كيوبوست
سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.
ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.
قليلةٌ جداً هي المصادرُ الأدبيةُ التراثية التي تعرِّفنا بالشاعرة أُمِّ ضيغمٍ البلْوية؛ وكلُّ ما نُقل عنها في “الأمالي” لأبي علي القالي، وفي “الكامل في اللغة والأدب” للمبرِّد؛ أنها وُلدت في الجاهلية واسمها خيرة، وأنها لُقِّبت بالبلْوية نسبةً إلى جدها بَلِي؛ وهو فارس يماني من قضاعة، التي يعود نسبُها إلى حمْير. وقد دخلت القبيلةُ في الإسلام وقاتلَ رجالُها بشجاعةٍ في معركتَي بدرٍ وأُحُد، وصولاً إلى الفتوحات الإسلامية اللاحقة.
وجاء في مصادرَ أخرى أن قبيلةَ بَلي أنجبت العديدَ من الشاعرات؛ ومن بينهن أميمةُ بنت أبي الهيثمِ البلْوية، والربداء بنت عمرو البلْوية، وأنيسة بنت عُدي البلْوية.. وغيرهن. وقد برعتْ خيرةُ في نظم الشعر؛ وبخاصة بعد تعلُّقها بابن عمٍّ لها، حيث حجبها أهلُها عنه، فأُصيبت بصدمةٍ قاسية، ونظمتْ حول خيبتِها العاطفية قصائدَ ومقطوعاتٍ مؤثرة، تصف فيها مرارةَ الهجرِ وشماتةَ الحساد، وتستعيدُ بحرْقةٍ بالغةٍ ذكرياتِ ماضيها الورديّ، مع حبيبها النائي.
وثَبْنا خلافَ الحيّ لا نحن منهمُ ولا نحن بالأعداء مختلطان
وبتنا يقيناً ساقطَ الطَلِّ والندى من الليل بُرْدا يُمنةٍ عَطِران
نذود بذكْر اللهِ عنا من الصِّبا إذا كان قلبانا بنا يَرِدان
ونَصْدُرُ عن أمْرِ العفاف وربما نقعْنا غليلَ النفسِ بالرّشَفان
وتقول في أبياتٍ أخرى:
هجرتُكَ، لمّا أن هجرتُك أصبحتْ بنا شُمّتاً تلك العيونُ الكواشح
فلا يفرحِ الواشونَ بالهجر ربما أطالَ المحبُّ الهجرَ والجيْبُ ناصح
ويعدو النوى بين المحبينَ والهوى مع القلب مطويٌّ عليه الجوانح
لقراءة الحلقة السابقة: مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. فدوى طوقان
تعليقات عبر الفيس بوك
