الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

محاولات “يائسة” للدوحة للوساطة بين الولايات المتحدة وإيران

قطر لا تملك القدرة على لعب دور الوساطة بين الطرفَين لأنها أضعف من أن تقوم بهذا الدور.. ولا تستطيع أيضًا أن تضمن صيانة وتنفيذ هذه الوساطة التي تسعى بها قطر لتأكيد أمر غير واقعي وهو أنها رقم لا يمكن إغفاله في السياسة الإقليمية وأنها لاعب أساسي يمكنه القيام بأدوار مهمة

كيوبوست

صرَّح وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بأن بلاده بإمكانها أن تلعب دورًا للتقريب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، بشأن الأزمة الحالية التي أعقبت اغتيال قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، موضحًا أن الدوحة ستحاول العمل على تهدئة الطرفَين.

وجاءت زيارة وزير الخارجية القطري إلى إيران، السبت الماضي، بعد أقل من يوم واحد على اغتيال سليماني؛ وهي الزيارة التي تمت بسرعة لافتة، واعتبرت وسائل الإعلام العالمية أنها لم تُكشف عن أسرارها بعد.

اقرأ أيضًا: مخاوف من تأثير مقتل سليماني على تنظيم كأس العالم بقطر

الدور القطري لن يكون فاعلًا

أرش أرامش

المحلل السياسي الإيراني أرش أرامش، المتخصص في الشأن الدولي والمقيم في واشنطن، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن قطر بإمكانها أن تلعب دورًا بين واشنطن وطهران، غير أن هذا الدور لن يكون مؤثرًا وفاعلًا؛ بسبب التوترات الكبيرة التي تشهدها العلاقات بين البلدَين، فضلًا عن قيمة وأهمية سليماني بالنسبة إلى إيران”.

وأضاف أرامش: “الموقف معقد جدًّا. الأمر لا يتعلق فقط بالصدمة التي تلقتها إيران؛ ولكنه يرتبط كذلك بصورتها التي اهتزت بشدة، لذلك أتوقع أن يقتصر الدور القطري خلال الوقت الحالي على نقل وجهات النظر بين الإيرانيين والأمريكان، مستغلةً علاقتها القوية بهما؛ ولكن ليس أكثر من ذلك يمكن أن نتوقعه من الدوحة حاليًّا”.

اقرأ أيضًا: كيف تعاون “الموساد” و”CIA” لاغتيال سليماني؟

قطر أضعف من لعب دور الوساطة

كامل الخطي، المستشار في مركز الملك فيصل للبحوث و”عين أوروبية على التطرف”، قال خلال تعليقه لـ”كيوبوست”: “المحاولة القطرية لتقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة على خلفية مقتل قاسم سليماني، جاءت مدفوعة بمبادرة ذاتية قطرية، ولم يطلب منها أحد الطرفَين ذلك، وما يؤكد ذلك هو تصريح أحد كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني برفض أي نوع من أنواع الوساطة، وأن قرار الانتقام لمقتل سليماني هو قرار لا رجعة فيه”.

الكاتب والباحث السعودي كامل الخطي

وأضاف مستشار “عين أوروبية على التطرف”: “قطر لا تمتلك القدرة على لعب دور الوساطة بين الطرفَين؛ لأنها أضعف من أن تقوم بهذا الدور، ولا تستطيع أيضًا أن تضمن صيانة وتنفيذ هذه الوساطة، التي تسعى بها قطر لتأكيد أمر غير واقعي؛ وهو أنها رقم لا يمكن إغفاله في السياسة الإقليمية، وأنها لاعب سياسي يمكنه القيام بأدوار مهمة”.

اقرأ أيضًا: كيف يمكن أن تكون الحرب الأمريكية- الإيرانية؟

الدبلوماسية المصلحية

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن العلاقة القوية لقطر مع كلٍّ من إيران والولايات المتحدة، تمكنها من لعب دور الوساطة؛ غير أن هذا الدور يحتاج في هذه الحالة إلى أن يتخطى أدوار الوساطة القطرية التي تشبه عمل ساعي البريد الذي ينقل الرسائل فقط”.

الدكتور طارق فهمي

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: “قطر تهتم بالأمر؛ لأنه يخدم على طريقتها في التعامل دبلوماسيًّا مع القضايا في المنطقة، إذ تتبع الدوحة نظرية الدبلوماسية المصلحية، وهي الدبلوماسية التي تمارسها بسبب علاقتها الجيدة بالطرفَين؛ ما يمكنها من تحقيق أهداف تمنحها بعض الوزن على المستوى الدولي، وهو النوع الوحيد من التفاوض الذي يمكن للدوحة أن تلعبه بسبب علاقاتها المتوترة مع كثير من الدول؛ ما يجعلها تستغل العلاقة القوية مع دولة ما لتنفيذ نظرية الدبلوماسية المصلحية، بأن تكسب شيئًا مقابل أن تمنح شيئًا في المقابل، وهي هنا تحاول أن تكسب وزنًا وثقلًا دوليًّا مقابل ما ستمنحه مؤكَدًا على الجانب الآخر”.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة