استياء حكومته من القرار.
اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي يدرس إرسال مراقبين إلى ليبيا.. ومحللون: قرار سابق لأوانه
تضييق الخناق
المحلل السياسي الليبي المقيم في باريس الدكتور كامل مرعاش، أكد في تعليق لـ”كيوبوست”، أهمية الخطوة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، لافتًا إلى أنها “تضيِّق الخناق على حكومة السراج وتحرمه من الدعم التركي؛ خصوصًا أن هذه الحكومة تعيش حالة من التخبط والارتباك؛ بسبب هزائم ميليشياتها على كل محاور القتال، على الرغم من حصولها على دعم تركي كبير من عتاد وعسكريين وآلاف من المرتزقة السوريين”.
وتعتمد العملية “إيريني” على اللجوء إلى الأقمار الصناعية والوسائل الجوية؛ لمراقبة عمليات توريد السلاح، وكذلك تفتيش السفن، فضلًا عن رصد وجمع المعلومات حول الصادرات غير الشرعية للنفط ومنتجاته المكررة من ليبيا، بالإضافة إلى تدريب خفر السواحل وحرس الحدود، وكذلك محاربة تهريب البشر، حسب بيان الاتحاد الذي أكد أن “إيريني” ستتمتع بتفويض لمدة عام واحد قابل للتجديد.

لكن هذه “العملية لن تحل الوضع في ليبيا، بل هي جزء من الحل” كما أكد جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وهو ما اتفق بشأنه الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز البحوث الإفريقية بجامعة القاهرة، في تعليقه لـ”كيوبوست”، لافتًا إلى أن “الأزمة الليبية تحكمها عدة أبعاد؛ لكن ما يزيد من تفاقمها هو تلك السياسات المدمرة التي يتبعها فايز السراج وحكومته، حيث إن هذه الحكومة فاقدة الاستقلالية، وتعمل على تنفيذ أوامر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشكل حرفي؛ خصوصًا أن هذا الأخير لا يتوانى عن تقديم إمدادات عسكرية كبيرة إلى ميليشيا السراج”، ولذلك فمن الطبيعي، حسب شبانة، أن يعترض السراج بكل ما أوتي من قوة على المهمة الأوروبية لمراقبة السلاح في بلاده؛ “لأنه سيكون من أكبر الخاسرين حينها إن لم يكن الأكبر”.
خطر داهم
المحلل السياسي الليبي كامل مرعاش، ذهب في حديثه إلى ما هو أبعد من تدفق السلاح المستمر إلى ليبيا، لافتًا إلى أن ميليشيات السراج “تواجه اليوم خطرًا جديدًا يتمثل في انتقال وباء كورونا المستجد، والذي بدأت أولى بشائره تصل من تركيا، عبر استمرار تسيير رحلات الطيران من مطار مصراتة؛ لنقل مزيد من المرتزقة والعسكريين الأتراك”؛ وهو ما تمثل في الكشف عن أول حالة إصابة بالفيروس في العاصمة الليبية، وهي أول حالة معلنة، في حين يتحدث بعض المصادر عن حالات يتم التكتم عليها في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات.

اقرأ أيضًا: طائرات مسيَّرة تركية تخرق هدنة “كورونا” في ليبيا
وبالعودة إلى مهمة الاتحاد الأوروبي في ليبيا؛ فإن العملية “إيريني” ليست هي الأولى من نوعها التي يعلن عنها الاتحاد لمراقبة الوضع هناك؛ إذ سبقتها العملية “صوفيا” التي اتفقت دول الكتلة في الاتحاد، يناير الماضي، على تعديلها بغرض تفعيل دورها في ما يخص عمليات نقل السلاح في ليبيا، ومتابعة خطوات وقف إطلاق النار. ورغم أن التحرك الأوروبي جاء متأخرًا حسب ما قال الدكتور كامل مرعاش؛ فإنه “يبقى مزعجًا تمامًا بالنسبة إلى تحالف السراج وأردوغان؛ خصوصًا بعد أن نجح أعضاء في حكومة الوفاق؛ على رأسهم فايز السراج، في تهريب ملايين الدولارات إلى تركيا، بالإضافة إلى أفراد من عائلاتهم وأُسرهم؛ من أجل الانتقال للعيش هناك في حال فقدوا السيطرة نهائيًّا على الوضع في ليبيا”.