الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمرايا الشعر
مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. ميخائيل نعيمة

كيوبوست
سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.
ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.
يحتاج التعريف بميخائيل نعيمة إلى غير هذه العُجالة؛ لكي يقف المرءُ على الينابيع العميقة لأدبه وفلسفته وفكره. ومع ذلك فقد تُغنيه عن كل ما تقدم وقفةُ تأمل طويلة أمام جمال مسقط رأسه؛ لكي يَعثر على الخلطة السحرية لأدب “ناسك الشخروب”, الذي يسند ظهرَ طفولتهِ إلى الصخور الصلدة لجبل صنين، بينما عيناه تسرحان إلى البعيد؛ حيث تستدعيه من وراء البحار والمحيطات أحلامٌ وطموحاتٌ لا حدّ
لوعودها. إلا أن نتاج نعيمة الأدبي والفكري لم يكن ليبلغ الذرى التي بلغها, لو لم يكن وليد تفاعل خلاق بين حضارتَي الشرق والغرب, أو بين النداءات المتباينة للجذور والمنافي, شأنه في ذلك شأن أقرانه من شعراء المهجر وكتابه .
وُلِد ميخائيل نعيمة في بلدة بسكنتا الجبلية اللبنانية عام 1889, وانتقل منها إلى الناصرة الفلسطينية, ومن ثمَّ إلى روسيا لإكمال دراسته, ووصولاً إلى الولايات المتحدة للالتحاق بجامعة واشنطن عام 1912 .
وهناك بدأت موهبته بالنضوج, فنشر مقالاتِه وقصصَه وأشعاره المبكرة, قبل أن ينضم إلى الرابطة القلمية التي أسسها صديقه الأثيرُ جبران خليل جبران عام 1920.
عام 1932، وبعد رحيل جبران بقليل, عاد نعيمة إلى لبنان ليقيم في كنف صنين, مرهفاً سماعه إلى الأصوات العميقة للعالم, التي لقنته أكثر كتاباته صلة بأسئلة الوجود الإنساني, والتي تجلت على نحو خاص في كتابه “مرداد” الذي يُعتبر ذروة نتاجه
الإبداعي, ومنه أختار هذه الشذرات :
لكم سمعتكم تقولون إن المحبة عمياء, وأنتم تعنون أنها لا ترى عيباً في المحبوب. إن عمى كهذا العمى لهو أسمى درجات البصر. ألا ليتكم عمياناً إلى حد أن لا تبصروا عيباً في شيء .
عدمُ الكرهِ ليس محبةً, فالمحبة قوة إيجابية فعالة. وما لم تكن قائدةً لخطاكَ, ضللت الطريق .
أنتم تجعلون لرغيف الخبز ثمناً, فما بالكم لا تجعلون ثمناً للشمس والهواء والبحر والتراب. ولعرق الإنسان وفطنته, التي لولاها لما كان الرغيف. لا تُقيموا ثمناً لشيء لئلا تقيموا بذلك ثمناً لحياتكم. فاحذروا من أن تجعلوا حياتكم رخيصة كالذهب .
لقراءة الحلقة السابقة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. حافظ الشيرازي