الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
مصدر لـ”كيوبوست”: لماذا تحمي إيران مصالح السعودية في العراق
مصدر: إيران بنفسها تدفع الأطراف الموالية إلى هذا الاتجاه، وترغب في دخول استثمارات سعودية إلى الأراضي العراقية في أسرع وقت ممكن

خاص – كيوبوست
حملت زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، إلى السعودية، كثيرًا من الرسائل؛ خصوصًا أنها تأتي مباشرةً وبعد عدة أيام فقط على استهداف منشأتَي نفط سعوديتَين شرق المملكة، بأسلحة أثبتت التحقيقات أنها إيرانية الصنع، ولكن يبدو أن هناك رغبة دولية في عدم الكشف عن مكان انطلاقها في الوقت الراهن، والاكتفاء بالإشارة إلى أنها جاءت من الشمال.
منذ عودة المياه إلى مجاريها بين الرياض وبغداد، والزيارات التي قام بها عديد من المسؤولين العراقيين إلى السعودية، فضلًا عن زيارات متكررة قام بها رجال أعمال سعوديون إلى العراق، كان آخرها وفدًا سعوديًّا برئاسة عبد الله بن محمد العتيبي، المدير التنفيذي لمساندة ومتابعة الاستثمارات في الهيئة العامة للاستثمار، يدور الحديث عن مشروعات ضخمة وملفات اقتصادية واستثمارية مهمة يجري الحديث عنها بين الجانبَين، كما أعلنت وزارة التخطيط العراقية.
شاهد: فيديوغراف.. لماذا تحمي إيران مصالح السعودية في العراق؟
مشروعات مهمة
من بين تلك المشروعات “معمل بغداد للمستلزمات الدوائية”، و”معمل سامراء للصناعات الدوائية”، و”معمل الديوانية لصناعة الألبان”، إضافة إلى عدد كبير من فرص الاستثمار في المجالات الزراعية، بينما تحاول بغداد تشجيع الشركات السعودية للمساهمة في مجال الصناعات الميكانيكية؛ لا سيما مشروعات تقنيات الري الحديثة.
اقرأ أيضًا: الانتقادات الموجهة إلى دور المملكة العربية السعودية في اليمن غير موضوعية ولا تخدم سوى مصالح إيران
وكيل وزارة النفط العراقية حامد الزوبعي، الذي زار مدينة الخبر السعودية، نهاية الشهر الماضي، دعا الشركات السعودية؛ وعلى رأسها “سابك” إلى الاستثمار في مشروع “النبراس للبتروكيماويات” في العراق، إثر زيارة قام بها نائب رئيس شركة “سابك” مؤخرًا إلى العراق، متمنيًا دخول “سابك” كشريك في هذا المشروع مع الحكومة العراقية. بينما وجه وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني، دعوة إلى الشركات السعودية للمشاركة في مرحلة إعادة الإعمار بعد الموافقة على مشروع مجلس إعادة الإعمار.
ملك السعودية يلتقي رئيس الوزراء العراقي
بيئة استثمار غير آمنة
أكثر ما يقلق بيئة الاستثمار بين البلدَين، إذا ما تجاوزنا العوامل السياسية المتقلبة، هو الواقع الأمني في العراق، كما تحدث مصدر مطلع إلى موقع “كيوبوست”، وهذا ما دفع بمجلس الوزراء العراقي إلى الموافقة على مشروع قانون تصديق “اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين العراق والسعودية”، والذي خضع لقراءة متعمقة في مجلس النواب العراقي يوم السبت 14 سبتمبر الجاري.
اقرأ أيضًا: هل أصبح العراق جبهة جديدة في الحرب بين إسرائيل وإيران؟
وتعد هذه الخطوة، حسب المصدر، نقلة نوعية كبيرة في ظل انقسام الأطراف السياسية العراقية في البرلمان والحكومة بين فريق مدافع عن المصالح الإيرانية ويحاول عرقلة التقارب مع السعودية، وفريق آخر يدعو إلى الانفتاح عليها والحد من النفوذ الإيراني في العراق.
اهتمام إيراني
لكن اللافت اليوم هو محاولة تسريع المصادقة على هذا القانون؛ رغبةً في تسهيل الأمر بشكل أكبر أمام الاستثمارات السعودية. فحسب نفس المصدر الذي تحدث إلى “كيوبوست”: “فإن إيران بنفسها تدفع الأطراف الموالية لها إلى هذا الاتجاه، وترغب في دخول استثمارات سعودية إلى الأراضي العراقية في أسرع وقت ممكن”.
اقرأ أيضًا: الإندبندنت البريطانية: توقفوا عن إلقاء اللوم على السعودية إزاء حرب اليمن

إيران مستعدة أيضًا لتوفير الحماية اللازمة لكل تلك الاستثمارات، وضمان عدم المساس بها من قِبَل أية جهات أو فئات مرتبطة بها في العراق، والسبب يعود، حسب المصدر، إلى “خشية طهران من اندلاع حرب تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضدها بتحريض من دول الخليج؛ وعلى رأسها السعودية”، وأن دخول السعودية في مشروعات ضخمة داخل العراق قد يثنيها عن التصعيد الذي قد يمس بمصالح الرياض الاقتصادية؛ خصوصًا أن أي تصعيد محتمل من هذا النوع قد يتخذ من الأراضي العراقية ساحةً لتصفية الحسابات؛ الأمر الذي سيدفع الرياض إلى التفكير مرارًا حيال أية خطوة من هذا النوع. المصدر لم يستبعد أيضًا أن “تقوم طهران بابتزاز السعودية” في مقابل حماية استثماراتها داخل العراق، والتي من المتوقع أن تتجاوز مليارات الدولارات.