الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
مستشار أردوغان: ما تفعله تركيا في سوريا يشبه ما تفعله إسرائيل!
تركيا وإسرائيل على الطريق ذاته!

كيو بوست –
في تصريح غير مسبوق من أحد المسؤولين الأتراك، قال مستشار الرئيس التركي إلنور تشيفيك، بأن ما تفعله تركيا في سوريا يشبه كثيرًا ما تفعله إسرائيل لحماية أمنها!
وفي لقاء تلفزيوني لمستشار الرئيس أردوغان مع قناة CNN TURK، قال تشيفيك بأن تركيا خسرت في عفرين 56 “شهيدًا”، مقابل أن يكون للمقاولين الأتراك دور في إعادة إعمار سوريا في فترة ما بعد الحرب.
ثم قام بعمل مقارنة بين الدورين الإسرائيلي والتركي في سوريا، قائلًا: “إن إسرائيل فعلت ذلك على هضبة الجولان، فقد دخلت 40 كيلومترًا إلى المنطقة، وتقوم بعمل ما نقوم به في الشمال [احتلال عفرين]. إننا نرسل المساعدات إلى هناك، نحن نضع لهم نظامًا جديدًا، وهذا ما فعلته إسرائيل في الجولان، إلا أن إسرائيل فعلت شيئًا آخر: هناك وحدتان من الجيش السوري الحر يتعاونان مع إسرائيل، وتقدم لهما إسرائيل الصواريخ، حتى يتم استخدامها ضد قوات النظام السوري. تقدم إسرائيل تلك الصواريخ لأن الجارة الأردن لم تقدمها لهم، وكذلك الولايات المتحدة، هذا أمر معروف للجميع”.
وتأتي مقاربة تشيفيك واعترافه بتغيير النظام في عفرين، بعد اتهامات من الأكراد بأن الجيش التركي يقوم بـ”تتريك” المدينة. وكانت الحكومة التركية قد أعلنت عن عزمها تعيين والٍ على المدينة، بحسب ما صرّح به المتحدث باسم “مؤتمر إنقاذ عفرين” حسن شندي، الذي قال لوكالة “رووداو” الكردية: “عفرين ستصبح تابعة لمدينة هاتاي (أنطاكيا) التركية، كما ستعين أنقرة واليًا على عفرين ليتولى إدارة المدينة، لكننا لا نعلم من سيكون هذا الوالي، إلا أنه سيعين من جانب تركيا، التي سترسل كذلك قائم مقام إلى عفرين”.
تزامن ذلك ما انتشار فيديوهات مصورّة من داخل عفرين السورية، يظهر فيها إجبار أطفال المدارس من الأكراد على رفع الأعلام التركية، وتقديم التحية لأردوغان.
ويجعل ذلك تصريح مستشار الرئيس التركي، الذي نقتله جريدة “زمان التركية”، قريبًا من الحقيقة، عندما قام بمقارنة الاحتلال الإسرائيلي للجولان في حرب 1967، وقيام تركيا باحتلال عفرين العام الحالي، إذ انتهجت إسرائيل، مع بداية سيطرتها على الأرض، عمليات تهويد في هضبة الجولان العربية، وقامت منذ البداية بعمل استقطابات بين سكان الهضبة، لإجبارهم على الرضوخ للأمر الواقع، والقبول بالاحتلال.
وبوضع مشابه لما يحدث في عفرين الآن، إذ يتحدث المستشار التركي عن ولاءات مشابهة قام الأتراك منذ البداية بصناعتها، من خلال استخدام سوريين (الجيش الحر) في القتال إلى جانبهم ضد سوريين آخرين (الأكراد)، وبالآلية ذاتها التي استخدمتها إسرائيل عندما عملت على استقطاب جزء من الدروز الفلسطينيين إلى جانبها، وليخدموا في جيشها ضد دروز الجولان الذين قاوموا الاحتلال، ورفضوا رفع العلم الإسرائيلي فوق مناطقهم، كما قاطعوا كل النشاطات المدنية والثقافية الإسرائيلية التي حاول الاحتلال فرضها عليهم. كما رفضوا حمل الجنسية الإسرائيلية، فيما ظلت أعلام وطنهم الأم ترفرف فوق الهضبة، بعد مضي 50 عامًا من الاحتلال.

الطمع بالكعكة السورية
لم تقتصر تصريحات مستشار الرئيس التركي على الجانب السياسي، بل تعدتها إلى الجانب الاقتصادي، مما يوضح المطامع التركية بالعوائد الاقتصادية لعملية الإعمار في سوريا، والتي ستدر المليارات على تركيا، في وقت يتهم فيه جزء كبير من السوريين الجانب التركي بالمسؤولية عن تدمير سوريا، وإطالة أمد الحرب الأهلية فيها، من خلال دعم الإرهابيين بالسلاح، وتسهيل مرورهم من الحدود التركية للدخول إلى الجانب السوري من أجل القتال.
فقد سأل المحاور ضيفه: “هل ستحصل تركيا على حصة كبيرة من كعكة سوريا والعراق خلال مرحلة الإعمار؟”.
أجاب تشيفيك: “لو كنا تواجدنا في العراق في الوقت المناسب، لكنا قد تمكنَّا من الحصول على نصيب أكبر. أمَّا في سوريا فنحن أقوى، نحن هناك بكل ما لدينا، لدينا مكسبان هناك، فجنودنا قدموا بطولات كبيرة؛ أدخلونا إلى سوريا بشكل قوي من ناحية، ومن ناحية أخرى أنقذوا مستقبلنا… رضي الله عن شهدائنا ومقاتلينا”.