اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
مجموعتا “التعايش الديني” و”المياه والطاقة” ثمرتان جديدتان في الاتفاقيات الإبراهيمية
تهدف الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل إلى تنسيق مشترك لتحقيق مكاسب لجميع الأطراف

كيوبوست
بعد نحو 13 شهراً من توقيع اتفاقيات إبراهام للسلام، اتفقت الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل على تكوين مجموعتَي عمل ثلاثية حول “التعايش الديني” و”المياه والطاقة” خلال اللقاء الثلاثي الذي جمع بين وزراء خارجية الدول الثلاث في واشنطن، الأسبوع الماضي، الذي تضمن نقاشات موسعة حول عدة قضايا ذات اهتمام مشترك.
وفي الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، أن الاتفاق الإبراهيمي يشجع على تحقيق السلام في المنطقة، أكد نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، السعي لجعل اتفاقيات السلام ملهمة للدول الأخرى، مشدداً على أن الشراكة بين تل أبيب وأبوظبي قائمة على التعايش والازدهار الاقتصادي ومكافحة الإرهاب والتطرف.
الاتفاق على إنشاء المجلسَين يأتي اتساقاً مع المبدأين الأساسيَّين للاتفاق الإبراهيمي، حسب مدير مركز دبي لبحوث السياسات العامة محمد بهارون، الذي يقول لـ”كيوبوست” إن الاتفاق رغب في تفكيك صراعات الهوية المتجذرة بالمنطقة؛ ومن بينها إنهاء تضخيم الصراع السياسي حول فلسطين وتحويله إلى صراع هويات بين الإسلام واليهودية والمسيحية، بالإضافة إلى فكرة ترابط المنطقة بالمصير، المعتمدة على أهمية العمل سوياً من أجل تحقيق البناء الاقتصادي والتنمية، مشيراً إلى أن المجلسَين يدعمان هذا الطرح وسيساعدان على تطويل العمل بهما من خلال تحديد أُطر العمل السياسي.
اقرأ أيضًا: كيف يغير اتفاق السلام الإماراتي- الإسرائيلي خارطة التحالفات في المنطقة؟
نتاج الاتفاقيات الإبراهيمية

المجموعات الجديدة تحمل أهدافاً مهمة، حسب الرئيس السابق لجمعية الصحفيين البحرينية الإعلامية عهدية أحمد السيد، التي تقول لـ”كيوبوست” إنها نتاج طبيعي للاتفاقيات الإبراهيمية التي تشجع عملية السلام في المنطقة وتسعى لمواجهة العنصرية؛ خصوصاً أن ثمة تحديات مشتركة تواجه دول المنطقة من أجل تحقيق التعايش بمفهومه الحقيقي وتقبل الآخر، لافتةً إلى أن المجتمعات في البحرين والإمارات يعيش فيها أشخاص من مختلف الأديان والبلدان بشكل يعكس حالة التسامح الموجودة على أرض الواقع بالفعل.
يعتبر وضع التعاون بين الأديان والبيئة والمياه على رأس جدول الأعمال الثنائية المشتركة أمراً بالغ الأهمية، حسب مدير الشؤون العالمية في منظمة “شراكة” غير الحكومية، التي تروج للسلام في المنطقة، دان فيفرمان، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن الحوار بين الأديان أمر مهم؛ للحد من التطرف الديني الذي ينبع من الجهل وقلة المعرفة، مشيراً إلى أنه بمجرد تعمق اليهود والمسلمين في الأديان الأخرى بشكل أفضل، سنرى الكثير من أوجه التشابه المشتركة التي تخلق مساحات للعيش المشترك من دون تطرف.
ترى عهدية السيد أن طرح هذا الموضوع من خلال وزراء خارجية البلدان الثلاثة يعكس أولوية دعم المنظمات والكيانات التي تشجع على التسامح بين الأديان وحتى بين المذاهب المختلفة، في ظل وجود محاولات مستمرة لاستهداف منهج التسامح من أجل تحقيق أهداف خاصة، وتيارات دينية تستغل الدين من أجل الوصول إلى الحكم.

نشاط المجتمع المدني

يشير دان فيفرمان إلى أنه يعمل من خلال “شراكة” في الوقت الحالي على تعزيز هذا الأمر بشكل واضح؛ خصوصاً في ظل الكثير من أوجه التشابه بين المسلمين واليهود، لافتاً إلى أن إنشاء مجموعتَي العمل الجديدتَين أمر من شأنه تعزيز التعاون المشترك وخطوة مهمة في طريق إقناع الدول الأخرى بأهمية الاتفاق الإبراهيمي ومحاولة إقناعها بالانضمام إليه؛ لا سيما أنه سيحقق لها العديد من المصالح أيضاً.
يرى بوهارون أن وقف تحويل الصراع الهوياتي والعودة إلى الصراع السياسي يحتاج إلى أن تعود إسرائيل إلى حوار جاد حول الحل النهائي؛ وهي الخطوة التي يجب أن تتخذها تل أبيب مقابل الخطوات التي اتخذتها الدول العربية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، مؤخراً، بدأت في إدراك مزايا الاتفاق الإبراهيمي وإمكاناته والعمل على تطويره ودعمه، ومن هنا يمكن القول “أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً”.
اقرأ أيضاً: رؤية الإمارات الثقافية للسلام في الشرق الأوسط
مسؤولية مشتركة
يلفت دان فيفرمان إلى أن الإمارات وإسرائيل عليهما دور مهم من أجل تعزيز عمل هذه المجموعات على أرض الواقع؛ بضرورة دعم وتمويل المنظمات غير الحكومية الخاصة التي تعمل على تعزيز السلام وشرح مفاهيمه في المنطقة، بالإضافة إلى تشجيع الابتكار والمناقشات بشكل مستمر؛ وهو أمر ستكون لها نتائج إيجابية في المستقبل.
يختتم بهارون حديثه بالتأكيد أن الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا، وجميع الأطراف الدولية ستستفيد من تخفيف الصراعات بالمنطقة بشكل واضح، خصوصاً أن جميع الصراعات مرتبطة بالهوية؛ وبالتالي سيكون هناك انعاكس إيجابي على مصالحها في المنطقة.