شؤون عربية

مصطفى عبد الجليل: الإخوان والإسلاميون خدعوني وخدعوا جميع الليبيين

لماذا يشعر الليبيون بخيانة من الإخوان؟

كيو بوست –

أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق، مصطفى عبد الجليل، بأن ولاء جماعة الإخوان المسلمين للتنظيم الدولي وليس للوطن. وقال عبد الجليل في لقاء له مع قناة محلية ليبية، بأن ظنه خاب في التيار الإسلامي بشكل عام، وليس فقط بالإخوان المسلمين.

وتأتي تصريحات عبد الجليل الذي كان شريكًا لجماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة 17 فبراير، في ظل استعداد الإخوان لخوض الانتخابات الرئاسية.

وكانت تصريحات عبد الجليل قد حملت الكثير من المراجعات في نظرته السياسية للوضع الليبي الحالي والسابق بشكل عام، فقد اعترف بأن جزءًا كبيرًا من المسجونين السياسيين في عهد النظام الليبي السابق، جرى التعامل معهم بشكل خاطىء على أنهم مناضلين إسلاميين، بينما هم في الحقيقة “لا علاقة لهم بالوطن”، وأن جل أولئك المساجين كان لهم ارتباطات خارجية، بعيدة عن مصلحة الوطن.

وحمل اللقاء نبرة ندم من عبد الجليل، الذي عمل سابقًا وزيرًا للعدل، وكان مسؤولًا عن حملة تعويضات، أثناء إجراء المصالحات مع الإسلاميين في السجون الليبية. وعبّر عبد الجليل عن شعوره بـ”الخديعة” من قبل الإسلاميين الذين كان يثق بهم، وتكفّل بإطلاق سراحهم، دون أي ضمانات بعدم عودتهم إلى الاغتيالات والتفجيرات، وهو ما قاموا بفعله فيما بعد، بحسب ما قال عبد الجليل، وبناءً عليه عبّر عن شعوره بالخديعة من قبلهم.

وأوضح عبد الجليل، أن الأسلحة الثقيلة كانت بحوزة الإسلاميين المتطرفين، الذين كانوا يهتفون بتطبيق الشريعة، مما اعتبره في ذلك الوقت مؤشرًا للتشدد الذي عاشته ليبيا بعد إسقاط النظام.

 

الاتفاق مع الإسلاميين ونكث العهد

تطرّق عبد الجليل للاتفاق بينه وبين الإسلاميين، الذي كان من بينهم القائد الإخواني إسماعيل الصلابي، المقرب من دولة قطر، إذ نص الاتفاق على أن يعلن عبد الجليل من على المنصة، في خطاب التحرير، بأن ليبيا ستحكمها الشريعة، مقابل أن يقوم ثوار درنة بقيادة إسماعيل الصلابي بتسليم أسحلتهم للدولة.

وهو ما فعله عبد الجليل بناءً على اتفاقه مع الإخوان، إذ أعلن في خطاب التحرير بأن الشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع، وأن أي قانون يخالف الشريعة سيلغى أو يُعدّل.

ولكن الإخوان نكثوا بالعهد، بعد أن قام المستشار عبد الجليل بإرضائهم، ولم يتخلوا عن السلاح.

وقال عبد الجليل: “أنا وثقت في الإسلاميين بشكل عام، وقد نكثوا عهودهم، ولم يكونوا في مستوى ثقتي، وربما أعطيت ثقتي، في ذلك الوقت لمن لا يستحق”، مضيفًا بأن الإسلاميين لم يخدعوه لوحده “بل خدعوا كل الليبيين”.

وعن عمله أثناء فترة المجلس الانتقالي، قال عبد الجليل: “إن كل الناس الذين يعملون لا بد أن يخطئوا، وأنا أعتذر عن أي خطأ، سواء كان هذا الخطأ (الوثوق في الإسلاميين) أو غيره، ولو كان بوسعي أن أعمل الصواب لفعلته، ولكن الظروف ربما خانتني في ذلك”.

اسماعيل الصلابي

يذكر بأن إسماعيل الصلابي جرى فرضه من قبل المخابرات القطرية وقنواتها الإعلامية أثناء الثورة على أنه أحد قادة الثوار، فقد ظهر في فيديو وهو يشكر قطر على دورها في دعم الإخوان، وغيرهم من التنظيمات المسماة إسلامية. وبعد الإطاحة بنظام القذافي أسس برفقة شقيقه علي الصلابي، وبتمويل قطري، إحدى أهم الميليشيات الإرهابية في ليبيا، التي حملت اسم “كتيبة راف الله السحاتي”، وكانت تمتلك أسلحة ثقيلة، ولديها سجون خارج نطاق القضاء الليبي. وتمركزت الميليشيا في مدينة بنغازي، واستطاعت أن تسيطر على مناطق واسعة فيها، ونفذت العديد من عمليات الاغتيال ضد علماء دين وعسكريين ومدنيين ونشطاء وصحفيين ومثقفين، كما أطلقوا النار على متظاهرين سلميين في سبتمبر 2012، مما أدى لسقوط عشرات القتلى.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة