اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةفلسطينيات

مداخل الولايات المتحدة وإسرائيل لإنفاذ صفقة القرن

كيف تحاول الإدارة الأمريكية تمرير صفقة القرن؟

كيو بوست – 

رغم رفضها قطعيًا من أحد أطرافها الرئيسين، إلا أن “صفقة القرن” باتت في مراحلها الأخيرة، وتضع الإدارة الأمريكية اللمسات الأخيرة عليها.

وتقول تقارير لصحف ووسائل إعلام إسرائيلية إن استدعاء السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفد فريدمان إلى واشنطن مؤخرًا يهدف لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة، التي عكفت على إعدادها إدارة ترامب، ولاقت رفضًا كليًا من الفلسطينيين، بسبب إخراجها القدس من دائرة الصراع، واعتبار المدينة المصنفة كأرض محتلة وفقًا للقانون الدولي، عاصمة لإسرائيل.

وسيشارك فريدمان في نقاشات عاجلة في واشنطن حول خطة التسوية التي يشرف عليها طاقم أمريكي يضم فريدمان، وجاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأميركي، والمبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات.

ويصف الفلسطينيون الصفقة بتصفية لقضيتهم العادلة، وذلك لأن أبرز معالمها تشمل إقامة دولة فلسطينية منقوصة على أراضي قطاع غزة والمناطق “أ” و”ب” وبعض أجزاء من منطقة “ج” في الضفة الغربية، وتأجيل وضع مدينة القدس وعودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة، والبدء بمحادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والأقطار العربية.

 

ما معالم ومداخل التحرك؟

يرتكز العمل الأمريكي في ظل الرفض الفلسطيني للصفقة، على القفز عن هذا الرفض، بتطبيق خطوات على الأرض، يمكن أن تغير المعادلة. قد يتم ذلك من بوابتين؛ قطاع غزة والعالم العربي.

في حالة قطاع غزة، حيث بلغ الحصار أشده، ودخل القطاع في حالة إنسانية متردية، رشحت مؤخرًا تقارير تتحدث عن دور أمريكي إنساني في القطاع بالتخطيط مع إسرائيل.

يرى مراقبون أن هذا التدخل الإنساني يخفي من ورائه مشروعًا سياسيًا، يقضي بترويض حركة حماس في القطاع، وتعزيز انفصال القطاع عن الضفة.

يقول الكاتب والسياسي الفلسطيني نبيل عمرو إن “هذه البقعة التي تقل مساحتها عن أربعمائة كيلومتر مربع، والتي هي من أكثر الأماكن اكتظاظًا بالبشر، والمنغلقة بين الصحراء والبحر، هي بالنسبة لمن يخططون لصفقة القرن، المدخل لتسوية الوضع الفلسطيني بأكمله. لهذا ولد الاهتمام المفاجئ بمأساة غزة في البيت الأبيض وفي إسرائيل”.

“البيت الأبيض عقد حلقة بحث بعنوان «إنهاء الوضع المأساوي في غزة»، وفي الوقت ذاته عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر اجتماعًا تحت العنوان نفسه”.

وكشفت مصادر غربية لموقع “ميدل إيست أفيرز” عن أن المبعوث الأميركي لعملية التسوية، جيسون غرينبلات، سيتوجه إلى الدوحة في العشرين من الشهر الحالي لمناقشة أوضاع غزة الإنسانية مع القيادة القطرية.

وأوضحت المصادر أن غرينبلات “حصل على ضوء أخضر من تل أبيب لتشكيل رؤية حقيقية حول إدخال تسهيلات إلى قطاع غزة بصورة عاجلة، دون الحاجة إلى تنازلات من حماس في الوقت الراهن”.

وقالت المصادر إن “تعارضًا شديدًا يظهر الآن بين رؤية المبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف، الذي قدم رؤية حول ضرورة أن تكون التسهيلات من خلال السلطة الفلسطينية ومصر وإسرائيل، ضمن رؤية سياسية تقوم على المصالحة وحل الدولتين، وهذا يتعارض مع الرؤية القطرية التي تستبعد مصر من المعادلة، وتذهب باتجاه الحلول الإنسانية لمشاكل غزة”.

بالنسبة للسلطة الفلسطينية، فإن خطورة مثل هكذا خطة، تكمن في خروجها من معادلة القطاع كليًا، الذي يفترض أن يكون جزءًا من الدولة الفلسطينية. كما أن تعثر المصالحة يدفع بهكذا خطة قدمًا.

وحسب السياسي نبيل عمرو، سيصل بعد عطلة العيد مباشرة، فريق صفقة القرن إلى المنطقة، وسيقضي خمسة أيام في لقاءات مع الدول العربية المؤثرة بقوة في الوضع الفلسطيني.

 

سيناريو يسرائيل كاتس

يضع سياسيون احتمالات عدة للمخطط الأمريكي الإسرائيلي في سياق إيجاد مدخل لتطبيق صفقة القرن، من بينها تطبيق مقترح وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس “الذي من شأنه إخراج غزة من الحالة المزرية التي هي فيها الآن، إلى حالة مغايرة تمامًا، ينتهي فيها القتل والدمار ويرفع فيها الحصار، ويسمح لآلاف العمال من غزة بالعمل في إسرائيل، بأجور تبدو بالمقارنة مع الوضع الراهن فوق الخيالية، وتسمح إسرائيل بإقامة محطات عملاقة لتحلية المياه، مع جزيرة صناعية يقام عليها ميناء ومطار، وقد يكون هنالك شيء مماثل في سيناء. إسرائيل تدرس هذا الأمر، وشروطها لتحقيقه لم تعد تعجيزية كما كانت في السابق؛ بل يريدون إنهاء ملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وتحييد السلاح الحمساوي بدل نزعه، والتخلي عن شرط أن يتم ذلك كله مع حكومة رام الله، حين يتم ذلك سيتم معه التحول في المعادلة القديمة”.

يقول عمرو إن “تسريبات أميركية كثيرة أشارت إلى هذا الاحتمال، ليس بالإفصاح عن تقوية مكانة غزة، وإنما بإضعاف الوضع في الضفة، وذلك من خلال تصفية قضية القدس، والإجراءات الأميركية الإسرائيلية في هذا الاتجاه تمضي متسارعة وبلا هوادة، ثم إغلاق احتمال أية سيادة جدية على الضفة بعد اقتطاع غور الأردن، وتثبيت السيطرة الأمنية الإسرائيلية من النهر إلى البحر”.

“هذا تحليل يقوم على استنتاج كيفية توظيف غزة في اللعبة الأميركية الكبرى… صفقة القرن، ولو ظل الوضع الفلسطيني الداخلي على حاله، فما كان فيما مضى يبدو مستحيلًا سيصبح ممكنًا؛ بل ربما هو الممكن الوحيد”.

 

الرئاسة تجدد الرفض

على ضوء التقارير حول قرب طرح الصفقة، خرجت الرئاسة الفلسطينية برد على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة، قائلًا “إن صفقة القرن ولدت ميتة، ولن تكون مدخلًا لأي عملية سياسية ناجحة في المنطقة”.

وأضاف أبو ردينة أن استثناء صفقة القرن لقضيتي القدس المحتلة واللاجئين أمر مرفوض، وأن أي اتصالات تجريها واشنطن بهدف المساس بالثوابت الفلسطينية ستؤدي الى زعزعة الاستقرار الهش أصلًا.

وتضمن خطاب الرئاسة جزئية من التسريبات التي وردت في التقارير الأخيرة، تحديدًا حول جانب تهميش السلطة لصالح جهات أخرى.

“استمرار الإدارة الأميركية بالعمل على تغيير قواعد العلاقة مع القيادة الفلسطينية، سيؤدي إلى استمرار مرحلة الجمود والشلل”، أضاف المتحدث.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة