الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمرايا الشعر
مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. ميسون بنت بحدل الكلبية

كيوبوست
سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.
ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.
هي ميسون بنت بحدل بن زهير بن حارثة، زعيم “بني كلب” ذات النفوذ الواسع في البادية السورية، والتي تنتمي إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. تزوجها مؤسس الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان، وكان متعلقاً بها أكثر من سائر زوجاته. وقد استطاع تبعاً لذلك أن يجنِّدَ من خلالها الكثير من بني قومها المسيحيين في حروبه مع الروم.
كانت ميسون شاعرة مطبوعة، كما كانت لغتها بعيدةً عن التعقيد والتكلف والألفاظ الوعرة. وقد خلط بعض المؤرخين بينها وبين شاعرة أخرى اسمها ميسون بنت جندل الفزارية. ويُروى عنها أنها كانت امرأة باهرة الحسن؛ تتزين بأبهى الثياب، إلا أن حياتها الباذخة في قصر الخلافة لم توفِّر لها السعادة المرجوة، ولم تطفئ نيران حنينها إلى مراتع طفولتها الصحراوية؛ وهو ما حدا بمعاوية إلى تطليقها في نهاية الأمر، لتعود مرةً ثانيةً إلى حضن أماكنها الأولى. وقيل إنها حملت ابنها يزيد معها ليترعرع في البادية.
ومن قصيدتها الأكثر شهرةً التي تناقلها الرواة ومحبو الشعر عبر العصور؛ أختار هذه الأبيات:
لبيت تخفق الأرواح فيه أحب إليَّ من قصرٍ منيفِ
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إليَّ من لبس الشفوفِ
وأصوات الرياح بكل فجٍّ أحبُّ إليَّ من نقر الدفوفِ
وكلب ينبح الطرّاق دوني أحبّ إليَّ من قطّ أليف
خشونة عيشتي في البدو أشهى إلى نفسي من العيش الظريفِ
فما أبغي سوى وطني بديلاً فحسبي ذاك من وطنٍ شريف
لقراءة الحلقة السابقة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. نازك الملائكة