الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمرايا الشعر
مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. حافظ الشيرازي

كيوبوست
سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.
ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.
لم يستطع شاعر من الشعراء أن يحتل المكانة التي احتلها حافظ الشيرازي، في وجدان الشعب الإيراني على مدى القرون الثمانية الماضية. وإذا كان الأدبُ الفارسي القديم قد حظي بأسماء مهمة من وزن عمر الخيام والفردوسي وسعدي الشيرازي وجلال الدين الرومي وفريد الدين العطار؛ فإن حافظاً استطاع أن ينفذ إلى قلوب ملايين القراء, عبر مواءمته الحاذقة بين البساطة والعمق, بين الانخطاف الروحي والانتشاء
الحسيّ بجمال العالم. ولأن شعره يحاكي حيرة الكائن البشري وتمزقات نفسه, وبحثه الدائم عن الحقيقة، فقد احتفت به الشعوب من مختلف الإثنيات, وتُرجمت قصائده وأعماله إلى معظم لغات العالم الحية .
وُلِد محمد شمس الدين الشيرازي في مدينة شيراز الإيرانية عام 1325 للميلاد, وقد أطلق على نفسه لقب “حافظ” بسبب حفظه التام للقرآن الكريم, وهو اللقب الذي اشتهر به على امتداد العصور. كما لُقِّب بـ”لسان الغيب” لشدة تبحُّره في التصوف والشؤون الروحية والعرفانية. ومع أن شعره يدور في ظاهره حول موضوعات الحب والغزل والخمرة والوصف والأمل بالحياة, إلا أنه كان في عمقه مفتوحاً على التأويل،
ومكتظاً بالأسرار والحدوس وأسئلة الغيب. ومنذ وفاته عام 1390، ظلت شهرته تتسع عاماً بعد عام, في شرق الأرض وغربها على حد سواء. أما الإيرانيون فيقتنون ديوانه مع الكتب المقدسة في كل بيت، ويستعينون به في قراءة طوالعهم.
ومن كتاب “حافظ الشيرازي بالعربية شعراً” الذي ترجمه اللبناني عمر شبلي، أقرأ هذه الرباعيات :
يا مؤنس الروح قلبي صار من وله أمام وجهكَ من حسنٍ ومن ألق
مثلَ التراب على طول الطريق غدت يد النسائم تذروه على الأفُق
لأن عينكَ ما تنفك ساحرة فأسود السحر تحكيه ويحكيها
لكن على الرغم ما في العين من سقمي لا يقْدرُ السحر يوم أن يضاهيها
وظل قدك قد ألقى على جسدي روحاً كأنفاس عيسى فوق مطروح
فقد بعثت بأوصالي الحياة كما على الرميم تجلَّت صورة الروح
و”حافظ” ضاع مما قد ألمَّ به من التياع الهوى يا أيها الغالي
لذاك ما زال بالأحزان متحداً من القديم، لبعدٍ عنكَ قتَّال
الحلقات السابقة:
لقراءة الحلقة العاشرة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. إيليا أبو ماضي
لقراءة الحلقة التاسعة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. بيرم التونسي
لقراءة الحلقة الثامنة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. حسين المحضار