الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

مصدر عراقي لـ”كيوبوست”: “حزب الله” اللبناني يتدخل في العراق لإنقاذ مصالحه الاقتصادية

لا يعرف كثيرون أن لـ"حزب الله" اللبناني مصالح اقتصادية جمَّة في العراق.. وأن وصول أية شخصية عراقية سابقًا إلى منصب رئيس الوزراء كان مقترنًا بشروط عدة أبرزها الحفاظ على المصالح الاقتصادية للحزب في هذا البلد

كيوبوست

جاءت وفاة الناشط العراقي ثائر الطيب، إثر إصابته في تفجير عبوة ناسفة في مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية إلى الجنوب من العاصمة العراقية بغداد، لتصب الزيت على النار مجددًا في العراق، وليُطرح السؤال على مصراعَيه مرة أخرى: مَن الذي يقتل الناشطين العراقيين؟

لم ينتظر المتظاهرون العراقيون الغاضبون أية إجابة عن هذا السؤال؛ لأن الشكوك كلها تحيط بالميليشيات التابعة لإيران، فبدؤوا في حرق مقرات الأحزاب الموالية لإيران في المدينة؛ إذ قاموا أولًا بإشعال النار في مقر منظمة بدر التي يتزعمها رئيس ميليشيا الحشد الموالية لطهران في البرلمان، هادي العامري، ثم مقر “عصائب أهل الحق”.

شاهد: فيديوغراف.. معرض صور لضحايا الاحتجاجات في العراق

إسكات التمرُّد

منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، استمر تهديد وتخويف المتظاهرين والنشطاء في العراق، وتم اختطاف العشرات منهم؛ غالبًا بالقرب من منازلهم في أثناء عودتهم من الاحتجاجات، وأحيانًا من داخل منازلهم.

وحسب مصدر قريب من الملف، تحدث إلى “كيوبوست”، فإن “التهديدات لا تطول الناشطين فقط؛ بل حتى النواب والسياسيين الذين يحاولون الخروج عن الخط المرسوم من قِبَل إيران، في ما يتعلق بالمفاوضات الجارية حاليًّا، والتي أفضت إلى التصويت على قانون جديد للانتخابات لم يحظَ بأي قبول من قِبَل المتظاهرين؛ لكنها فشلت حتى الآن في التوصل إلى صيغة توافقية في ما يتعلق بشخصية رئيس الوزراء المقبل”.

هؤلاء السياسيون يخشون عمليات اغتيال في أسوأ الأحوال تستهدفهم أو أحد أفراد عائلاتهم، أو عمليات أخرى يعمد فيها مجهولون إلى حرق سياراتهم أو بيوتهم، والهدف هو توجيه رسالة مفادها أن الخروج عن الخطوط العريضة التي ترسمها طهران في العراق قد “يكلفك ما هو أغلى من بيتك وسيارتك”، كما يقول المصدر.

جانب من التظاهرات في العراق- “أ ف ب”

عجز الميليشيات

بسبب عجز الميليشيات في التعامل مع ملف الاحتجاجات من جهة، وعجز ممثليها في البرلمان من فرض مرشحهم وزير التعليم العالي قصي السهيل، كبديل لرئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي، من جهة أخرى؛ دخلت عناصر من “حزب الله” اللبناني، على الخط، ووصل عدد منهم خلال الأسابيع الأخيرة إلى بغداد؛ في محاولة لاحتواء الوضع والتقليل من الخسائر التي تلحق بصورة طهران في هذا البلد.

الأمر لا يتعلق فقط بقاسم سليماني، قائد “فيلق القدس الإيراني”، والذي ارتبط اسمه دائمًا بقمع أي تمرد أو انتفاضة في العراق؛ بل إن هناك اسمًا لبنانيًّا برز على الساحة العراقية، وهو ليس جديدًا عليها، ألا وهو محمد كوثراني، أحد المسؤولين في “حزب الله” اللبناني، والذي يحمل الجنسيتَين اللبنانية والعراقية، كما يحمل اسمًا آخر في دوائر حفظ النفوس العراقية، وهو جعفر كوثراني، والرجل موجود على لائحة العقوبات الأمريكية منذ عام 2013.

اقرأ أيضًا: نائبة برلمانية لـ”كيوبوست”: تعذيب وإهمال وسوء معاملة داخل السجون العراقية

لكن ذلك لم يمنعه من التغلغل في دول شهدت تمددًا إيرانيًّا، بذريعة مساعدة الميليشيات الشيعية هناك؛ لا سيما في العراق واليمن. وحسب المصدر، الذي لم يرغب في الكشف عن هويته، فإن “كوثراني هو مَن يقود ملف المفاوضات السياسية المتعلقة باختيار قصي السهيل رئيس وزراء عراقي جديد، وهو مَن يسوِّق لاسم المرشح الجديد أسعد العيداني، هذا الأخير المتحدر من مدينة البصرة ذات الأغلبية الشيعية، والذي يعتبره كثيرون أحد المسؤولين المتعصبين لإيران في هذه المنطقة، التي فرّ إليها يومًا ما هربًا من نظام الرئيس الأسبق صدام حسين”.

كوثراني مع رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي- “يوتيوب”

لكن لماذا يحرص “حزب الله” اللبناني على الوجود في هذه المرحلة الحساسة في العراق رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها الحزب في لبنان؟

يقول المصدر: “ربما لا يعرف كثيرون أن لـ(حزب الله) اللبناني، مصالح اقتصادية جمَّة في العراق، وأن وصول أية شخصية عراقية سابقًا إلى منصب رئيس الوزراء كان مقترنًا بشروط عدة؛ أبرزها الحفاظ على المصالح الاقتصادية للحزب في هذا البلد”.

شاهد: العراقيون يزيلون آثار انفجارات ساحة التحرير

عديد من العقود الحكومية موقعة بشكل حصري مع “حزب الله” منذ سنوات؛ منها على سبيل المثال لا الحصر عقدٌ لتوريد الوجبات الغذائية للسجون العراقية، وهي وجبات لا تتمتع بأدنى شروط القواعد الصحية، كما يؤكد عديد من المنظمات الحقوقية في العراق.

كما أن هناك “شركات أخرى تعمل في الصرافة والاستيراد والتصدير، بأسماء شخصيات عراقية؛ لكنها في الحقيقة مجرد واجهات لنشاط (حزب الله) في العراق، وأن الحزب في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان حاليًّا، يلقي بكل ثقله في الملف العراقي؛ خشية أن ينقطع خط الإمدادات والدعم المادي للحزب في هذه الظروف الصعبة”، حسب المصدر.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة