الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

محافظة إدلب: الحرب السورية تدخل محطة أخيرة حاسمة

هل سنشهد تغيرات حاسمة؟

خاص كيو بوست – 

نفضت الحرب السورية غبارها خلال العام الأخير بسيطرة النظام على غالب الأرض السورية، وتراجع المعارضة إلى آخر معاقلها في محافظة إدلب.

لكن إدلب تشكل اليوم محطة جديدة في معركة “تكسير العظام”، التي ترجح لكفة النظام ضد المعارضة المسلحة.

وعادت ساحة الحرب للاشتعال من جديد في المدينة بعد عامين من سيطرة المعارضة عليها، وتقول وكالة الإغاثة التركية إن 100 ألف شخص نزحوا مؤخرًا بسبب المعارك الدائرة بين قوات النظام والمعارضة.

وقالت مصادر سورية وأخرى غربية إن قوات الجيش في طريقها لاستعادة السيطرة على مطار أبو الظهور، الذي كان آخر معاقل النظام في المحافظة عام 2015.

فيما قالت وكالات أنباء روسية إن النظام استعاد السيطرة بالفعل على المطار، الخميس 10-1-2018.

وتشكل محافظة إدلب المعقل الرئيس الوحيد للمعارضة، فيما تواجه مناطق أخرى متفرقة حملة عسكرية من قبل النظام في أرياف محافظات دمشق وحمص وحماة، وهي مناطق مفصولة عن الجسم الرئيس للمعارضة المتمركزة في إدلب.

اقرأ أيضًا: نظرة إلى خارطة المعارضة السورية بعد 6 سنوات

وتسيطر المعارضة بكافة فصائلها اليوم على نسبة لا تتجاوز 13% من الأرض السورية مقابل أكثر من 50% تحت قبضة النظام، فيما تقع حوالي 24% من الأراضي السورية في يد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، بينما ظلت مناطق قليلة تحت سيطرة تنظيم داعش الذي يقترب من نهايته.

وينظر إلى معركة إدلب التي بدأت مؤخرًا، على أنها حاسمة بالنسبة لطرفي النزاع، فالمعارضة ستواجه خطر الزوال عن الجغرافيا السورية في حال خسرت المعركة.

 

حقائق عن إدلب

  • تحد محافظة إدلب من الشمال تركيا، ومحافظة حلب شرقًا، ومن الجنوب محافظة حماه ومحافظة اللاذقية من الغرب.
  • تحتل المرتبة السابعة من حيث المساحة في سوريا، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب المليون و500 ألف نسمة.
  • كانت أولى المحافظات التي شهدت مظاهرات ضد النظام وخرجت عن سيطرته عام 2015.
  • تسيطر عليها الآن تنظيمات جبهة “النصرة” سابقًا و”أحرار الشام” .
  • هي بمثابة المقر الأخير لآلاف المسلحين وأسرهم الذين انتقلوا إليها باتفاقات مع النظام.

 

تقدم متسارع

وتحقق قوات النظام السوري وحلفائه تقدمًا متسارعًا على جبهات الحرب المشتعلة على حدود إدلب، وتفيد الأنباء أن عشرات القرى سقطت في الأيام الأولى. 

وعلى إثر ذلك يسود توتر كبير بين فصائل المعارضة المسيطرة في المحافظة، على وقع تبادل للاتهامات بالتواطؤ والانسحاب دون قتال. 

واعتبر فصيل «أحرار الشام» في بيان أن “ما يجري في إدلب من تقدم متسارع للنظام يعود لتصرفات هيئة تحرير الشام، التي فككت الفصائل وأضعفت غالبيتها، فضلًا عن استيلائها على الأسلحة والمقرات”.

وردت الهيئة بأن عناصرها لم ينسحبوا من المنطقة وأنهم سيواصلون القتال ولن يسمحوا بـ«تمرير المشاريع والخيانات الموقعة في آستانة»، في إشارة للخلاف السائد، أيضًا، بين أطياف المعارضة حول مشروع التسوية الذي انطلق مطلع 2017 لحل الأزمة السورية. 

 

ما موقف تركيا؟

كانت تركيا قد نشرت قوات لها في المحافظة ضمن ما بات يعرف باتفاقات خفض التصعيد، وذلك لغرض مراقبة التزام أطراف النزاع بوقف إطلاق النار داخل المناطق التي صنفت ضمن نطاق خفض التصعيد.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن مناطق وقف التصعيد في سوريا.. وهل تقرب الحل؟

وبعد شن النظام السوري المعركة، يبدو الموقف التركي ضعيفًا، إذ اكتفى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالدعوة إلى ضرورة أن تتحمّل إيران وروسيا مسؤولياتهما، بوصفهما من الدول الضامنة، إزاء هجمات النظام السوري على محافظة إدلب.

واقتصرت الخطوات التركية على استدعاء سفيري روسيا وإيران لدى أنقرة للتعبير عن “انزعاجها”، جراء هجمات النظام السوري على مناطق خفض التصعيد في محافظة إدلب.

 

وتوقع مراقبون خلال عام 2017 وعلى ضوء حسم النظام معارك عدة لصالحه، أن يكون عام 2018 فاصلًا في الحرب داخل سوريا، فهل تتوقع ذلك؟ ولماذا برأيك فشلت الثورة في سوريا؟ شاركنا في التعليقات أدناه.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة