الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

مخاوف الخروج من المشهد السياسي تعتري حركة الإخوان في الجزائر

أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بريك الله حبيب يؤكد لـ"كيوبوست" أن تحركات "مجتمع السلم" الإخوانية على الساحة السياسية مؤخراً تثير القلق ولا تتسم بالبراءة

كيوبوست – علي ياحي

لجأ إخوان الجزائر إلى خيار “التسول” من أجل تحقيق غايتهم بالمشاركة في الحكم، حينما اغتنموا فرصة ندوة “الجزائر والتحديات الخارجية”؛ لانتقاد الحراك الشعبي، وذلك بعد أن أصابهم الهوان والضعف ورفضهم الشارع قبل السلطة السياسية.

وأرجعت حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في الجزائر، والمحسوبة على تيار الإخوان المسلمين، فشل الشارع إلى “الصراعات والعداوات التي ظهرت مع مرور الأسابيع الأولى من الحراك”، وقال رئيسها عبدالرزاق مقري، إن تعثر الحراك في تحقيق أهدافه يعود إلى التسابق المحموم لاستغلاله من أجل الوصول إلى الحكم أو البقاء فيه، وبروز مظاهر شعبوية على مستوى السلطة؛ لإضعاف البدائل السياسية الناضجة والجاهزة.

اقرأ أيضاً: حملة “تخوين” لإخوان الجزائر ضد لاعب سافر إلى إسرائيل

ويأتي خطاب حركة مجتمع السلم ليكشف عن محاولة التسلل إلى دوائر الحكم عبر انتقاد الشارع؛ خصوصاً أن زعيمها مقري قد قدم حركته على أنها منقذة البلاد وصاحبة رأي، بعد أن دعا إلى ضرورة منح الأولوية لتوفير الظروف القانونية والسياسية والثقافية والاجتماعية، الموصلة إلى بناء مؤسسات ذات مصداقية يزيد التنافس السياسي في قوتها بدل إضعافها.

رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري خلال ندوة “الجزائر والتحديات الخارجية”

ومن أجل الضغط على السلطة في حضرة الأحزاب السياسية والشخصيات التي شاركت في الندوة، اتخذ مقري من الأوضاع المتوترة في دول الجوار ذريعة لطرح مبادرة “الحوار الشامل”، التي “تنادي إلى تحمل المسؤولية وتحقيق تعاون لتقوية الجبهة الداخلية، ولبناء المؤسسات ذات المصداقية والشرعية الشعبية”، وهي الخطوة التي تعكس تخوف حركة مجتمع السلم من ضياع موقعها في المشهد السياسي.

اقرأ أيضاً: استفتاء على الدستور في الجزائر.. واتهامات للإخوان بالسعي لإفشاله

ولم تتوانَ الحركة الإخوانية في مباشرة العمل بعد اختتام الندوة، وسارعت إلى التواصل مع أحزاب محسوبة على المعارضة في تصرفٍ يحركه عدم تجاوب السلطة مع مخرجات لقاء “الجزائر والتحديات الخارجية”.

بريك الله حبيب

ويرى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر؛ بريك الله حبيب، في تصريحٍ أدلى به إلى “كيوبوست”، أن تحركات حركة مجتمع السلم ومحاولتها لفت انتباه السلطة، ومغازلة بعض الأحزاب الإسلامية السابقة ليست بنيَّات بريئة؛ خصوصاً بعدما دعت الحركة القائمين على السلطة الحالية إلى إطلاق سراح جميع سجناء الرأي دون استثناء منذ العشرية السوداء خلال سنوات التسعينيات، في إشارة إلى كل معتقلي الحزب المحظور المتابعين في قضايا تتصل بالإرهاب، لافتاً إلى أن نشاط الإخوان لم يكن محض صدفة، وإنما تحركات مدروسة لكسب الرأي العام؛ تحضيراً للاستحقاقات المقبلة.

اقرأ أيضاً: التصويت على الدستور يكشف عن معركة مصالح بين إخوان الجزائر

وشدد بريك الله على أن الجزائر الجديدة ترفض التملق والتكلف، وتفتح المجال أمام المبادرات الحقيقية التي تحمل في طياتها مشروعات سياسية واعدة لها أسس تنطلق من رغبة الشعب في التغيير نحو الأفضل، مشيراً إلى أن تزامن المبادرة مع الوضع الأمني للبلاد والصحي للرئيس، يجعل منها سابقة لأوانها وفارغة من محتواها لاعتباراتٍ سياسية وأمنية، مردفاً بأنه على أحزاب المعارضة قبل الخوض في مثل هذه المبادرات الفردية أو الجماعية، مراعاة المصلحة العليا للبلاد.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

علي ياحي

كاتب صحفي جزائري

مقالات ذات صلة