الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمرايا الشعر
مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. رابعة العدوية

كيوبوست
سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.
ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.
قليلةٌ هي الأسماءُ التي تثيرُ داخلَ الوجدانِ الجمعي العربي ذلك القدر من التردداتِ الروحيةِ والوجدانية، كما هي الحالُ مع رابعة العدوية، سواءً على مستوى النخبِ المثقفةِ، أو على مستوى الشرائحِ الاجتماعيةِ الواسعة، كما أن المخيّلةَ الشعبيةَ أضافت إلى هذه الشخصيةِ الاستثنائيةِ التي جمعت بين الشعرِ والتصوفِ والحكمةِ والأقوالِ المأثورة، الكثير من ملامحِ الأسطورةِ وسماتِها، ومع أن البعض قد تحدثوا حولَ حياةِ الصخب والغناءِ واللهوِ التي عاشتها رابعةُ زمنَ الصبا، قبل أن تتحوَّلَ باتجاه الزهدِ، فإن البعضَ الآخرَ يدحضون هذا الزعم، مستندين إلى تربيتها الإسلامية ونشأتها المحافظة.
ولدت رابعة العدوية في مدينة البصرة عام ٧١٧م، وقد حملت هذا الاسمَ لأنها كانت الرابعةَ بين أخواتِها الإناث، وقد توفي والداها وهي في سنٍّ صغيرة؛ بحيثُ عانت في مقتبلِ حياتِها الفقرَ والجوعَ، الأمرُ الذي دفعَها للتعويضِ عن افتقارِها إلى الحب والحنان من خلال الانقطاع للعبادة وهجر الملذات الدنيوية والعزوف عن الزواج.
وقد لُقبت بشهيدةِ الحبِّ الإلهي، وتوفيت عام ٧٩٦م، ومن شعرها:
عرفتُ الهوى مذ عرفتُ هواكا
وأغلقتُ قلبيَ عمّن سواكا
وكنتُ أناجيكَ يا من ترى
خفايا القلوبِ ولسْنا نراكا
أحبّك حُبَيْنِ حبَّ الهوى
وحبّاً لأنكَ أهلٌ لذاكا
فأما الذي هو حبّ الهوى
فشغلي بذكرِكَ عمّنْ سواكا
وأما الذي أنت أهلٌ له
فكشفُكَ للحُجبِ حتى أراكا
فلا الحمدُ في ذا ولا ذاكَ لي
ولكنْ لكَ الحمدُ في ذا وذاكا
ولستُ على الشجوِ أشكو الهوى
رضيتُ بما شئتَ لي في هداكا
لقراءة الحلقة السابقة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. ميسون بنت بحدل الكلبية