الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

مراجعة كتاب: “دليل روتليدج للتطرف غير العنيف”

الجماعات ووجهات النظر والمناقشات الجديدة

كيوبوست- ترجمات

بعد صدور الكتاب المعنون: “إعادة التفكير الأخيرة في الإسلاموية ما وراء العنف الجهادي” (قدم موقع “عين أوروبية على التطرف” مراجعة له قبل بضعة أسابيع تجدونه هنا)، حررت الدكتورة إليسا أوروفينو مع الدكتور ويليام ألكورن، كتابًا لا غنى عنه للقراء الذين يرغبون في فهم التطرف غير العنيف، وعلاقته المعقدة والمتعددة المستويات مع النشاط السياسي والاجتماعي، والتشدد، والتطرف العنيف، والإرهاب.

يقدم دليل روتليدج، الذي بين أيدينا، أول تحليلٍ متعمق وشامل للتطرف غير العنيف، عبر مختلف الأيديولوجيات والمناطق الجغرافية؛ وهو موضوع لم يجد الاهتمام الكافي في ظلِّ طغيان التركيز السياسي والأكاديمي على موضوع التطرف العنيف والجماعات الجهادية.

تشغل إليسا أوروفينو منصب المشرفة الأكاديمية لأبحاث التطرف ومكافحة الإرهاب في معهد الدراسات الأمنية للمنطقة الشرقية، جامعة أنجليا روسكين، بالمملكة المتحدة. ولديها منشورات كثيرة بشأن التطرف والجماعات المتطرفة والتشدد، والمسلمين في الغرب والحركات الاجتماعية.

أما ويليام ألشورن فهو أستاذ مشارك في السياسة والعلاقات الدولية في ريتشموند، الجامعة الأمريكية الدولية في لندن، والمدير المؤقت لمركز تحليل اليمين المتطرف، ويعمل أيضًا خبيرًا في الحركات الاجتماعية اليمينية المتطرفة المعادية للإسلام في المملكة المتحدة، ويقدم المشورة لحكومات المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا بشأن أساليب تعاملها مع التطرف اليميني. الدكتور ألشورن هو أيضًا مؤلف كتاب “الاحتجاج المناهض للإسلام في المملكة المتحدة: النهج السياسية تجاه اليمين المتطرف” (2018)؛ وكتاب “تجاوز التطرف الإسلاموي: تقييم السرديات المضادة لليمين المتطرف العالمي” (2022).

غلاف كتاب “دليل روتليدج للتطرف غير العنيف”

على الرغم من أن محررا الكتاب يُسلّمان، من خلال نظريتهما الفريدة لهذا الموضوع، بأن التطرف غير العنيف يمكن أن يكون مقدمة للإرهاب، فإنهما يذكران بوضوح أنه يجب اعتبار التطرف غير العنيف مجالًا قائمًا بذاته للدراسة، وهذه هي الركيزة الأولى الأساسية في الكتاب.

في الواقع، يشير المحرران إلى نقطةٍ حيوية مفادها أن التطرف غير العنيف أكثر من مجرد جزء من “حزام ناقل” للتطرف العنيف أو الإرهاب، إذ يمكن أن يكون “وجهة” أيضًا، وليس مجرد مرحلة وسيطة على طريق العنف السياسي أو الديني.

اقرأ أيضًا: خمسة مفاهيم خاطئة عن التطرف غير العنيف في دراسات الإرهاب

المنطقة الرمادية

على حد تعبير المحررين: “يمكن للأفراد أن يستريحوا في المنطقة الرمادية بين التشدد والتطرف لفترة طويلة قبل الانتقال إلى الإرهاب، إذا كانوا سيمضون قدمًا في المقام الأول” باتجاه الإرهاب.

إن الافتراض بأن جميع المتطرفين سيصبحون إرهابيين قد يمنع العلماء من دراسة التحدي الذي تطرحه تلك الجماعات أمام الحكومات الوطنية، تلك الجماعات التي لا تمارس ضغطها من خلال العنف، ولكن من خلال قوة الأفكار.

يقدِّم الكتاب مجموعة ضخمة من الإسهامات من الباحثين الذين يركزون على المظاهر الإسلاموية والبوذية والهندوسية واليمينية المتطرفة واليسارية المتطرفة والنسوية وجماعات حماية البيئة. ويناقش الأساس الأيديولوجي لـ”حرب الأفكار” التي يمارسونها ضد النظم الاجتماعية والسياسية والثقافية السائدة التي يعيشون فيها، ويقدم فحصًا تجريبيًا لمطالبهم، ووجهات نظرهم الرئيسة.

حتمًا، يتقاطع دليل روتليدج مع العديد من التخصصات ذات الصلة، بما في ذلك دراسات الحركة الاجتماعية والعلوم السياسية، وعلم الجريمة، والدراسات الإسلامية، والأنثروبولوجيا. وعلى الرغم من أن الدليل مفصل للغاية ومتخصص للغاية من ناحية، فإنه يقدم من ناحية أخرى صورة أكبر مثيرة للاهتمام للتطرف غير العنيف للشخص العادي غير المتخصص.

يطغى التطرف العنيف والجهادي على دراسات الإرهاب والتطرف

الحاجة إلى نهج أفضل

يشير ماثيو فيلدمان، كاتب المقدمة، إلى أن المحررين والمؤلفين يظهرون أنه عند شرح التطرف غير العنيف، يمكننا، بل ويجب علينا، أن نفعل ما هو أفضل من اعتماد نهج “أعرف ذلك عندما أراه”، وصف التطرف غير العنيف على أنه “معارضة الخصم (في الغالب المؤسسة) باستخدام جميع الأدوات القانونية المتاحة (الاحتجاجات بشكلٍ عام، والالتماسات، والمظاهرات، والحملات عبر الإنترنت) ولكن من دون استخدام العنف”. ومن السمات الأساسية رفض التعددية والعداء للديمقراطية المتعددة الثقافات، سواءً من قبل الدول أو الجماعات أو العقائد.

ويختلف المتطرفون غير العنيفين عن العنيفين الذين يؤيدون قتل الأبرياء، وبالتالي يُحظرون ويضطهدون بسهولة أكبر من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم، يقف المتطرفون غير العنيفين في مساحةٍ محدودة للغاية في الدول الغربية، حيث تمنحهم حرية التعبير وتكوين الجمعيات الحق في العمل بشكلٍ قانوني على الرغم من معارضتهم للقيم والآليات الرئيسة داخل الدول الديمقراطية1.

تحمل الجماعات المتطرفة غير العنيفة أفكارًا متطرفة (معظمها مناهضة للحكومة وللمؤسسات) وتسعى إلى إحداث تغييرٍ جذري. ومع ذلك، فهي لا تتبنى أساليب عنيفة، وهذا الموقف الإشكالي يجعلها جهات فاعلة معقدة للغاية من غير الدول، ومن هنا تأتي الحاجة إلى مزيدٍ من الدراسة والبحث.

تمثِّل الجماعات المتطرفة غير العنيفة، مثل حزب التحرير، دليلًا حيًا على انتقال الأفراد من تأييد أفكار محددة (التشدد) إلى التعبير عن المعارضة الصريحة (التطرف) دون القيام بأعمال عنف (الإرهاب). وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص المنتسبين إلى الجماعة قد تحولوا إلى الإرهاب، فإن الحزب ككل وقف بثبات إلى جانب التزامه باللا عنف.

أصبح التطرف العنيف المحلي التهديدَ الرئيس لمعظم دول العالم

التطرف الصريح مقابل النشاط السياسي

ما يزيد الأمور تعقيدًا، الحاجة إلى التمييز بين التطرف الصريح والنشاط السياسي. وفقًا للمؤلفين، فإن أحد الجوانب الرئيسة للتمييز بين الاثنين هو: بينما يعارض المتطرفون الصريحون بشدة المؤسسات السياسية والاقتصادية والثقافية (بهدف إحداث تغيير جذري)، يقبل النشطاء أنه في مجتمع ديمقراطي لا ينبغي تحقيق التغيير إلا من خلال المبادئ الدستورية وسيادة القانون.

في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن الباحثين يصرون على الحاجة إلى تشجيع النشاط السياسي من أجل تثبيط التطرف. فعندما يكون الناس أحرارًا في التعبير عن عدم رضاهم تجاه الحكومة (النشاط)، يتم احتواء التصعيد إلى التطرف العنيف بشكلٍ عام، لأنه غالبًا ما يرتبط بالحرمان من حرية التعبير. ومع ذلك، ففي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي تشجيع النشاط إلى تشجيع التطرف الصريح (والتحوّل إلى العنف) لأن الحدود ليست واضحة ولا مباشرة.

اقرأ أيضًا: مكافحة التطرف العنيف في بنجلاديش

صنوف مختلفة من التطرف

إلى جانب سهولة الخلط بين التطرف وبين النشاط السياسي والاجتماعي، يمكن أن يأتي التطرف في العديد من الأشكال: التطرف بالطريقة وليس الهدف، أو التطرف بالهدف وليس بالطريقة، أو التطرف بالهدف والطريقة.

الشيء الذي يوحّد المتطرفين (سواء بالرأي أو العنف) هو رفضهم للتعددية والقواعد القانونية والنظام الاقتصادي والسياسي والديني والاجتماعي الذي يعيشون فيه2. ومع ذلك، فلا ينبغي أن يكون تبني الأفكار النقدية للنظام السائد كافيًا لتجريم مجموعة (أو أفراد) في الغرب، حيث يجب منح الحقوق العالمية (مثل حرية التعبير وتكوين الجمعيات).

قد يحدث التجريم (والحظر اللاحق) عندما يكون هناك دليل على أن جماعة ما قد شقت طريقها بالفعل على طول الحزام الناقل المعرفي والسلوكي للتطرف/ العنف. الإشكالية هي أنه حتى هذا قد ثبُت أنه غير كافٍ لحظر جماعاتٍ متطرفة صريحة محددة في بعض الدول الغربية مثل المملكة المتحدة.

اقرأ أيضًا: مكافحة التطرف العنيف في بلجيكا: نظرة تحليلية

الحاجة إلى أجندةٍ بحثية جديدة

يحث “الدليل” بوضوح على الحاجة إلى أجندة بحثية جديدة تتجاوز مشكلتين رئيسيتين تسببتا في الدور الهامشي الحالي الذي تنهض به البحوث حول اللا عنف في دراسة التطرف. المشكلة الأولى هي ميل الباحثين إلى ربط التطرف غير العنيف بالإرهاب، على افتراض أن جميع المتطرفين غير العنيفين سيصبحون إرهابيين عاجلًا أم آجلًا.

المشكلة الثانية هي الثغرة الموجودة في البحث الأكاديمي الحالي، حيث لا تزال دراسة التطرف غير العنيف تركز على دراسة أيديولوجية معينة (أي التطرف الجهادي).

مع قبول أن التطرف غير العنيف يسبق الإرهاب، يرفض هذا الكتاب الافتراضات الأكاديمية التي تقول بحتمية تطور التطرف إلى إرهاب. يقر هذا الدليل بأهمية التطرف غير العنيف كمساحة انتقالية فاصلة غير محددة المعالم تسبق الأعمال الإرهابية، ولكنه يجادل في الوقت نفسه بأن التطرف غير العنيف يحتفظ بنفسه كمجال مستقل للدراسة في حد ذاته. كما يهدف إلى أن يكون مصدرًا شاملًا للأدبيات التي تمس صنوفًا مختلفة من التطرف غير العنيف -التقليدي وما بعد الحداثي على حد سواء- تتجاوز التركيز الحصري تقريبًا على الإسلاموية. سيضيف كاتب هذه المراجعة أيضًا اليمين البديل الذي أصبح حالة نموذجية للدراسات الحديثة.

فيما يتعلق ببنية الكتاب، ينقسم الكتاب، بعد المقدمة الشاملة، إلى أربعة أجزاء، كل منها يضم عددًا من دراسات الحالة لجماعات أو اتجاهات محددة للتطرف غير العنيف. الجزء الأول: بين التطرف: العنف واللا عنف عبر أيديولوجيات متعددة. الجزء الثاني: التطرف الديني “القديم” و”الجديد”: الحركات الإسلاموية والبوذية والهندوسية غير العنيفة. الجزء الثالث: التطرف اليميني: الحركات اليمينية الإقصائية غير العنيفة. الجزء الرابع: تطرف ما بعد الحداثة؟ الحركات اليسارية والنسوية والبيئية غير العنيفة منذ سبعينيات القرن العشرين.

يحاول العالم مواجهة التطرف

ثلاث مراحل متصلة

يشير الدكتور أوروفينو والدكتور ألكورن في خاتمة الدليل إلى أنه على الرغم من أن المتطرفين ليسوا جميعًا إرهابيين، فإن الحقيقة هي أن جميع الإرهابيين قد تحرّكوا على طول السلسلة المتصلة المتخيّلة بدءًا من التطرف، والمضي قدمًا في التطرف، وانتهاءً بالعمل الإرهابي.

بالنظر إلى العلاقة بين هذه المراحل الثلاث، فإن هذه المساهمة تمثل إضافة موضوعية للنقاش الأكاديمي والسياسي الحالي حول مثل هذه القضايا الأمنية الملحة التي تشدِّد على الحاجة إلى إعادة تركيز البحوث على الوقاية بدلاً من النُهج القمعية.

تجدر الإشارة إلى أن الفصول المخصصة للعديد من دراسات الحالة أظهرت أن الجماعات المتطرفة غير العنيفة تتقاسم الأسس الأيديولوجية نفسها لنظيراتها الإرهابية، وأن الاختلاف يكمن في الطريقة (الأساليب) المختارة لتحقيق أهدافها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، كونها لا تنطوي على استخدام العنف.

كما هو موضح في جميع أنحاء الكتاب وعبر الأيديولوجيات المختلفة، تميل الجماعات المتطرفة غير العنيفة في الغالب إلى بناء منهجيتها على الدعاية الموجّهة إلى الجماعات المستهدفة من أجل كسب قلوب وعقول أكبر عدد ممكن من الأتباع. ينبع هذا من قناعتها بأن التغيير طويل الأجل يتطلب وقتًا لتنفيذه: الناس يحتاجون أولًا إلى قبول الأفكار التي تتبناها الجماعة، ثم تبني قضيتها، وأخيرًا التوق بقوة إلى التغيير الذي تدعو إليه.

اقرأ أيضًا: جهود منع التطرف اليميني ومكافحته: التحديات الحالية والمستقبلية

الخلاصة

من خلال إعادة التأكيد على الحاجة إلى أجندة بحثية قوية جديدة تركز حصريًا على التطرف غير العنيف (أو الصريح)، يسلّط محررا الدليل الضوء على بعض فروع البحث ومجموعات المعرفة الأكثر إثارة للاهتمام، التي يُحتمل أن تكون مجالات خصبة للاستكشاف والدراسة في السنوات والعقود القادمة.

أولًا، إن إلقاء نظرة أكثر موضوعية على الأفراد على الجماعات أو المنظمات في حد ذاتها سيصبح أكثر إفادة وأهمية. وبينما نشهد تحوّلًا إلى الجماعات المتطرفة غير العنيفة الموجودة إلى حد كبير على الإنترنت، سوف تتلاشي الهياكل والعضويات الرسمية أكثر فأكثر وتصبح أكثر غموضًا. بناء على هذا، ستصبح الدراسات الإثنوغرافية للأفراد ومساراتهم داخل وخارج هذه الجماعات أكثر إلحاحًا للباحثين عندما نتعامل مع ديناميات النشاط الجديدة هذه في حقبة ما بعد التنظيمات الحالية.

ثانيًا، سيصبح التكامل الأكثر جوهرية للحركات المضادة، ودور قوات الأمن وإنفاذ القانون، وكيفية ارتباط ذلك بديناميات الخلاف غير العنيف، أكثر أهمية في الحصول على رؤية 360 درجة لما يحفّز ويسهم في تطور النشاط المتطرف غير العنيف على مستوى الجماعات.

في هذا الكتاب، أكدنا على الابتعاد عن الاختزال العلمي الذي ينظر بعيدًا عن الانقسام العنيف- غير العنيف. ومع ذلك، فمن الآن فصاعدًا، نحتاج أيضًا إلى تخطي الحدود التخصصية في الدراسات المتعلقة بالتطرف والاستفادة من الأفكار الغنية لعلم الجريمة، ودراسات الحركات الاجتماعية، والدراسات الثقافية من أجل تقديم تقييم أكثر شمولية لكيفية تطور بعض الجماعات المتطرفة غير العنيفة وظهورها أو دخولها لاحقًا في حالة تعليق مؤقت.

ثالثًا، وفي ملاحظةٍ ذات صلة، نحتاج أيضًا إلى دمج وجهات النظر الجزئية والمتوسطة والكلية بشكلٍ أفضل عند تحليل كيفية تطور الحركات المتطرفة غير العنيفة ومآلاتها. وكثيرًا ما تُركز تحليلات هذه الحركات في الغالب على الجماعات نفسها والسياسات التي تُسن ضدها (أي المستوى المتوسط).

لذلك، يجب البحث عن أساليب أكثر طموحًا تضع في سياقها عوامل المستوى الوطني والدولي (أي المستوى الكلي) التي تقود هذه الحركات وعلى المستوى الجزئي (كما ذكر قبل دمج تاريخ الحياة على المستوى الفردي والدراسة الإثنوغرافية). ويؤمل أن يضع هذا النهج التعددي والأكثر تفصيلًا دراسات التطرف (غير العنيف) على أساسٍ مستدام للمضي قدمًا، بحيث تدمج أساليب جديدة تواكب تطور هذه الحركات والتهديدات الجديدة التي تشكلها.

يمثل دليل روتليدج للتطرف غير العنيف أحد أكثر الأعمال قيمة حول التطرف التي نشرت في السنوات القليلة الماضية، وربما يكون أكثر شمولًا.

إن المنظور الفريد الذي يقدِّمه المحرران، الذي يتكامل مع الإسهامات التي كتبها العديد من الباحثين البارزين من أصول وخلفيات متنوعة، الذين يقدمون معلومات ثرية حول مجموعةٍ واسعة للغاية من الجماعات والتوجهات المتطرفة، يجعل الكتاب إحدى ركائز دراسات التطرف والتطرف والإرهاب.

المراجع:

[1] Karagiannis, 2018; Orofino, 2020a, 2020b.

[2] (Lowe, 2017).

المصدر: عين أوروبية على التطرف

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة