الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

محاولة اغتيال الحمدوك.. قليلٌ من الوضوح كثيرٌ من الغموض

كيوبوست

يتوقع السودانيون أن تشكل حادثة تعرُّض رئيس الوزراء السوداني، عبدالله الحمدوك، إلى محاولة اغتيال صباح أمس في العاصمة السودانية الخرطوم، خلال توجهه من منزله إلى مقر مجلس الوزراء، نقطة تحول في تعامل الحكومة الانتقالية مع عدة أمور داخلية؛ من بينها فلول نظام البشير، فضلًا عن اتخاذ مزيد من الإجراءات الأمنية الاستثنائية خلال الفترة المقبلة.

وأكد رئيس الوزراء السوداني بعد الحادث أن المحاولة لن توقف عملية التغيير، وستكون دافعًا إضافيًّا لحماية الثورة التي بُذل من أجلها دماء أبناء الوطن. بينما كشفت المعلومات المتوافرة عن تعرُّض الموكب إلى استهداف بتفجير عبر سيارة مفخخة، بالإضافة إلى إطلاق نار؛ لكن لم يتم توقيف أو تصفية أي من المتورطين في الحادث الذي منعه من الذهاب إلى المقر الحكومي.

فرضت الشرطة السودانية حصارا على موقع الحادث – رويترز

تساؤلات عديدة

رشان اوشي

تقول الصحفية السودانية رشان أوشي، في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن ما صدر من معلومات عن الجهات الرسمية يحمل رواية غريبة أثارت عديدًا من التساؤلات”، مشيرةً إلى أن الإعلان عن المحاولة يأتي في وقت يشهد فيه رئيس الحكومة تراجعًا كبيرًا في شعبيته؛ بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السودان.

وتوقعت أوشي أن تقوم السلطات باتخاذ مزيد من الإجراءات الأمنية ضد شخصيات منسوبة إلى النظام السابق وبعض الجماعات الإسلامية التي تعارض الحكومة الانتقالية، فضلًا عن محاولة كسب تعاطف قاعدة عريضة من الثوار الذين اتخذوا مواقف حادة من الحكومة وقراراتها مؤخرًا.

ولفتت الصحفية السودانية إلى أن تأثير الحادث في الشارع السوداني كبير، وهناك تساؤلات كثيرة عنه وسط إدانات من مختلف الأحزاب والهيئات فور حدوثه، وحتى قبل صدور الرواية الرسمية من الجهات الأمنية؛ وهو ما يحمل رسالة مهمة عن الدعم الذي تحظى به الحكومة، على الرغم من تصاعد نفوذ المجلس العسكري في صناعة القرار.

اقرأ أيضًا: السودان يعرف عَدُوُّه مِن صَديقُه

انقسام وإجراءات استثنائية

ترصد الكاتبة السودانية شمس عبدالوهاب، خلال حديثها إلى “كيوبوست”، ملامح الانقسام في الشارع السوداني بشأن محاولة الاغتيال التي رأى البعض أنها رسالة إرهاب لرئيس الحكومة من بقايا النظام البائد في ظل المعلومات التي توافرت عنها، وتشير إلى ضعف آليات تنفيذها بشكل عام، في الوقت الذي يقول البعض إنها محاولة من داخل الحكومة باعتبار أن الأمر مسرحية جرى إخراجها للمواطنين بهذه الطريقة لتحقيق أهداف أخرى.

وأضافت عبدالوهاب أن الحكومة أصبحت مطالبةً الآن باتخاذ إجراءات استثنائية وحاسمة بشأن فلول نظام البشير؛ خصوصًا ممن يديرون ميليشيات لديها قدرة على ارتكاب مثل هذه الأعمال، نظرًا لأن تمسُّك الحكومة بالمسار الديمقراطي الذي تستغرق إجراءاته وقتًا طويلًا يجعل هناك فرصة لفلول النظام السابق من الوجود والتأثير لتغيير مجريات الأحداث.

وأكدت الكاتبة السودانية أن الحكومة أصبحت مطالبةً بإصدار قرارات بوقف عدد من الشخصيات عن العمل في الوظائف التي يشغلونها ولا يزالون يمتلكون فيها آلية صناعة القرار، فضلًا عن سرعة إجراءات ملاحقة الفاسدين وأموالهم التي لا يزالون ينفقون منها؛ كي يحققوا أهدافهم بالعودة إلى السلطة مرة أخرى.

شاهد: فيديوغراف: مافعله الإخوان في السودان

محاولات متكررة

الباحث السوداني أحمد عطاف، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن هذه المحاولة ليست غريبة؛ خصوصًا في ظل الظروف الأمنية التي يمر بها السودان”، مشيرًا إلى أن كل فترة سيكون هناك حادث أمني؛ حتى تحقيق الاستقرار، خصوصًا أن قرارات الحكومة وتوجهات البلاد خلال الفترة الحالية لا ترضي شخصيات فاعلة بنظام البشير لا تزال تمتلك القدرة على التأثير سواء أكان بالأموال أم بالعلاقات مع آخرين.

وأكد عطاف أن الحكومة الانتقالية مطالبة باتخاذ إجراءات سيكون ثمنها باهظًا إذا اتخذت مرة واحدة؛ من بينها إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والسيادية بشكل كامل، وإقصاء المئات من العاملين فيها، فضلًا عن إقرار مزيد من التشريعات القانونية التي يمكنها محاسبة الفاسدين والمتورطين في القضايا؛ نظرًا لأن عددًا ليس بالقليل من هؤلاء الأشخاص لا توجد أدلة تدينهم وَفق القوانين الحالية.

 اقرأ أيضًا: السودان يقترب من التطبيع مع إسرائيل بعد لقاء نتنياهو والبرهان

وأشار الباحث السوداني إلى أن الحكومة ليست قادرةً على حسم عديد من الملفات، ولديها اعتبارات عديدة تضعها أمامها، واستمرار هذه المحاولات سواء استهدفت الحمدوك أو شخصيات من رموز الثورة أمر متوقع ولا يجب التوقف عنده، كما لا يجب تحميله أكثر مما ينبغي؛ خصوصًا أن مثل هذه المحاولات تعرضت إليها الأنظمة خلال الفترات الانتقالية في البلاد العربية المجاورة.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة