الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

مخاوف من دور مشبوه لقطر في السودان

كيوبوست

تزايد الحديث عن دور قطري بارز في السودان خلال الأيام الماضية؛ خصوصًا بعدما قامت الدوحة بإرسال مساعدات أكدت أنها لدعم الشعب السوداني وحكومته، وهو ما تزامن مع تقارير نشرتها وسائل إعلام سودانية محلية عن ضبط شحنات أسلحة مهربة من إقليم دارفور في طريقها إلى ليبيا؛ ما جعل هناك شكوكًا في طبيعة المساعدات التي وصلت، وما إذا كانت الأسلحة القطرية وصلت على متن طائرة المساعدات أم لا.

ويأتي الحديث عن دور مشبوه للدوحة في السودان مرتبطًا بشكل واضح بالمساعي القطرية للاستفادة من الاضطراب الأمني الذي حدث مؤخرًا، علمًا بأن المجلس العسكري في السودان رفض، خلال شهر أبريل الماضي، استقبال وزير الخارجية القطري من دون تنسيق مسبق، وعاد إلى بلاده بعدما حطَّت طائرته في الخرطوم.

اقرأ أيضا: الشعب السوداني في مواجهة الإسلاميين

زيارة غامضة

زار رئيس الأركان القطري الفريق ركن غانم بن شاهين، الخرطوم، في زيارة رسمية بداية الشهر الجاري، وقبل 10 أيام فقط من حركة التمرد التي شهدتها المخابرات السودانية، والتي تمكنت الأجهزة السودانية من التعامل معها واحتوائها، ودفعت مدير المخابرات السودانية إلى الاستقالة.

مواجهة مع الشعب

محمد صالح

الناشط السوداني محمد صالح، أكد، في تعليق لـ”كيوبوست”، أن قطر بدعمها تحركات الإخوان المسلمين في السودان تضع نفسها في مواجهة مباشرة مع الشعب السوداني الذي قدَّم التضحيات طوال ثلاثين عامًا؛ لاقتلاع ذلك النظام، وعلى حكومة الثورة أن لا تتهاون مع أي تحركات لأيٍّ من واجهات حزب المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية، وأن تضع حدًّا للتدخلات الخارجية في الشأن السوداني.

اقرأ أيضًا: خبراء لـ”كيوبوست”: المحاولة الانقلابية التي جرت في السودان لن تؤثر على سير المرحلة الانتقالية

وأضاف صالح أن الدوحة تلعب دورًا سلبيًّا جدًّا في فترة الانتقال الديمقراطي؛ بدعمها وتغطيتها الإعلامية لتحركات فلول النظام البائد الرامية إلى إجهاض الفترة الانتقالية عبر قناة “الجزيرة” وغيرها من المنصات الإعلامية؛ حيث تعمل على تعزيز الانقسام الداخلي وانتقاد السلطة الانتقالية التي تقود البلاد خلال الفترة الحالية.

إرباك حسابات

من جهته، يقول الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي عمرو طنطاوي، في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن تغيُّر النظام السوداني أربك الحسابات القطرية بشكل كامل في المنطقة، وجعل الدوحة تخسر موقعًا استراتيجيًّا؛ خصوصًا في ظل سياسة المساومة والمواءمات التي اتبعها نظام البشير خلال السنوات الماضية، ومحاولة تحقيق مكاسب مالية من الدوحة بشكل كبير، استنادًا إلى عدم انضمام الخرطوم إلى الرباعي العربي في قرار المقاطعة”، مشيرًا إلى أن خروج الشعب على البشير ونظامه وبداية مرحلة جديدة في تاريخ السودان جعل قطر تشعر بالصدمة؛ بسبب عدم قدرتها على التعامل بنفس الأسلوب مع النظام الجديد الذي يعتمد على سياسة معتدلة.

اقرأ أيضًا:  قطر تستغل هشاشة الوضع الأمني في الصومال لتعزيز علاقاتها مع الميليشيات المتطرفة

وأضاف طنطاوي أنه رغم الصعوبات الداخلية التي تواجه السودان، خصوصًا في مجالَي الاقتصاد والأمن؛ فإن تحركات الدوحة حتى الآن لا يمكن توقع النجاح لها، خصوصًا أنها تأتي في إطار إعادة إنعاش الخلايا الإخوانية التي ثار الشعب عليها، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لا يمنع من خطورة مثل هذه التحركات على الداخل السوداني في ظل أوضاع غير مستقرة.

استراتيجية فاشلة

وأكد الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي وجود استراتيجية قطرية للتغلغل في إفريقيا ودعم أنظمة بعينها. وما حدث في السودان أثَّر بالسلب على استراتيجية الدوحة الإفريقية متوسطة المدى؛ خصوصًا أن الخرطوم كانت ملجأً آمنًا لقيادات جماعة الإخوان المطلوبة أمنيًّا في مصر والخليج، ويحصل أعضاؤها على تمويلات قطرية مباشرة؛ وهو ما توقف بدرجة كبيرة خلال الشهور الماضية.

 اقرأ أيضًا: هل تخلَّص السودان من علاقته بقطر؟

ولفت طنطاوي إلى أن فلول جماعة الإخوان بالسودان والراغبين في العودة إلى المشهد السوداني لا يزالون يتعاملون مع قطر حتى الآن، وربما تكون الأوضاع المضطربة في ليبيا ساعدتهم على فتح قنوات لتهريب السلاح؛ للحصول على أموال من الدوحة بعدما فقدوا السلطة بشكل كامل ولم يعُد لديهم شيء آخر يمكن أن يقدموه في الوقت الحالي، مؤكدًا أنه رغم عدم التأكد الحاسم من تورُّط عناصر الإخوان في عمليات تهريب السلاح القطري إلى ليبيا؛ فإن الأمر ليس مستبعدًا، لكونها من الأساليب المعروف عن قطر اتباعها مع الأنظمة السياسية المعارضة لها.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة