الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمرايا الشعر
مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. لميعة عباس عمارة

كيوبوست
سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.
ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.
ليست المسافةُ الزمنيةُ الفاصلةُ بين لميعة عمارة ونازك الملائكة هي التي جعلت النقادَ العربَ يُسقطونها من حساب الريادة الشعرية الحداثية التي تصدَّرتها الملائكةُ مع السياب والبياتي؛ بل لأنها لم تجعل من الحداثة هاجسَها الأساسي، ولأن حساسيتَها الإيقاعيةَ الوزنيةَ وافتتانَها بالقصيدة الخليلية، جعلاها أقربَ إلى تيار الكلاسيكية الجديدة منها إلى أيِّ تيارٍ آخر. ومع ذلك؛ فهي قد حرصتْ على المواءمة بين قصيدةِ الشطرَين وقصيدةِ الشعر الحر، مع احتفاءٍ ملحوظٍ بروح الأنوثة وجمالياتِ اللغة ورشاقةِ التعبير.
كتبت لميعة عمارة المولودةُ عامَ 1929، الشعرَ في سنٍّ مبكرةٍ، وجعلتْ من الحب والغزل والشغفِ بالطبيعة والحياة موضوعاتِها الأثيرة. وقد لفتَ جمالُها وحضورُها الآسرُ العديدَ من الشعراء والفنانين العراقيين والعرب؛ وبينهم بدر شاكر السياب، الذي كتب فيها العديدَ من قصائد الحب، والذي استهوتها شاعريتُه العالية، دون أن تُغرمَ به كإنسان. كما أصدرت العديدَ من المجموعات الشعرية؛ مثل “لو أنبأني العراف” و”يسمونه الحب” و”أغاني عشتار”، وتوفيت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2021.
ومن قصيدتها “بيروت” أقرأ هذه الأبيات:
نبّهتُ عيني من شكّ لأسألها بيروتُ هل فارقتْني كي أعودَ لها
غيرتِني أنت يا بيروتُ في لغتي ألبست مفردتي الشعثاء مخملها
وما هممتُ بأبياتٍ تعذبني إلا ووحيٌ شفيفٌ منكِ أكمَلَها
قصيدةٌ أنت يا بيروت مبهمةٌ ما قالها شاعرٌ لكن تخيّلها
أراد معجزةً في الفن خالقُها فَلمّ من أجمل الأشياء أجملَها
وصبَّ من روحه في ناسها ألقاً وحين أكمَلها صلّى وقبَّلها
لقراءة الحلقة السابقة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. ليلى الأخيلية