الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
محتجز بجريمتي اغتصاب: هذه قصة سقوط طارق رمضان
طارق رمضان قيد التحقيق لدى الشرطة الفرنسية

خاص كيو بوست –
احتجزت الشرطة الفرنسية المفكر الإسلامي البارز طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنّا، على ذمة التحقيق في قضيتي اغتصاب.
وقالت قناة “آر تي إل” الفرنسية إنه تم إيداع رمضان في حجز تابع لإدارة التحقيقات الجنائية بباريس.
وكانت ضحيتا اغتصاب خرجتا عن صمتهما بعد سنوات -خشية تهديدات وجهها المفكر الذي يحظى بنفوذ في أوروبا ويحاضر في جامعة أكسفورد- وكشفتا عن الجريمة التي ارتكبها المفكر ضدهن.
وبعد أشهر من توجيه السيدتين تهمًا للمفكر الإخواني بارتكاب جريمتي اغتصاب بحقهما، ومسارعة الأخير للنفي، يبدو أنه يتورط أكثر فأكثر مع بدء التحقيقات.

وقد بدأت القضية قبل أشهر تأخذ منحى تصاعديًا عندما وجهت الكاتبة الفرنسية ”هند العياري” اتهامًا له. وعياري التي نشرت على موقعها في فيسبوك أنها تعرضت للاغتصاب على يد رمضان عام 2012، تكتمت منذ ذلك الوقت خوفًا من انتقامه ونفوذه الواسع.
ثم تطورت الأمور بتقديم سيدة أخرى شكوى مماثلة حول تعرضها للاغتصاب، بينما كانت على كرسي متحرك.
في تقرير بعنوان “أستاذ أكسفورد متهم بالاغتصاب من قبل امرأة ثانية”، كانت صحيفة “ذا ناشونال” The National، قد كتبت أن “طارق رمضان، حفيد الرجل الذي أسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، يواجه الآن اتهامين بالاعتداء على النساء في غرف فنادق بفرنسا”.
تهديدات بالقتل
وتباعًا للقضية التي انتشرت في الصحافة الدولية كالنار في الهشيم، أكدت إذاعة (Europe 1) الفرنسية أن ضحية التحرش هند العياري تلقت تهديدات بالقتل في أعقاب الاتهامات التي وجهتها لرمضان، ما دفعها للتوجه إلى الشرطة، وتقديم ملف شكوى يحتوي على 21 صفحة من الرسائل والتهديدات.
ووفقًا للإذاعة الفرنسية، فإن غالبية من قاموا بتهديدها هم من الرجال.
“لا أشعر بالندم إزاء شكواي ضد رمضان برغم كل التهديدات، فأنا أسعى إلى الحرية، وعلى جميع النساء التحلي بالشجاعة والبدء بالتحدث بصوت عال… أشعر بالحرية والارتياح والقوة”، قالت هند عياري.
وكانت عيّاري قد كتبت إبان كشفها الجريمة أنها لا تستطيع نسيان ما فعله بها رمضان في تلك الليلة، “حاولت منعه ومقاومته، لكنّه ازداد عنفًا وشراسة. شعرت أنّه سيقتلني لو قاومت أكثر، فاستسلمت وتركته يغتصبني حتى فعل ما فعل. خفت أن يقتلني فاستسلمت”.
فضيحة أثرت على المسلمين
إلى جانب ذلك، أصبحت القضية محط جدل وغضب في الشارع الغربي خلال الأشهر الأخيرة، سيما وأن المفكر رمضان معروف في الأوساط العليا في أوروبا، ودائمًا ما يشارك ويقدم أطروحات فكرية في عديد المؤسسات والندوات.
في فرنسا، تصدر اسم طارق رمضان على رأس أولويات هاشتاغ حركة #MeToo الشعبية باعتبارهِ مفترسًا للنساء.
الحركات المناهضة للتحرش الجنسي خصصت شعارًا للمطالبة بوضع حدٍ لرمضان، من خلال إطلاق هاشتاغ آخر، يعني باللغة العربية “افضح خنزيرك”.
وقالت مجلة ذَا أتلنتيك الأمريكية إن 2017 كان عامًا صعبًا على المسلمين بشكلٍ عام، وخصوصًا في فرنسا وأوروبا، الذين شعروا بصدمةٍ كبيرةٍ إزاء ما تكشّفَ عن الأكاديمي والباحث الإسلامي رمضان. وعبّر الكثير من المسلمين للمجلة عن استيائهم لهذه الأخبار “التي تحثّ المسلمين على إعادة تقييم القيم التي يصدّرها المنظرون الإسلاميون”.
“قضية رمضان لم تعد تتعلق بحقوق وكرامة النساء فحسب، بل تحوّل الأمر إلى نقاشٍ عنصريٍ حول الإسلام السياسي الذي يسعى إلى شيطنة المسلمين، وإلقاء اللوم على الدين”، أضافت المجلة.
من هو طارق رمضان؟
ولد طارق رمضان في 26 أغسطس/آب 1962 في جنيف بسويسرا، والدته هي وفاء البنا، ابنة حسن البنا. حصل على إجازة في الفلسفة والأدب الفرنسي، وعلى شهادة الدكتوراه في الحضارة الإسلامية من جامعة جنيف.
تزوج وهو في سن الـ24 من فرنسية اعتنقت الإسلام، وله 4 أبناء.
خلال العقدين الأخيرين سطع نجمه في العالم الغربي كأحد أبرز المفكرين الإسلاميين، وسجل صولات وجولات في عديد الدول الأوروبية متحدثًا باسم الإسلام للأوروبيين.
وقبل الفضيحة، كان يشغل منصب أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أكسفورد (معهد الدراسات الشرقية، كلية القديس أنتوني) وأستاذ الأديان في كلية الدراسات اللاهوتية في أوكسفورد، إلا أن الجامعة علقت عمله بعد صدور التهم ضده.
كما كان يعمل أستاذًا زائرًا بكلية الدراسات الإسلامية بقطر، وباحثًا أول في جامعة دوشيشا بـاليابان، علاوة على منصبه كمدير لمركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في دولة قطر، وفق قناة الجزيرة.