الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

معركة صعدة الحاسمة: في الطريق إلى صنعاء

الحرب اليمنية تدخل منعطفات أخيرة، فهل تنتهي قريبًا؟

كيو بوست – 

شهدت الأيام القليلة الماضية تطورًا نوعيًا في سير المعارك داخل اليمن، خصوصًا في جبهة صعدة، التي تشهد معارك عنيفة بين ميليشيات الانقلاب الحوثية المدعومة من إيران، وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية.

وشهدت الحرب اليمنية، لأول مرة منذ انقلاب الحوثيين، قصفًا عنيفًا طال معاقل الحوثيين في منطقة جبال مرّان، مسقط رأس عبد الملك الحوثي.

وتأتي أهمية تلك المعارك من اقترابها من إحدى أهم النقاط الإستراتيجية التابعة للحوثيين؛ فجبهة الظاهر، التي يتقدم فيها الجيش الوطني اليمني، بدعم من قوات التحالف، تبعد قرابة 10 كم متر فقط عن منطقة عمران، التي تعد أحد المعاقل الرئيسة لجماعة الحوثي.

ويظهر ذلك، التقدم السريع الذي أحرزته قوات التحالف العربي، خلال الأيام الخمسة الماضية، في إحدى أهم المناطق اليمنية، التي يمكن أن تؤدي السيطرة عليها إلى تخليص الشعب اليمني من ويلات الحرب فيها.

 

جبهات جديدة

حقق الجيش الوطني اليمني، بدعم من قوات التحالف، تقدمًا ملحوظًا في عدد من جبهات صعدة؛ إذ تمكن الجيش من السيطرة على معاقل الحوثيين في مناطق وادي العطفين، والصوح، والتبة الحمراء وجناح الصقر. وبعد سيطرة حلفائها على تلك المناطق، تمكنت قوات التحالف العربي من قصف تجمعات للحوثيين في جبال مرّان. وهكذا، لم يعد القصف الجوي الحل الوحيد لاستهداف تجمعات الحوثيين في أهم معاقلهم، لكن بات بالإمكان توجيه ضربات قوية من المدفعية الثقيلة أيضًا. وكانت المدفعية قد قصفت بالفعل مراكز للحوثيين داخل منطقة جبل الجميمة، حيث ضريح حسين بدر الدين الحوثي، المؤسس الأول للجماعة الإرهابية.

ويمكن أن يسهم ذلك، في إحراز تقدم آخر، عبر فرض حصار على مناطق مرّان، بقصف مدفعي وجوي، يؤدي إلى تقدم آخر لقوات التحالف العربي على الأرض.

وكانت المعارك في تلك المنطقة قد حصدت أرواح 113 حوثيًا، خلال الأيام الخمسة الماضية، فيما أصيب أكثر من 200 منهم.

بدورها، قامت ميليشيا الحوثي بمحاولة استعادة المناطق التي خسرتها خلال الأيام القليلة الماضية، عبر الدفع بقيادات كبيرة إلى ساحات المعارك هناك، لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم على الأرض، أو استعادة أي من المناطق.

وقد تمكن التحالف من قطع خطوط الإمداد والتواصل بين عدد من مراكز الحوثيين في صعدة، مسهمًا بذلك، في قطع الاتصال بين القيادة العسكرية للحوثيين وجنودهم في عدد من المناطق، الأمر الذي يتوقع مراقبون أنه سيكون مقدمة لمزيد من الإنجازات على الأرض.

وكان قائد محور صعدة في الجيش الوطني اليمني عميد ركن عبيد الأثلة أوضح أن معركة تحرير صعدة مستمرة، وأن قواته تواصل التقدم في كل الجبهات، وسط انهيارات واسعة في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية.

وأضاف الأثلة أن “المعركة الفاصلة مع الحوثيين في صعدة تشكل بوابة العبور نحو استعادة الدولة وبسط سلطة القانون على كل شبر في اليمن”.

وأوضح الأثلة أن الجيش الوطني يتقدم في المحافظة بطريقة تسهل عملية تحريرها، مع مراعاة سلامة المواطنين “الذين تستخدمهم الميليشيات كدروع بشرية، بعد أن فشلت في منع تقدم الجيش عبر شبكة الألغام“.

 

أهمية معركة صعدة

تأتي أهمية معركة صعدة الأساسية من قرب المنطقة من الحدود السعودية، وبالتالي فإن إحكام السيطرة عليها يعني منع الحوثيين من استخدام المنطقة الحدودية كمنصة لإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي السعودية، خصوصًا باتجاه نجران وجازان وعسير والمدن القريبة من الحدود.

ويمكن أن يسهم ذلك أيضًا في زيادة مدى الصواريخ الذي يحتاجه الحوثيون حتى يتمكنوا من قصف المدن السعودية. إن من شأن ذلك أن يحمي مدن السعودية من ضربات صاروخية مستقبلية، على غرار عملية إطلاق 7 صواريخ دفعة واحدة على مدن المملكة نهاية شهر آذار مارس الماضي.

وتأتي أهمية معركة صعدة أيضًا من تحقيق التحالف العربي لإنجازات من شأنها أن تواصل الزحف نحو معاقل الحوثيين الرئيسة، خصوصًا في منطقة مرّان. ومن شأن هذا أن يمنع تمدد نفوذ الحوثيين في المناطق اليمنية، وصولًا إلى تحرير اليمن من تلك الميليشيات.

 

دعم إنساني

وتأتي معركة صعدة بالتزامن مع تحركات تقوم بها الأمم المتحدة من أجل التقليل من آثار الحرب على المدنيين.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في مؤتمر بجنيف حول الإغاثة الإنسانية، إن حكومتي الإمارات والسعودية قدمتا 930 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، كما تعهدا بحشد 500 مليون دولار إضافية من دول المنطقة، مكررًا شكره لكل من أبو ظبي والرياض.

وقال غوتيريس أيضًا إن دولًا أخرى ساهمت –مجتمعة- بنحو 293 مليون دولار، وبهذا، تكون خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الحالي قد تلقت ما مقداره 40% من التمويل اللازم.

وفي المؤتمر ذاته، أعلنت الولايات المتحدة عن عزمها تقديم حوالي 87 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن، بينما تعهد الاتحاد الأوروبي بقرابة 100 مليون يورو، فيما تعهدت دولة الكويت بتقديم 250 مليون دولار.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة