الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
محادثات اقتصادية أمريكية تتحدى نفوذ الصين في جنوب المحيط الهادي

كيوبوست- ترجمات
رالف جينينغ♦
كثفت الولايات المتحدة الشهر الجاري من خطواتها التنافسية مع الصين من خلال محادثات حول الاستثمارات مع قادة دول منطقة جنوب المحيط الهادي. وفقاً للتقرير الذي أعده المحرر الاقتصادي رالف جينينغ، جاء ذلك بعد أن عرضت الصين في الماضي توسيع دعمها الاقتصادي لهذه الدول التي تحرص على الحصول على مساعداتٍ خارجية.
وكان وزير الخارجية الصيني في حينه قد التقى بقادة سبع عشرة دولة من دول المنطقة، بين شهري مايو ويونيو، لتوقيع 52 اتفاقية ثنائية، كان معظمها يتعلق بمجالات التجارة والسياحة والتنمية الاقتصادية، ولكنه لم ينجح في التوصل إلى اتفاقياتٍ أوسع متعددة الأطراف.
وجاء في بيانٍ صدر عن مكتب الممثلية التجارية الأمريكية أن نائبة مساعد الممثل التجاري الأمريكي كوليت مورغان ترأست وفداً مشتركاً بين مختلف الوكالات إلى محادثات تجارية واستثمارية بين الولايات المتحدة، وكبار قادة جزر المحيط الهادي. ويشير هذا الحدث إلى أن واشنطن أصبحت ترى أن بكين قد تقاربت كثيراً مع قادة منطقة جنوب المحيط الهادي التي لطالما كانت تاريخياً متحالفة مع حلفاء الولايات المتحدة المقربين، مثل أستراليا ونيوزيلاندا.

يرى الباحثون أن هذا النوع من الاستراتيجية والخطوات المماثلة من الدول الحليفة وذات التفكير المماثل يمكن أن تحتوي أو تقلِّل من نفوذ الصين في منطقة جنوب المحيط الهادي، وهذا ما لا يريد الصينيون أن يحدث.
اقرأ أيضاً: جنوب شرق آسيا.. الاختيار الصعب بين الصين والولايات المتحدة
قبل جولة وزير الخارجية الصيني في المنطقة في مايو الماضي كانت فيجي قد انضمت إلى الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي بقيادة الولايات المتحدة. وهو عبارة عن مبادرة تجارية أمريكية تهدف إلى الحدِّ من نفوذ الصين الخارجي. وفي المقابل، وقعت الصين هذا العام اتفاقية أمنية مع جزر سليمان، مما أثار مخاوف الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلاندا واليابان، من أن يتبع هذه الاتفاقية قاعدة بحرية صينية.

قال شي ين هونغ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رينمين في بكين، في تعليقٍ له على حوار الاستثمار: “كيف يمكن ألا تشكل هذه المحادثات مصدر قلق للصين؟ إن العلاقة بين الولايات المتحدة وأستراليا تتمحور حالياً حول الصين، ولكن هذا ليس أمراً بالغ الأهمية، لأن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة سيئة للغاية بالفعل”.
من جانبها، قالت أمانة منتدى جزر المحيط الهادي، وهي منظمة حكومية دولية، إن 18 دولة من دول جنوب المحيط الهادي انضمت إلى المحادثات لتحديد المجالات ذات الأولوية لتعزيز التجارة والاستثمار والتعاون الإنمائي مع الولايات المتحدة. وقالت الأمانة في بيان إن الوفد الأمريكي الذي يضم تسع وكالات قد حدد أفضل السبل للمساعدة في الاستثمار والتجارة.
ولا تزال الولايات المتحدة تسيطر على أراضٍ في منطقة المحيط الهادي مثل جزيرة غوام، كما وقعت اتفاقيات ارتباط حر مع ميكرونيزيا، وجزر مارشال وبالاو. ولكن منذ الحرب العالمية الثانية، تجاهلت الحكومات الأمريكية هذه المنطقة إلى حد كبير وركزت مساعداتها واستثماراتها على أستراليا ونيوزيلاندا.
اقرأ أيضاً: المنافسة الحتمية الولايات المتحدة والصين ومأساة سياسات القوى العظمى
واعتبر لورانس ديلينا، الأستاذ المساعد للبيئة والاستدامة في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا: “أن الولايات المتحدة والصين -باعتبارهما قوتين رئيسيتين- يمكنهما المساعدة مالياً وتقنياً بشأن قضايا المناخ ومشاريع البنية التحتية للتكيف. ولكن القوتين تتبعان نهجين مختلفين”. وأضاف ديلينا: “في حين أن الولايات المتحدة كانت تاريخياً المقدم الرئيسي للمساعدات التنموية لدول جنوب المحيط الهادي، فقد زادت الصين من عروضها للاستثمار في البنية التحتية في المنطقة، وغالباً ما كانت هذه الاستثمارات مرتبطة بمصالحها الاستراتيجية الخاصة، وهذا أمر يمكن أن يؤدي إلى مخاطر تتعلق بالقدرة على تحمل الديون والضغوط السياسية”.
ويشير كاتب المقال إلى أن شركة “هواوي تكنولوجي”، وشركة تشاينا هاربور إنجينيرينغ”، توصلا إلى اتفاق مع جزر سليمان العام الماضي لبناء 161 برجاً للاتصالات المحمولة، كما تقرر أن يقوم بنك الصين للتصدير والاستيراد المدعوم من الدولة بإقراض جزر سليمان 448.9 مليون يوان (65 مليون دولار) على مدى عشرين عاماً بفائدة قدرها 1 في المائة.
وقد جاء في بيان الممثلية التجارية الأمريكية أن الوفد الأمريكي وقادة الجزر اتفقوا في اجتماعاتهم على “عدد من البنود للمتابعة”، وهذه البنود ستشكِّل مناقشات قبل حوار التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة وجزر المحيط الهادي في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام.
♦المحرر الاقتصادي في تشاينا ماكرو إيكونومي
المصدر: تشاينا ماكرو إيكونومي