الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمرايا الشعر
مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. عليّة بنت المهدي

كيوبوست
سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.
ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.
هي ابنةُ المهدي الخليفةِ العباسي المعروف، وأختُ الخليفة هارون الرشيد، وقد عُرفت أيضاً باسم العبَّاسة، وكتب عنها جرجي زيدان، روايةً معروفة.
وإذ كانت أمها ميمونةُ إحدى أجملِ جواري بغداد؛ فقد اشتراها الخليفةُ المهدي وأنجبت منه عُليّةَ وإبراهيم، اللذين أخذا عنها الظُرفَ وحسنَ المعشرِ وعذوبةَ الصوت، وقد امتلكتْ عُليّةُ إضافةً إلى موهبتَي الغناء والموسيقى، موهبةَ نظمِ الشعر؛ حيث تَغنَّى بقصائِدِها العديدُ من المغنين، إضافةً إلى ما قامت هي نفسُها بغنائهِ وتلحينه.
وينقلُ أبو الفرجِ الأصفهاني عن إسحق الموْصلي روايةً مفادُها أنها أَسْمَعَتهُ في مجلِسِها غناءً شجياً لم يسمعْ مثلهُ طيلةَ حياتِه.
وُلدت عليّةُ عام مئةٍ وستينَ للهجرة، وعاشت حياة الترف والدلال ككل أولادِ الخلفاءِ وبناتِهِم، ولأنها كانت مُقبلةً على الحياةِ بكلِّ جوارِحِها فقد تعلَّقتْ بخادمٍ لها شديدِ الوسامةِ اسمهُ “طَلْ”، وهي لم تتورع عن مواعدتِهِ ولقائِهِ متحديةً القيودَ المرهقةَ المفروضةَ عليها.
ورُويَ أنها ماتت بطريقةٍ غريبةٍ، بعد أن ضمَّها ابن أخيها المأمونُ بقوةٍ، وخجلتْ من التملصِ منه، حتى قضتْ اختناقاً عام مئتين وعشرةٍ للهجرة.
ومن شعرها في خادمها “طَلْ” الذي سمّتهُ درءاً للحرجِ باسم زينب:
علِقَ الفؤادُ بزينبا وجداً شديدا ًمُتعِبا
أصبحتُ ﻣن ﻛَﻠَﻔﻲ ﺑﮭﺎ أُدْﻋﻰ سقيماً مُنصبا
وﻟﻘد كَنَيْتُ ﻋن اسمها عمداً لكي لا تغْضَبا
وجعلتُ زينبَ سُترةً وكتمتُ أمراً مُعْجبا
ﻗﺎلت وقد عزّ الوصالُ ولم أجدْ ليَ مذهبا
والله لا نلتَ المودّةَ أو تنالَ الكوكبا