الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمرايا الشعر

مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. وَلَّادَةُ بِنْتُ المُسْتَكفِي

كيوبوست

سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.

ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.

الحلقة الرابعة: وَلَّادَةُ بِنْتُ المُسْتَكفِي

وَلَّادَة بِنْتُ المُسْتَكفِي؛ شَاعرةٌ أَندَلُسيَّةٌ مِن بَيتِ الخِلافةِ، وَهِي مِن أشهرِ الشَّاعِراتِ في تَاريخِ الأَدَبِ العربيِّ عُرِفَت بِقولها في اللغةِ وَفَصاحَتِها في الشَّعِر، جَمعَتْها عَلَاقةُ حبٍّ بأحَدِ أهمِّ شُعراءِ التَّاريخِ الأَندَلُسيِّ؛ وَهُو ابنُ زيدونَ، وَالَّذِي كَان لِتَعلُّقِها به دَورُهُ في جعلِها تَكسِبُ مِراسًا وَمِرانًا فِي الوُصُولِ إلى الخَلقِ وَالإِبدَاعِ.

كَانَ الشِّعِرُ هُوَ الوَسيلةَ التِي اتَّبَعَتْها لإِيصالِ مَا تريدُهُ، إِذْ تَبَادَلا القصائدَ في الحبِّ وَالشَّوْقِ وَالمدح وَالعِتَابِ وَبقِيتْ هذِهِ القَصائِدُ مَادةً قيِّمَةً في ذَاكرةِ الشَّعِر العربيِّ…

تَرَقَّبْ إِذَا جَنًّ الظَّلامُ زِيارَتِي

فَإِنِّي رَأيْتُ الليْلَ أَكْتَمَ للسرِّ

وَبيَ مِنكَ مَا لَوْ كَانَ بِالشَّمسِ لَمْ تَلُحِ

وَبِالبَدرِ لَمْ يَطْلُعِ وَبِالنَّجمِ لَمْ يَسِرِ

وَتَقولُ أَيْضًا:

لِحاظُكُمْ تَجرَحُنا في الحَشَا

وَلَحْظُنَا يَجْرَحُكُم فِي الخدودِ

جُرحٌ بِجُرحٍ فَاجْعَلوا ذَا بِذَا

فَمَا الَّذِي أَوْجَبَ جُرحَ الصُّدودِ

وَفِي العِتَابِ، تَقولُ:

لَوْ كُنْتَ تُنصِفُ في الهوَى مَا بَيْنَنَا

لَمْ تَهوَ جَارِيَتِي وَلمْ تَتَخيَّرِ

وَتَركتَ غُصنًا مُثْمِرًا بِجَمَالِهِ

وَجَنَحْتَ لِلغُصن الذي لَمْ يُثْمِرِ

وَلَقَدْ عَلِمْتَ بِأَنَّنِي بَدرُ السَّمَا

لَكِن دُعِيتُ لِشَقْوَتِي بِالمُشْتَرِي

أَلَا هَلْ لَنَا مِنْ بَعْدَ هذا التَّفرّق

سَبيلٌ فَيَشْكو كُلُّ صَبٍّ بِمَا لَقِي

وَقَدْ كُنتُ أَوْقَاتَ التَّزَاوَرِ في الشِّتَا

أَبِيتُ عَلَى جَمرٍ مِنَ الشَّوْقِ مُحرِقِ

فَكَيفَ وَقَد أَمْسيتُ في حالِ قِطْعةٍ

لَقَد عَجّل المقْدورِ مَا كُنْتُ أَتّقِي

تَمرُّ الْلَيَالِيَ لَا أَرَى الْبَيْنَ يَنْقَضِي

وَلَا الصَّبرَ مِنْ رِقِّ التَّشَوُّقِ مُعْتِقِي

سَقَى اللهُ أَرْضًا قَد غَدَت لَكَ مَنزِلًا

بِكُلِّ سَكُوبٍ هَاطِلِ الْوَبلِ مُغْدِقِ

الحلقات السابقة:

لقراءة الحلقة الثالثة: جَمِيل بُثَيْنَة

لقراءة الحلقة الثانية: عنترة بن شداد

لقراءة الحلقة الأولى: جرير بن عطية

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة