اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون عربية

محطات توتر متعاقبة بين الأردن وإسرائيل: ما مستقبل العلاقة؟

هل تستمر الأزمات الدبلوماسية بين إسرائيل والأردن؟

كيو بوست – 

على الرغم من اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، ووجود علاقات اقتصادية مشتركة، إلا أن محطات توتر غلبت على تلك العلاقات خلال الأعوام الأخيرة بينهما، بلغت أقصاها عندما أغلقت السفارة الإسرائيلية في عمان وطرد السفير.

إلى أين تتجه تلك العلاقة؟ وهل تبقى بحكم اتفاق السلام ووجود مشاريع اقتصادية مشتركة؟ أم أن السياسة قد تدفع بمزيد من التوتر؟

اقرأ أيضًا: سيناريوهات ما بعد إنهاء اتفاق “الباقورة والغمر” الأردنيتين

 

حلقة توتر جديدة

آخر محطات التوتر بين الأردن وإسرائيل تمثلت بأزمة دبلوماسية على خلفية قيام وزيرة أردنية بالدوس على علم إسرائيلي وضع على مدخل مقر النقابات المهنية في العاصمة عمّان.

وأفادت القناة الثانية العبرية أن إسرائيل قدمت احتجاجًا شديد اللهجة للحكومة الأردنية، بسبب تصرف عدد من الوزراء الذين داسوا على العلم الإسرائيلي الذي وضع أمام مقر النقابات المهنية.

وتم استدعاء ممثل السفارة الأردنية في تل أبيب إلى مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، للاحتجاج على هذا التصرف، كما قدمت سفارة إسرائيل في عمّان احتجاجًا مماثلًا إلى وزارة الخارجية الأردنية، بينما تم تقديم احتجاج لسفير الأردن في تل أبيب، غسان المجالي.

وأوردت القناة العبرية أن رئيس الوزراء الأردني، الدكتور عمر الرزاز، رفض الدخول من الباب الرئيس لمجمع النقابات المهنية بالعاصمة الأردنية، عند زيارته للمجمع، وتعمد الدخول من الباب الفرعي.

اقرأ أيضًا: هل تعود السفارة الإسرائيلية إلى عمان بلا شروط؟

ونشرت القناة على موقعها الإلكتروني صورتين، الأولى للوزيرة الأردنية جمانة غنيمات، وهي تدوس على العلم الإسرائيلي الذي تم وضعه على أرضية النقابة المهنية، في حين نشرت صورة أخرى مرافقة لرئيس الوزراء الأردني وهو يدخل من الباب الخلفي للنقابة نفسها.

وأوضحت القناة العشرين العبرية على موقعها الإلكتروني أن هناك بوادر أزمة دبلوماسية بين الأردن وإسرائيل، بسبب الحادثة.

وتأتي هذه الحادثة، بعد أشهر من توصل إسرائيل والأردن إلى تسوية تنهي التوتر الذي ساد بين الطرفين في أعقاب مقتل مواطنين أردنيين في السفارة الإسرائيلية بنيران حارس إسرائيلي، واندلاع “أزمة” أدت إلى إغلاق سفارة تل أبيب في عمان.

وبعد أيام من الحادثة، وجه رئيس هيئة الطاقة النووية الأردني خالد طوقان، اتهامًا مباشرًا لإسرائيل، بأنها تسعى لإفشال المشروع النووي الأردني.

وقال طوقان في لقاء تلفزيوني على قناة a1 tv الخاصة، مساء الإثنين، إن إسرائيل ضغطت على كل من كوريا الجنوبية وعلى فرنسا، لعدم التعاون مع الأردن بخصوص المشروع النووي بهدف إفشاله.

وأضاف طوقان، أن السفير الإسرائيلي في عمان طلب من نظيره الفرنسي عدم التعاون مع الأردن نوويًا.

ولم يصدر عن الجانب الإسرائيلي أي تعقيب أو رد رسمي على هذه الاتهامات حتى الآن. ويأتي اتهام طوقان لإسرائيل، بالتزامن مع الأزمة الدبلوماسية إثر حادثة العلم.

 

الباقورة والغمر

ولم تتوقف محطات التوتر التي شابت العلاقات بين الطرفين عند حادثتي العلم والسفارة، إنما حالة الجفاء أخذت شكلًا آخر بمبادرة من الطرف الأردني، عندما وقع الملك عبد الله الثاني أمرًا في الذكرى الـ25 لاتفاق السلام بوادي عربة، ينهي العمل بملحقي “الباقورة” و”الغمر”، واستعادة هذه المناطق للسيادة الأردنية بعد أن كانت مستأجرة لتل أبيب منذ توقيع الاتفاق عام 1994.

ووفقًا لمراقبين، شكل الإعلان الأردني، وبإجماع للمحللين الإسرائيليين، ضربة دبلوماسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تلقى قرار الأردن استعادة المنطقتين في الوقت الذي كانت تستعد فيه الحكومة الإسرائيلية لإحياء الذكرى الـ23 لمقتل رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين.

ويعد رابين مهندس “التسوية والسلام مع العرب”، وهو الذي أرسى اتفاق وادي عربة مع الأردن الذي اعتبرته تل أبيب بوابة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومحطة لبدء العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية.

 

الموقف من صفقة القرن

وفي غمرة أحداث التوتر، لا يعجب الموقف الأردني من صفقة القرن، الإسرائيليين، إذ تتمسك القيادة الأردنية بتنسيق عال مع نظيرتها الفلسطينية في الموقف من الصفقة وقضية القدس؛ بحكم الوصاية الأردنية على المقدسات في المدينة المحتلة.

وتبدي الأردن موقفًا واضحًا، وتعلن عنه مرارًا، برفض مبادئ الصفقة التي كشفت الإدارة الأمريكية عن أبرز معالمها، بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب للقدس.

وواجه الأردن أزمة تحرك شعبي خلال العام المنصرم بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وعزا كثير من المراقبين هذه الأزمة بسعي أمريكي لإرضاخ هذا البلد أو إنذاره كي يقبل بالصفقة.

إلا أن القيادة الأردنية، على لسان الملك عبد الله، صرحت بشكل واضح، بأن أطرافًا عرضت على بلادها الدعم المالي والاقتصادي مقابل التخلي عن الموقف بشأن القدس، وهذا ما يرفضه الأردن قطعًا.

 

قناة البحرين لعودة المياه لمجاريها

محطات التوتر المختلفة، يبدو أنها دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات لاحتواء الموقف. بعد خمس سنوات من الضغوط والتأخير والمماطلة الإسرائيلية، أمر نتنياهو بالتوقيع على مشروع قناة “البحرين” الذي من المفترض أن يضخ المياه من البحر الأحمر إلى الأردن وإنقاذ البحر الميت من الجفاف، وهو أكبر وأهم مشروع تعاون بين “إسرائيل” ودولة عربية.

ووفق مواقع إسرائيلية، وقع المشروع بعد ضغوط من الملك عبد الله، ومن منطلق تفهم لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنه يجب تحسين العلاقات مع الأردنيين.

ومنذ أن وقعت التفاهمات على المشروع عام 2013 ظهرت صعوبات أدت لتأجيل تطبيقه، منها: واقعة السفارة الإسرائيلية في الأردن ومقتل مواطنين أردنيين، وآراء مهنيين إسرائيليين اعترضوا على تكلفة المشروع الباهظة، وانسحاب الأردن من اتفاق تأجير منطقتي الباقورة والغمر الأردنيتين لإسرائيل.

لكن في نهاية مباحثات سرية أجريت مؤخرًا في نيويورك بين وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي ونظيره الأردني، وبالتعاون مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات، الذي عاد من الأردن بعد الاتفاق على التفاصيل، وبعد عودة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من البرازيل، ستتم المصادقة على ميزانية المشروع التي ستصل إلى 40 مليون دولار على مدار 25 عامًا، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية.

مثل هذا الخطوة، يرى مراقبون أنها تندرج في إطار سعي نتنياهو لتطبيع العلاقة مع الدول العربية لتحقيق انتصار دبلوماسي على الفلسطينيين، في ظل تنكره للدولة الفلسطينية ومواصلة الجرائم في الضفة وقطاع غزة والقدس، عبر الاحتلال والاستيطان.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة