الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمرايا الشعر

مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. سعدي الشيرازي

كيوبوست

سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.

ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.

هو أحد أبرز الشعراء الفُرس وأكثرَهم قدرةً على المواءمة بين تراث بلاده القومي وروح الإسلام وتعاليمه، بالقرآن الكريم والحديث النبوي على نحوٍ خاص. وقد تَلازمَ اسمُه مع اسم مواطنهِ وابنِ مدينتهِ الذي جاء بعده بعقود، حافظ الشيرازي، وشكَّلا معاً الثنائي الأبرز في تاريخ الشعر الفارسي. وقد توزع نتاج سعدي الغزير بين الشعر والنثر، كما طرقَتْ كتاباته أبواباً كثيرة؛ بينها الوصفُ والغزلُ والعرفانُ والحكمةُ والحبُّ الإلهي. وكان الحب الأخيرُ بالنسبة إليه أسمى أشكال الحب وأعلاه شأناً. وعلى عادة الصوفيين فقد كان معجمُ سعدي مفتوحاً على التأويل، وكانت للخمرة عنده، كما للثمَل والكأس والخمّار والحانة والساقي، معانيها الباطنية المرتبطة بحبِّ الخالق والفناء فيه. ومن أعماله “جنة الورد” و”البستان” و”غزليات سعدي” وغيرُها.

ولد سعدي في مدينة شيراز عامَ 1184م، وانتقل في يفاعتهِ إلى بغداد لدراسة علوم الفقه واللغة والأدب في المدرسة النظامية، ثم درس على يد السهروردي مبادئَ التصوفِ وطرُقَه ومسالكَه المختلفة. وبعد فراره من بغداد عشيةَ سقوطها المأساوي بيد المغول، وقع أسيراً لدى الصليبيين في بلاد الشام، إلى أن افتداه والي حلب، وقرر بعدها الإقامة في مدينته شيراز، معمِّراً إلى ما بعد المئة، قبل أن تحينَ وفاتُه عام 1291.

ومن كتابه “غزليات سعدي” أقرأ هذه الأبيات:

أيها البدريُّ الطلعة لا تُعرضْ بوجهكَ الجميل عني

كيف ترى قتلي صائباً بدون ذنب؟

رأيتُ في منامي البارحةَ أنك في حضني

ولا أظن أن هذا الأمر لن يحدُث إلا في المنام

إن نصْفي في النار ونصفيَ الآخر في النار

بسبب باطني المشتعلِ وعينيّ الدامعتَين

كلُّ مَن يطرقُ بابي أظنّهُ أنت

فالعطشانُ المسكينُ يتوهمُ في السراب مذاقَ الماء

ومما كتبه سعدي بالعربية، إثر مروره على بغداد بعد خرابها:

حبستُ بجفنيّ المدامعَ لا تجري         فلما طغى الماءُ استطالَ على السُّكْر

نسيمُ صَبا بغدادَ بعد خرابها                تمنيتُ لو كانت تمرّ على قبري

لقراءة الحلقتين السابقتين:

مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. سعيد عقل

مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. أبو القاسم الشابي

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة