الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

مصدر لـ”كيوبوست”: إيران ربما تسللت داخل الأراضي العراقية لتنفيذ هجماتها

خاص – كيوبوست

قالت وزارة الخارجية السعودية: “إن تعرض منشآت إمدادات النفط للأسواق العالمية في السعودية إلى هجوم غير مسبوق، يوم السبت الماضي، نتج عنه توقف نحو (50%) من إنتاج شركة (أرامكو) السعودية”، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية أفادت أنه تم استخدام أسلحة إيرانية في الهجمات، والعمل جار على التحقق من مصدر تلك الهجمات.

إنفوغراف.. سيناريوهات تفجيرات بقيق المحتملة- 16-9-2019

 وستقوم المملكة بدعوة خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة؛ للوقوف على الحقائق والمشاركة في التحقيقات، وستتخذ كل الإجراءات المناسبة في ضوء ما تسفر عنه تلك التحقيقات، بما يكفل أمنها واستقرارها، حسب ما أكده البيان.

 وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إنه تحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الدفاع العراقي.

اقرأ أيضًا: أبراهام لينكولن”.. رسالة الردع الأمريكية الحاسمة لإيران

موقع بقيق حيث يوجد أكبر مصنع لمعالجة النفط في العالم شرقي السعودية

لوموند الفرنسية تعلق

رأت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في افتتاحيتها الأخيرة، أن الهجوم الذي تعرضت له حقول نفطية في شرق السعودية، يتجاوز قدرات ما كان صدام حسين يحلم به، أو كان تنظيم القاعدة يخطط له، فخلال حرب الخليج الأولى عام 1991، أحرقت قوات صدام حسين أكثر من 600 بئر كويتية؛ لإخفاء انسحابها أمام دبابات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وللانتقام من الإمارة النفطية التي شوهدوا وهم يهربون منها، وتسببت هذه الحرائق في أضرار بيئية كبيرة؛ لكن لم يكن لها تأثير يُذكر على سوق النفط.

شاهد: فيديوغراف.. حماس وحزب الله.. أدوات إيران في حربها المرتقبة مع إسرائيل

في منتصف العقد الأول من القرن العشرين، وفي أوج موجة الهجمات التي شنَّها تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية، كان الجهاديون قد نشروا الرعب في عدة مدن رمزية لصناعة النفط السعودية، وهي صناعة تشكل 80٪ من دخل البلاد؛ أبرزها ميناء ينبع على البحر الأحمر، وميناء الظهران على الساحل الشرقي الذي يضم مقر شركة “أرامكو” النفطية، بالإضافة إلى أماكن إقامة المغتربين.

اقرأ أيضًا: إيران لازالت تشكِّل تهديداً للغرب

سيناريو مختلف

السيناريو هنا مختلف تمامًا بعد أن تأثر إنتاج النفط العالمي انخفاضًا جراء تلك العمليات المنسقة، والتي لم تحدد طبيعة الأسلحة المستخدمة فيها بشكل دقيق، لكنها تسببت في خسائر مادية انعكست بسرعة البرق على أسواق النفط، وشعر بها المواطن البسيط في النصف الآخر من الكرة الأرضية.

اقرأ أيضًا: تقرير جديد: إيران تجرم المدافعين عن حقوق الإنسان وتخضعهم لمحاكمات جائرة

الأنظار توجهت بداية إلى الحوثيين الذين سارعوا إلى تبنِّي الهجمات؛ لكن سرعان ما تدارك الجميع الأمر، فمن غير الممكن أن تبلغ القدرات العسكرية لجماعة بدائية كـ”أنصار الله” هذا المستوى خلال فترة قصيرة، وهو ما جعل الشكوك تحوم أكثر حول العراق، الذي قد تكون أراضيه استخدمت -بعلمه أو دون علمه- كمنطلق للطائرات المسيرة أو الصواريخ التي استخدمت في هذا الهجوم.

اقرأ أيضًا: كيف تستخدم إيران حزب الله في بريطانيا؟

ارتباك وقلق

قوات الدفاع المدني تسيطر على الحريق الذي نجم عن التفجيرات الإرهابية

أحد المقربين من دوائر صنع القرار في العراق، قال لـ”كيوبوست”، مفضلًا عدم الكشف عن هويته: “إن حالة من الارتباك عمَّت الأوساط السياسية العراقية فور علمها بالخبر، وأنها كانت تخشى توجيه أصابع الاتهام إلى العراق؛ وهو ما حدث فعلًا في البداية، لولا الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، بالحكومة العراقية، والذي أشاع جوًّا من الراحة إثر توجيه الولايات المتحدة الأمريكية اتهامات مباشرة إلى إيران بتنفيذ هذا الهجوم”.

اقرأ أيضاً: العراق يسعى للصلح كي لا يكون حطب الحرب

لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، والحكومة العراقية قد لا تكون على دراية فعلًا بمجريات الأمور في أقصى جنوب البلاد؛ حيث تمتد سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي، والتي يدين جزء كبير منها بالولاء المطلق إلى إيران. وحسب المصدر الذي تحدث لموقعنا هناك سيناريوهان ممكنان حول مكان انطلاق الهجمات؛ السيناريو الأول قد يكون من الأراضي الإيرانية فعلًا، وهو بعيد كل البعد عن العراق. أما السيناريو الثاني وهو الأخطر، فهو أن تكون إيران قد استخدمت أراضي عراقية شرق شط العرب لا تبعد عن حدودها سوى بضعة كيلومترات.

اقرأ أيضًا: هل أصبح العراق جبهة جديدة في الحرب بين إسرائيل وإيران؟

وفي ظل كل تلك الشكوك، كثفت القيادات العراقية من اجتماعاتها خلال اليومَين الأخيرَين، ودارت نقاشات حادة حول المخاوف التي تعتري العراقيين، من محاولة إيران توريطهم في حرب مع المملكة العربية السعودية، أو استخدام الأراضي العراقية كساحة معركة بين الجانبين.

اقرأ أيضًا: تقرير دولي: إيران تعبث بأمن العالم وتُعَرِّضه لحرب عالمية ثالثة

النيران تتصاعد من موقع التفجيرات

وبينما لم يصدر أي تصريح من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي يحتفظ بعلاقات مميزة مع السعودية؛ نظرًا لوجوده في مدينة قم الإيرانية منذ عدة أيام، سارع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، بإصدار بيانات يشدد فيها على دعم المملكة العربية السعودية في وجه تلك الهجمات، مكلفًا فريقًا أمنيًّا خاصًّا بالتواصل مع السعودية ودعمها في التحقيقات، فضلًا عن مطالبته بتكثيف نشاط المراقبة في المناطق الجنوبية.

اقرأ أيضًا: الانتقادات الموجهة إلى دور المملكة العربية السعودية في اليمن غير موضوعية ولا تخدم سوى مصالح إيران

ومهما كانت نتيجة التحقيقات، حسب المصدر، فإن مسألة تورط الحشد الشعبي تبقى مستبعدةً؛ نظرًا لعدم تمرسه العسكري بمثل هذا النوع من الهجمات الدقيقة، وأن هذا الاحتمال رغم استبعاده، لو صح، فمن المؤكد أن خبراء من إيران قد تسللوا بأسلحتهم إلى الأراضي العراقية وأشرفوا على تنفيذ الهجمات.. والسؤال العريض الآن يبقى حول ما إذا كانت هذه الهجمات ستفضي إلى حرب شاملة في المنطقة، أم أن الأمر لن يتجاوز توجيه ضربة هنا وأخرى هناك، وباستخدام أسلحة غير مكلفة؛ لكنها فعالة في إصابة الأهداف.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة