الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمرايا الشعر
مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. التيجاني بشير

كيوبوست
سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.
ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.
يُعتبر التيجاني بشير أحدَ التجلياتِ الأكثر إشراقاً لشعرية السودان الطاعنةِ في القِدَم، والتي طالما تغذَّت جذورُها من مصدرَين اثنَين: التجربةِ الصوفيةِ ونهرِ النيل. وفي ضوء هذَين المصدرَين، يمكن أن ندرك الأسبابَ الفعليةَ التي جعلتْ شعرَه ينحو باتجاه التساؤلات الفلسفية، وتمزقاتِ النفس والإشراق الروحي من جهة، وباتجاه الغنائيةِ الرومانسيةِ والتفاعلِ المرهف مع الجمال، من جهةٍ أخرى .
وُلِد التيجاني بشير في مدينة أم درمان السودانية عامَ 1912، وقد سُمي بهذا الاسم تيمُّناً بأحد أصحابِ الطرق الصوفيةِ المعروفة. ولم يلبث اهتمامُه بالتصوف، كما بالنصّ القرآني والمناخات الدينية، أن انعكس في شعره، كما هي حال الكثيرِ من الشعراء السودانيين. درس الأدبَ والفقهَ والفلسفةَ وعلومَ اللغة.. وإذ حرص في شعره على اتباع النمط الوزني الخليلي، ورأى في أمير الشعراء أحمد شوقي، النموذجَ الأكملَ للشعرية العربية الكلاسيكية، حرصَ بالمقابل على رفْد شعره بعناصر التجديد الصّوَري والتعبيري. وقد عمَّقتْ إصابتُه المبكرةُ بداء الصدر، من شعوره الممضّ بعبثية الحياة وقصَرها ومآلِها المأساوي؛ بما جعله يتقاطعُ مع أبي القاسم الشابي في غير وجهٍ وناحية؛ ليرحل مثلَه عن هذا العالم عامَ 1937، وهو لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره .
ولعل أفضل ما أختم به هذا التقديم، هو أبياتٌ كان قد نظَمها التيجاني، في استنطاقِ زمنَي الطفولةِ والصبا الورديَّين. يقول الشاعر :
ولمحةٍ من تزاويق الصِّبا عبرتْ دنيايَ كالسحر لم أحفلْ بها أبداً
ودّعتُها غيرَ مرتاعٍ لفرْقتها قلباً، ولا راجفٍ من أجلها كبدا
حتى إذا ما استقرَّتْ في مخابئها رجعتُ أسأل عن آثارها الأبدا
دنيا من اللهو أحياها وآلفُها ذكرى، وألمسها في جانبيّ ندى
كلّ الحقائق ما استجمعتُ من لعِبٍ حول الطفولةِ، نورٌ كلّها وهدى
طوى شبابيَ ذكراها على ألمٍ وسوف تخلُدُ إنْ ماتَ الشبابُ غدا
الحلقات السابقة:
لقراءة الحلقة السادسة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. أمين الريحاني
لقراءة الحلقة الخامسة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. الأمير بدر بن عبد المحسن
لقراءة الحلقة الرابعة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. سعدي الشيرازي