الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
مصر تستعيد عمالها المختطفين في ترهونة
مراقبون لـ"كيوبوست": إعادة حكومة السراج العمال المصريين محاولة لتحسين صورتها أمام الرأي العام

كيوبوست
بعد أيام على تداول مقطع فيديو لعدد من العمال المصريين بمدينة ترهونة الليبية، وهم يتعرضون إلى التنكيل بهم عقب سيطرة ميليشيا الوفاق عليها، عاد العمال البالغ عددهم 23 شخصاً إلى مصر عبر الحدود البرية بعد جهود قام بها جهاز المخابرات العامة المصرية.
وأعلنت حكومة السراج التحقيق في الفيديو قبل استعادة المصريين العائدين بساعات، في خطوة اعتبرها البعض محاولة من السراج لفتح قنوات الاتصال مع مصر مرة أخرى، في ضوء التحرك المصري المكثف على المستوى الدولي بشأن الأزمة الليبية.
اقرأ أيضًا: دعم تركيا ميليشيات السراج يهدد بتدويل المعركة العسكرية في ليبيا
حكومة ميليشيات

“الموقف المصري من حكومة السراج ثابت؛ فهي حكومة ميليشيات وإرهابيين غير شرعية”، هذا ما قاله النائب في البرلمان المصري مصطفى بكري، لـ”كيوبوست”، مؤكداً أن ما حدث من خطف للمصريين وتصويرهم بصورة مهينة، جَرَى بعلم حكومة السراج ووزير داخليتها، ومن خلال الميليشيات التي يسيطر عليها الإرهابي عبدالحكيم بلحاج.
وأضاف بكري أن السراج وحكومته اضطرا إلى هذا الإجراء لإدراكهما أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما حدث لأبنائها، وجرى نقلهم من ترهونة إلى مصراتة، تحديداً إلى مواقع يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي، ثم أعيدوا إلى مصر عبر معبر السلوم الحدودي.
اقرأ أيضًا: التهديد العثماني الجديد في “المتوسط” وشهية السلطان أردوغان للنفوذ
وكانت مصر قد استهدفت جماعات إرهابية في ليبيا في غارة جوية مكثفة دمرت مواقعها بشكل كامل إثر قيام هذه الجماعات بذبح 21 قبطياً عام 2015، في واحدٍ من التدخلات العسكرية المحدودة التي نفذتها القوات الجوية بليبيا ثأراً للمغدورين.
اقرأ أيضاً: مع استمرار تدفق السلاح التركي.. “الوفاق” الليبية تعترض على مهمة الاتحاد الأوروبي
تحسين الصورة

“مواقف من هذا النوع ليست هي الطريقة لإعادة العلاقات بين مصر وحكومة السراج”، حسب عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، ومدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية؛ العميد خالد عكاشة، خلال تعليقه لـ”كيوبوست”.
وشهدت مدينة ترهونة، منذ سيطرة ميليشيا الوفاق عليها، جرائم وانتهاكات عديدة دفعت الأمين العام للأمم المتحدة للمطالبة بالتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها، وسط تصاعد المطالبات الليبية بالتحقيق من قِبل لجنة دولية محايدة؛ لعدم الثقة في نتائج التحقيقات التي تقوم بها حكومة السراج.
وأكد النائب مصطفى بكري أن استعادة العمال لن تكون الخطوة الأخيرة؛ ولكنْ هناك تحرك من مصر لمحاسبة المتورطين في هذا الأمر، مشدداً على أن الأمر لم ينتهِ بعد حتى الآن.
اقرأ أيضاً: العرابي لـ”كيوبوست”: تركيا دولة راعية للإرهاب تبتز الجميع لتحقيق مصالحها
وأكد عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف أن الكرة الآن لدى حكومة السراج؛ خصوصاً بعد “إعلان القاهرة”، ومبادرة وقف إطلاق النار التي ارتبطت بها والتي لاقت ترحيباً وتأييداً دولياً، وعكست مبادئ يمكن الالتزام بها؛ من أجل استعادة قوة الدولة الليبية، وهو الهدف الأساسي للدولة المصرية، مشيراً إلى أن “القاهرة حاولت لفترات طويلة أن تؤمِّن مشاركة لجميع الأطراف في الوصول إلى الحل السياسي؛ لكن المشكلة دائماً كانت لدى السراج وحكومته، نتيجة عدم التزامهما بالتعهدات التي يجري الاتفاق عليها”.