كيوبوست
سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.
ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.
تمتلك الشاعرةُ والرسامةُ اللبنانية باسمة بطولي، كلَّ ما يحتاج إليه الشعراءُ للدخول إلى ساحة الكتابة وتحقيقِ شروطِها الصعبة.
فهي إذ تتكئُ على موهبةٍ فطريةٍ عالية، لا تستسلمُ لشعرية الارتجالِ والبداهةِ المجردة، بل تحاول المواءمةَ بين المنجزِ الشعريّ الموروث، وروحِ العصرِ ومفاهيمِه وأسئلتِه المؤرقة.
وهي إذ تقاربُ اللغةَ من منظورٍ جماليٍّ تشكيلي، قِوامُه الصقلُ والاختزالُ والتوشيةُ اللونيةُ والإيقاعية، كما هي حالُ أمين نخلة والأخطل الصغير وسعيد عقل، ظلت تحرصُ بالمقابل على مجانبَةِ الافتعالِ والتكلّفِ الشكلانيّ وتغييبِ المعنى.
أصدرتْ باسمة بطولي، المولودةُ في بيروتَ مطالعَ أربعيناتِ القرنِ المنصرم، العديدَ من الإصدارات الشعرية؛ بينها “مع الحبّ حتى الموت” و”مكللة بالشوق” و”عرباتُ الصدى”، فضلاً عن مئات اللوحاتِ التشكيلية. وإذا كان الحبُّ هو موضوعَ باسمة الأثير، فهو يبدو عندها مزيجاً من الرغبةِ والطُّهر، من الاحتفاءِ بالجسد وإعلاءِ الروح.
كما تجسِّدُ تجربةُ بطولي الكلاسيكيةَ الجديدةَ بامتياز؛ حيث نزوعها إلى التجديد، يقابلهُ تمُّسكُها الملحُّ بنظامِ الشطرَين، وتوجسُّها من حداثة الغلوِّ وضياعِ الهُويةِ والتجريبِ المجّاني. ومن شعرها أختار:
عجباً منكَ إن يسلّم عليّا
كيف تنسابُ أنتَ منه إليّا
كيف تجتاحُني كموجةِ سحرٍ
تُدخلُ الروحَ من مسام يديّا
ألأني أراكَ في كلّ وجهٍ
مستضيءٍ بكبرياءِ الثريّا
فكأنّ الرجالَ كلَّهُمُ لي
لِيَعوا فيّ طيفيّ العُلْويّا
أحدودي امّحَتْ فما عدتُ أدري
هل أنا فيكَ أم تُرى أنتَ فيّا؟
سيظلُّ الهُيامُ ذا معجزاتٍ
كلُّ صخرٍ لديه يُبعثُ حيّا
لقراءة الحلقة السابقة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. عليّة بنت المهدي
تعليقات عبر الفيس بوك
