الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
مسار أفضل للتعامل مع إيران

كيوبوست – ترجمات
جايمس بانكس ومايكل ماكوفسكي
بعد أن أعلنت إيران هذا الشهر أنها ستعود إلى المفاوضات النووية بحلول شهر ديسمبر، أعرب عضو الكونغرس جايمس بانكس، ورئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي مايكل ماكوفسكي، في مقالٍ مشترك لهما نشرته صحيفة “نيوزويك” أن رغبة إدارة بايدن بالانضمام إلى الاتفاقية النووية لعام 2015 ستكون أمراً كارثياً على الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط؛ لأن رفع العقوبات سيعني عودة التهديدات تجاه القوات الأمريكية والحليفة لها، مثلما حدث عند تنفيذ الاتفاق في المرة الأولى، بالإضافة إلى خسارة أي قوة تفاوض أمام إيران.
ولن تضطر إيران إلا إلى أن تقلّص البرنامج النووي لفترة قصيرة جداً. سترفع عقوبات برنامج الصواريخ البالستية في العام القادم، وسيصبح طريق إيران إلى برنامج نووي ضخم شرعي مفتوحاً خلال أقل من عقد.
العودة إلى المفاوضات والاتفاقية ستزيد الضرر الذي لحق بالولايات المتحدة نتيجة انسحابها من أفغانستان، وعدم ردها على التدخلات الإيرانية في سوريا والعراق، وستكون بمثابة رسالة إلى طهران وبكين وموسكو بأن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت قوة عظمى جبانة ومتهورة تمكّن خصومها، وتتخلى عن حلفائها.
اقرأ أيضاً: القنبلة ستأتي بنتائج عكسية وإيران ستندم على امتلاكها
ويرى كاتبا المقال أن هنالك وسيلة واحدة لتحقيق النجاح، مع استعادة المصداقية الأمريكية، من خلال الجمع بين تعزيز أفضلية التفاوض أمام إيران، واستراتيجية “الضغط الاقتصادي الأقصى”، إضافةً إلى الردع العسكري.
فعلى الرغم من خطورة نظام طهران، فإنه لا يتمتع بالقوة الخارقة أو الحكمة، ويمكن الضغط عليه من جبهاتٍ متعددة.

أولاً؛ على إدارة بايدن أن تبيّن لإيران أن جميع عناصر القوة الأمريكية ستكون متاحة للاستخدام من أجل ردع البرنامج النووي الإيراني، بدلاً من التهديد باستخدام خيارات “أخرى” في حال فشل الدبلوماسية.
ثانياً؛ على الكونغرس أن يقوم بتنظيم وتوسيع قوانين عقوبات الضغط الأقصى، مثلما فعلت لجنة الدراسات الجمهورية لتمنع -ولأول مرة في التاريخ- أن يقوم أي رئيس مستقبلي برفع العقوبات أحادياً. فتشريع العقوبات سيقوض قطاعات الطاقة والصناعة والاقتصاد الإيرانية، مما سيضعف من قدرة إيران على تعزيز برنامجها النووي.
ثالثاً؛ على الرئيس بايدن العمل على بناء مصداقية قوة الردع الأمريكية، أولاً من خلال الردِّ على ضربات الصواريخ والطائرات المسيرة المدعومة من إيران على الجيش الأمريكي، وحلفائه، وثانياً من خلال قيام البنتاغون بتعزيز قوة أمريكا العسكرية في المنطقة. يجب على الولايات المتحدة أن تُظهر استعدادها للجوء إلى القوة العسكرية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا ما دَعَت الحاجة.
اقرأ أيضاً: برنامج الصواريخ الإيرانية..التفاوض على “ما لا يقبل التفاوض!”
وفي هذا السياق، على الولايات المتحدة أن تقوم بدعم القدرات العسكرية الإسرائيلية، حيث سيساعد ذلك إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد إيران، ودحر نفوذ طهران الإقليمي، وبرنامجها النووي. فعلى سبيل المثال، على أمريكا أن تسرّع تسليم إسرائيل طائرات التزويد بالوقود KC-46، وطائرات F-35 وF15 المتعددة المهام وغيرها من الأسلحة المتطورة.
على الولايات المتحدة أن تعكس موقفها الضعيف الملحوظ من خلال اتخاذ هذه الخطوات، فإذا نجحت في تقوية موقفها في المفاوضات، فإن فرصتها في التوصل إلى حلٍّ دبلوماسي للتهديد الخطير الذي تشكله إيران النووية على أمريكا وشركائها العالميين ستكون أفضل بكثير.
المصدر: نيوز ويك