الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون عربية
مركز أبحاث أمريكي يتوقع أزمات حادة في تونس والجزائر والمغرب في 2019
هذه أبرز التحديات التي سيواجهها المغرب العربي

ترجمة كيو بوست عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأمريكي
الاضطرابات ستتصاعد في دول المغرب العربي خلال السنة المقبلة؛ إذ ستلعب الانتخابات والمظاهرات والأوضاع الاقتصادية أدوارًا في تصاعد حدة الأزمات التي ستواجه دول شمال إفريقيا. ستبقى القرارات السياسية العامل الحاسم في كل دولة في مواجهة الأزمات، خصوصًا ما ستسببه الفراغات السياسية في كل دولة.
سيتوسع الفراغ السياسي في تلك البلدان بفعل الفجوة بين المواطنين والنخب، الأمر الذي من شأنه أن يوسع من التطرف والهجرات إلى الخارج، وهما أمران سيتزايدان داخل المنطقة بشكل كبير خلال السنة المقبلة.
اقرأ أيضًا: شبح التطرف لا يزال يطارد بلاد المغرب العربي
ستستمر ليبيا المقسمة في تقويض استقرار المنطقة وأمنها، فيما ستتسابق أطراف خارجية على المنافسة على النفوذ في ظل الفرص الإستراتيجية التي تقدمها المنطقة. سيحدد هذا التقرير مجموعة من العوامل التي ينبغي مراقبتها عام 2019، ويتوقع أن تؤثر في مستقبل المغرب العربي بشكل كبير.
الانتخابات الجزائرية
من المقرر أن تجري الانتخابات الجزائرية في شهر أبريل/نيسان. إذ أجريت الانتخابات كما هو متوقع، سيضمن عبد العزيز بوتفليقة الوصول إلى ولاية خامسة. وفي حال حصول ذلك، سيكون من الواضح أن سماسرة السلطة -من رجال الرئاسة والجيش والنخب الاقتصادية- قد حصلوا بالفعل على الوقت الكافي لاختيار شخص من أجل الحفاظ على إرث بوتفليقة في السلطة.
أما إذا أجلت الانتخابات، كما يتوقع كثيرون، فإن هذا يعني أن عهد بوتفليقة انتهى، لكن لا يوجد إجماع حول من يكون خلفه.
السؤال الأكبر الذي يواجه البلاد لا يتعلق بمن سيخلف بوتفليقة، وإنما حول إذا كانت البلاد ستتوحد حول إستراتيحية اقتصادية تنافسية، مع الحفاظ على شبكات الأمان الاجتماعي التي حافظت على الاستقرار خلال العقدين الماضيين.
الاستقطاب السياسي في تونس
سيتعزز الصراع السياسي والاستقطاب في تونس بينما تستعد البلاد للانتخابات البرلمانية والرئاسية أواخر هذا العام. التحالف بين النهضة ونداء تونس انتهى، كما يسعى الشاهد إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية، لكن فلول النظام السابق تقوض هذه المساعي.
اقرأ أيضًا: لماذا تدعم الجزائر جبهة البوليساريو؟
وأدى تشكيل الأحزاب الجديدة إلى تأزيم المشهد السياسي وتشظيته، بالتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي بسبب الفشل السياسي في تجاوز الأزمة الاقتصادية المتمثلة بالتضخم وانخفاض قيمة الدينار وارتفاع نسبة البطالة.
الدراما في الصحراء الغربية
أدت الازدواجية الأمريكية في صراع الصحراء الغربية إلى تأزيم المشكلة أكثر فأكثر، ومن غير الواضح فيما إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى حل النزاع أم أنها تريد إغلاق عملية صناعة السلام.
من المرجح أن يتصاعد التوتر الدبلوماسي بين المغرب والجزائر على خلفية قضية الصحراء، الأمر الذي من المحتمل أن يؤدي إلى تصرفات من جانب الحكومتين بما يقوض مصالح المنطقة.
مأزق ليبيا يهدد بالانهيار
ستظل ليبيا منخرطة في الصراع على الرغم من جهود مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة. المعارك في طرابلس ستؤدي إلى السيطرة على مرافق إنتاج النفط، مما سيؤدي إلى تعميق الأزمات السياسية. العنف السياسي سيستمر في البلاد، وسيعزز الانقسامات المتزايدة بفعل الفراغ السياسي والأمني للبلاد.
سيؤدي كل ذلك إلى تعميق الأزمة الاقتصادية وزعزعة أمن البلاد وتوفير الملاذ الآمن للخلايا الجهادية.
اقرأ أيضًا: خطة غسان سلامة: تطبيق للنموذج العراقي الفاشل للحل في ليبيا
المظاهرات
بدأت المظاهرات في بلدان شمال إفريقيا بالوصول إلى نوع معين من التنظيم، للمطالبة بزيادة الأجور وتحسين الفرص الاقتصادية. يريد المتظاهرون أن تكون حكوماتهم أكثر وضوحًا، وأن تقدم خدمات أكثر نوعية، كما ينتقدون الفساد وعدم الشفافية.
علقت الحكومات بين مطالب المحتجين والإملاءات الدولية من المقرضين.
الإرهاب والتطرف
رغم نجاح الحكومات في بعض الحالات في مواجهة التطرف، إلا أن الحركات الجهادية تحاول تمديد نفوذها في دول شمال إفريقيا، خصوصًا بعد تراجع احتمالات استعادة تنظيم داعش لقوته في الخارج. داخل حدود تونس والجزائر، تستمر حركات الإرهاب بتنفيذ عمليات ضد القوى الأمنية وضد السكان.
لا يعتبر الإرهاب الخطر الأساسي الذي يواجه تلك البلدان، لكن الهجمات العشوائية قد تخلق جوًا من عدم الاستقرار. كما يهدد العنف السياحة في تونس والمغرب، حيث يعتمد على عائدات السياحة بشكل كبير.
الهجرة غير الشرعية
تعتبر المنطقة ممرًا رئيسًا للهجرة الإفريقية إلى أوروبا، ويعتبر ذلك مقياسًا لبيئة المنطقة السياسية والاقتصدية.
التنافس الدولي
تسعى دول مثل الصين وروسيا إلى تحويل شمال إفريقيا إلى ساحة لتعزيز مصالحها الأمنية والتجارية في المنطقة. تلعب الدولتان أدوارًا متزايدة في محاولة الحصول على نفوذ في المنطقة، مستثمرة أموالًا طائلة في سبيل الوصول إلى ذلك.
اقرأ أيضًا: غضب شعبي جزائري يبرز مخاطر النشاطات الإيرانية في شمال إفريقيا
التحدي الأبرز
إن التحدي الأبرز أمام حكومات شمال إفريقيا هو التغلب على الجمود السياسي والتنافس غير المفيد من أجل مواجهة التحديات الإستراتيجية التي ستشكل مستقبل البلدان لعقود قادمة.
إذا أثبتت الحكومات أنها تسعى إلى تحقيق احتياجات المواطنين فسيمكن لها أن تواجه الاضطرابات خلال عام 2019 بفعالية كبيرة.
المصدر: مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأمريكي