الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

مخاوف ترحيل إخوان مصر من تركيا تتزايد مع تحسن العلاقات الدبلوماسية

تتباين الآراء بشأن مدى إعطاء الأولوية لموقف أعضاء الجماعة على شكل العلاقة بين القاهرة وأنقرة خلال الفترة المقبلة

كيوبوست

على الرغم من بدء مسار تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا منذ أسابيع؛ فإن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المقيمين في تركيا منذ نحو 8 أعوام أصبحوا يشعرون بالقلق أكثر من أي وقتٍ مضى خلال الفترة الحالية، لا سيما في ظل غموض الموقف التركي حول ما إذا كان سيتم تسليم المطلوبين أمنياً إلى مصر أم لا، وهو ما جرى التعبير عنه في أكثر من تقرير نشرته بوابة الحرية والعدالة التابعة للجماعة، خلال الفترة الماضية.

جانب من لقاء الإخوان مع المعارضة التركية

تفرض مصر وتركيا سرية حول تفاصيل المفاوضات الخاصة بمسار تطبيع العلاقات؛ خصوصاً بعد الجلسة الاستكشافية التي جرت في القاهرة بين مسؤولي الخارجية بالبلدين الأسبوع الماضي، في وقتٍ بدأت فيه مواقع تابعة للجماعة، المصنفة في مصر باعتبارها جماعة إرهابية، بنشر أخبار عن مخاوف الترحيل خلال الفترة المقبلة، بينما لا يزال قرار منع انتقاد النظام المصري عبر القنوات التي تبث من تركيا ساري المفعول.

اقرأ أيضًا: لماذا اختارت تركيا تقليم أظافر القنوات الإخوانية؟

فراس أوغلو

تسير الأمور في ملف استئناف العلاقات بين مصر وتركيا بعقلانية، حسب المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، الذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن ثمة أموراً مهمة يجب النظر إليها؛ في مقدمتها طرح الطرفَين الأمور بعقلانية الحوار بين الدول، وليس بناءً على شائعات أو مطالب شخصية، مع التزامهما بالحدود التي لا يقبل تجاوزها، مشيراً إلى أنه حتى الآن لا يوجد شيء حول تسليم الإخوان أو غيرهم من المعارضة الموجودة في تركيا، علماً بأن غالبيتهم يحملون الجنسية التركية أو جنسيات أخرى.

يرى أوغلو أن هناك أموراً أهم بكثير من جماعة الإخوان في العلاقات المصرية- التركية؛ من بينها ثروات شرق المتوسط النفطية، خصوصاً أن “الإخوان” عندما كانت تمثل معارضة مصرية قوية، لم تستطع أن تفعل شيئاً للنظام السياسي في مصر، فماذا سيكون الوضع الآن وهي تعاني حالة ضعف لا ينكرها أحد، فضلاً عن وجود أعضائها كمسؤولين بدولٍ عربية من خلال الأحزاب السياسية المسموح بها في هذه الدول؟

اقرأ أيضًا: العنف ضد المرأة في تركيا.. سياسة عنصرية انتهجها النظام

قيادات مطلوبة

أحمد عطا

حسب حديث الباحث المتخصص في قضايا الإرهاب الدولي أحمد عطا، لـ”كيوبوست”، فإن مصر طلبت تسلم القياديين الإخوانيين علاء السماحي، مسؤول اللجان النوعية المسلحة، ويحيى موسى؛ لكن هذا الطلب تم الرد عليه بالرفض باعتبار أن الثنائي حاصلان على اللجوء في تركيا، ولهما وضع قانوني يمنع تسليمهما إلى مصر، مشيراً إلى أن هناك عمليات منح للجنسية التركية جرَت بشكلٍ كبير قبل الوصول إلى مرحلة المفاوضات الدبلوماسية مع مصر؛ لتجنب تسليم المطلوبين باعتبارهم مواطنين أتراك.

وأوضح عطا أن مسألة تسليم قيادات الإخوان إلى مصر أمر صعب بالنسبة إلى تركيا؛ خصوصاً أن قادة التنظيم الدولي لا يزال جزء منهم موجوداً على الأراضي التركية، لافتاً إلى أن الرئيس التركي يسعى لإحداث تغيير شكلي لا واقعي؛ خصوصاً أن السياسة التركية تجاه الإخوان لن تشهد تغيُّرات جذرية في ظل الارتباط الوثيق بين النظام القائم والتنظيم الدولي للجماعة.

الجيش التركي في سوريا – رويترز
طارق البشبيشي

لكن الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية طارق البشبيشي، يؤكد في تعليقٍ لـ”كيوبوست” أن هواجس الإخوان بشأن الترحيل ليست مبالغة؛ لافتقادهم الشعور بالأمان في المستقبل؛ خصوصاً مع وجود عمليات مغادرة بدأت للبعض بالفعل، وهو ما خلق تخوفاً من التشرذم بعواصم جديدة بديلاً عن تركيا في ظلِّ وجود مطلوبين منهم على قوائم الإنتربول؛ مما يجعل فرصهم في السفر والتحرك خارج تركيا محدودة.

وأوضح البشبيشي أن هناك ترجيحات بتسليم بعض الأشخاص بالفعل خلال الفترة المقبلة؛ ليكونوا كبش فداء للقيادات، وهم أشخاص غير مؤثرين على الإطلاق، لافتاً إلى أن هناك أزمة تواجه الكثير من أعضاء الجماعة الموجودين بالفعل على الأراضي التركية في ظل الطلب المصري الواضح بالالتزام بسياسات محددة في التعامل بين البلدين.

أردوغان فتح صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي ساعيًا لتبديد المخاوف بعد التغييرات السياسية في تركيا- وكالات

تغير سياسي

وأضاف البشبيشي أن النظام التركي يدفع الآن ثمن الاعتماد على الجماعة خلال السنوات الماضية، بعدما تراجعت مكانة أنقرة الإقليمية وتزايد أعداؤها، مشيراً إلى أن المحاولات الحالية لاستعادة العلاقات مع مصر جزء من خطوات عديدة يعمل عليها النظام التركي في الفترة الراهنة.

اقرأ أيضاً: هل تركيا جادة في استعادة مرتزقتها من ليبيا؟

أحمد شيخو

يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للبقاء في السلطة بأي ثمن، حسب الكاتب والمحلل السوري أحمد شيخو، الذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن القراءة المتأنية في مسيرة حزب العدالة والتنمية في الحكم، وتحديداً منذ تولي أردوغان دفة القيادات، شهدت عملية تخلٍّ واضح عن حلفائه وأصدقائه على فترات متتالية؛ من أجل خدمة أجندته فقط التي تسمح له بالبقاء على رأس السلطة، مشيراً إلى أن كل الأمور يمكن توقعها من الرئيس التركي طالما أنها تحمل مكاسب له.

وأضاف شيخو أن أردوغان اعتمد في السنوات العشر الماضية على استخدام الإخوان، والرهان عليهم سياسياً، وهذا الرهان زاد من شعبيته في أوساط محددة داخل تركيا؛ ومن ثمَّ فإن تراجعه عن دعم الجماعة سيكون له انعكاس على شعبيته في الشارع، لكن في المقابل يسعى من خلاله لإنهاء المشكلات الكثيرة التي نتجت عن هذه الفترة؛ وهو أمر ليس مرتبطاً بالعلاقات مع مصر فقط، ولكن مع باقي الدول العربية؛ وتحديداً الخليجية.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة