الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
مصادر رسمية تكشف عن التمويل التركي للمنظمات المتطرفة في الهند عبر قطر

كيوبوست – ترجمات
شيشير جوبتا♦
قالت مصادر مطلعة لصحيفة “هندوستان تايمز”، إن المنظمات الإسلامية الراديكالية في أجزاء من الهند؛ بما في ذلك ولايتا كيرلا وكشمير، تتلقى الدعم والتمويل من قِبل الجماعات التركية التي تدعمها حكومة رجب طيب أردوغان، في أنقرة.
وقال مسؤول حكومي رفيع المستوى إن تركيا “تبذل جهوداً كبيرة لدفع المسلمين في الهند نحو التطرف وتجنيد المتشددين”، مشدداً على أن تقييماً صدر مؤخراً في نيودلهي خلص إلى بروز تركيا باعتبارها “مركزاً للأنشطة المعادية للهند”، وتأتي في المرتبة الثانية بعد باكستان.
اقرأ أيضاً: كيف تقف قطر وتركيا خلف الإسلام السياسي لاستغلال أزمة كشمير؟
وتأتي محاولة أنقرة توسيع نفوذها بين مسلمي جنوب آسيا على خلفية الجهود المستمرة للرئيس أردوغان في تحدي هيمنة المملكة العربية السعودية على العالم الإسلامي على المستوى العالمي، وتقديم تركيا المحافظة الجديدة ذات التقاليد العثمانية كنموذج يحتذى به في الدول الإسلامية الأخرى.
وقد كان تحويل الكاتدرائية البيزنطية “آيا صوفيا” إلى مسجد، مؤخراً، خطوة عملاقة في هذا الاتجاه، والتي اعتبرها المراقبون علامة فارقة في ولادة تركيا من جديد كأمة إسلامية قوية. وكانت الكنيسة قد تحولت إلى مسجد بعد الفتح العثماني للقسطنطينية، التي أصبحت الآن إسطنبول، ثم تحولت من مسجد إلى متحف عام 1934.
اقرأ أيضاً: قمة كوالالمبور الإسلامية تعكس حجم الطموحات التركية والماليزية
ويتناسب هذا التغيير مع خطة أردوغان طويلة الأمد؛ لإبراز نفسه باعتباره حامياً عالمياً للمسلمين، مثل الخلفاء العثمانيين. وكان قد اتخذ العام الماضي خطوات صغيرة لبناء تحالف من الدول الإسلامية غير العربية إلى جانب عدد قليل من البلدان؛ بما في ذلك الرئيس الباكستاني عمران خان، ومهاتير محمد في ماليزيا، كما تم ضم إيران وقطر.

ويقول المراقبون الباكستانيون إن إسلام آباد لجأت إلى الرئيس التركي أردوغان، بعد أن قامت الهند بتعميق علاقاتها مع المملكة العربية السعودية والإمارات. وأن عمران خان يحتفي بسياسات أردوغان -حيث أطلق عليه بعض المؤيدين لقب سلطان- كما أنه يحاكي بعض سياساته داخل البلاد. وقال مسؤولون هنود إن الحكومة التركية كانت تموِّل منذ سنوات زعيماً انفصالياً متشدداً في كشمير؛ مثل سيد علي شاه جيلاني، لكن حجم الجهد المتزايد هو الذي دفع الأجهزة الأمنية مؤخراً إلى إجراء مراجعة شاملة.
شاهد: فيديوغراف.. مخاوف الهند من ارتفاع وتيرة الإرهاب في كشمير
وكانت حكومة أردوغان تموِّل الندوات الدينية في الهند، وتجنِّد الأصوليين؛ لحثّ الناس على التطرف، بل وحتى اصطحابهم في رحلات مكلفة إلى تركيا لتعزيز ما تعلموه. كما أشارت المراجعة الأمنية إلى أن منظمة إسلامية متطرفة، مقرها ولاية كيرلا، كانت تتلقى تمويلاً تركياً منذ بعض الوقت.
وقال مسؤول حكومي: “نحن على علم أيضاً بأن بعض أفراد هذه المنظمة يسافرون إلى قطر؛ للقاء بعض الأشخاص من تركيا، للحصول على تمويل لأنشطتهم. ويصل هذا التمويل إلى أربعين ألف روبية، تُقدَّم للتبشير بالإسلام المتطرف في ولاية كيرلا”.
وإلى جانبِ ذلك، قال مسؤولون إن تركيا، إلى جانب باكستان، كانت تموِّل الداعية الإسلامي المثير للجدل ذاكر نايك، المتهم بحث المسلمين على التطرف، وذلك عبر قطر، حسبما قال مسؤول كبير. ويعتقد المسؤولون الأمنيون الهنود أن جزءاً كبيراً من جهود التطرف التي تمولها أنقرة كان يجري تنفيذه بالتنسيق مع الدولة الباكستانية العميقة. وبالطبع، كان أردوغان الزعيم العالمي الوحيد الذي جاهر بمعارضته للهند في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن كشمير.
اقرأ أيضاً: تنامي خطر الإرهاب الجهادي في آسيا
ويُذكر أن تركيا هي الدولة الوحيدة الذي تدعم بنشاط أجندة باكستان بشأن كشمير في منظمة التعاون الإسلامي، كما أنها تُقيم علاقاتٍ اقتصادية وثيقة مع الصين.
المصدر: هندستان تايمز