الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
مجموعة “أبناء ليبيا” تُدين دعم حكومة السراج للميليشيات الإرهابية ومدّها بالأموال
ليبيا.. هذه حقيقة المليار دولار التي طلبتها حكومة الوفاق

كيوبوست
كشف رئيس لجنة أزمة السيولة بمصرف ليبيا المركزي بالبيضاء، رمزي الآغا، عن أن الحكومة الليبية برئاسة فايز السراج، تقدمت بطلب تخصيص موافقة لقبول مستندات برسم التحصيل بقيمة مليار دولار أمريكي، بالسعر الرسمي 1.40 دينار ليبي، بشكل عاجل؛ بحجة تغطية احتياجات شهر رمضان من مواد غذائية.

وأكد الآغا أن حقيقة هذه المستندات المقدمة بقيمة المليار دولار هي لغرض استيراد أسلحة وذخائر وتحويل أموال لدعم قوات الوفاق تحت غطاء استيراد مواد غذائية، حسب ما نشرته شبكة “ليبيا الآن” الإخبارية.
ويرى مراقبون أن حكومة الوفاق الليبية، برسائة فايز السراج، تستغل أموال المواطنين في دعم الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، التي تحارب الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر.
وأوضح رئيس لجنة أزمة السيولة بمصرف ليبيا المركزي أن الاجتماع الذي عقد يوم الإثنين، ضم رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، ووزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.
دعم الميليشيات المسلحة
وفي السياق ذاته، نشرت شبكة “العين” الإخبارية أن فايز السراج، قد خصَّص مليارَي دينار ليبي (1.4 مليار دولار أمريكي)؛ لدعم الميليشيات لقتال الجيش الوطني الليبي في العاصمة طرابلس.

ويعد تمويل حكومة الوفاق للميليشيات المسلحة ضد قرارات الأمن، التي تمنع وجودها في العاصمة الليبية؛ فضلًا عن تمويلها. والسراج حسب تصريح رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، من قبل على قناة “الحدث”، يعيش في طرابلس تحت حماية الميليشيات الإخوانية المسلحة التي نهبت الأموال ورفضت جهود المصالحة. وأكد صالح أن “السراج غير قادر على اتخاذ أي قرار بوجود الميليشيات في طرابلس.. ولا يستطيع التعهُّد بأي اتفاق؛ لأنه واقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة”. وربما تمتد سيطرة تلك الجماعات إلى أبعد من ذلك، وحسب “sputnik news” فقد صرَّح مصباح دومة أوحيدة، النائب في البرلمان الليبي، بأن “الميليشيات المسلحة وضعت قيودًا كبيرة على تحركات أعضاء المجلس الرئاسي والمسؤولين في حكومة الوفاق الوطني، وصلت إلى حد المنع من السفر خارج البلاد”.
انتهاك قرارات مجلس الأمن
وقد أثار قرار تمويل تلك الجماعات رأي كثير من المثقفين المستقلين في ليبيا، فوَفق جريدة “العنوان” الليبية، أدانت مجموعة “أبناء ليبيا”؛ وهي مجموعة من الناشطين المستقلين الليبيين الداعين إلى السلام، قيام حكومة السراج بتجميع الميليشيات الإرهابية في العاصمة ومدّها بالأموال؛ لمحاربة الجيش، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن المطالب باحترام قراراته الخاصة بالإرهاب ورفع حظر السلاح المفروض على الجيش الوطني الليبي.
وقال البيان، الذي تلقَّت جريدة “العنوان” نسخة منه: “تتابع مجموعة أبناء ليبيا من المثقفين والناشطين السياسيين والإعلاميين، باهتمام، تطورات الحرب التي بدأها تحالف الميليشيات الخارجة عن القانون منذ عام 2014، بما يسمى عملية (فجر ليبيا) التي أدَّت إلى طرد مجلس النواب المنتخب والحكومة الشرعية من العاصمة طرابلس”.
وأضاف البيان: “وإذ نلاحظ ما آلت إليه حال الوطن وظروف معيشة المواطن وما يتكبده من معاناة في ظل سيطرة الميليشيات والعناصر الإرهابية على مفاصل الدولة ومقدراتها في العاصمة، نثمِّن الجهد الجبار الذي بذله القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، منذ تعيينه من مجلس النواب المنتخب، في بناء قوات مسلحة محترفة استطاعت اجتثاث الإرهاب من شرق ليبيا وجنوبها، وبسطت الأمن بعد سنوات من الفوضى الأمنية والمؤسساتية”.
استجابة القوات المسلحة لنداء الشعب
وتابع البيان: “رغم أننا نكره الحرب، وندعو إلى السلام والوئام بين جميع أبناء الشعب الليبي، ونتألم لكل ليبي يفقد حياته في الحرب؛ فإن تجربة السنوات الأربع الماضية أكدت للشعب الليبي أنه لا يوجد حل سلمي للأزمة الليبية، وأن بعض الدول حرصت على مدّ الإرهابيين بالسلاح؛ لمواجهة الجيش وإبعاد الحل واستمرار الفوضى؛ ولذلك فإننا نبارك استجابة القوات المسلحة لنداء الشعب، الذي عبَّر عنه في طرابلس وعدد من المدن الليبية؛ لتحرير العاصمة من بقايا الإرهاب، وسراق المال العام، ونؤكد دعمنا لعمليات الجيش؛ لاستعادة طرابلس إلى السلطات الشرعية، وتخليصها من سيطرة الميليشيات الإرهابية، التي يقود بعضها إرهابيون ومهربو بشر مدرجون على قائمة عقوبات مجلس الأمن”.
وأدان البيان بشدة قيام ما يُسمى بحكومة الوفاق بتجميع الميليشيات الإرهابية في العاصمة ومدّها بالأموال؛ لمحاربة الجيش، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة؛ ما يستدعي وضع فايز السراج على قائمة عقوبات مجلس الأمن.
وفي الشأن نفسه، صرَّح لـ”كيوبوست”، باسل ترجمان، الإعلامي والباحث في شؤون الجماعات الإرهابية والمتخصص في الشأن الليبي، المقيم في تونس، تعليقًا على تمويل الميليشيات الإرهابية، قائلًا: “منذ البداية -ومع تعيين حكومة الوفاق الوطني- كان واضحًا أن فايز السراج لا يملك قوة على الأرض تُمَكِّنه من أن يكون الحاكم الفعلي في طرابلس؛ لكن وبتواطؤ دولي فُرض عليه التحالف مع الميليشيات الإرهابية في غرب ليبيا، ثم صار بالتدريج صرافًا آليًّا لها؛ لا يملك إلا أن يدفع لها ويمولها، وللأسف من أموال الشعب الليبي”.

ومضى ترجمان في حديثه، قائلًا: “جاء السراج وهو يعلم أن هذه الميليشيات تتقاسم طرابلس العاصمة في ما بينها، وكل ميليشيا تحكم حيًّا من أحيائها، ولم يعد خافيًا على أحد الصراعات التي بينها، والمعارك التي خاضتها بعضها ضد بعض؛ من أجل توسيع رقعة سيطرة كل فصيل داخل العاصمة الليبية”.
وتابع الإعلامي الليبي حديثه لـ”كيوبوست” قائلًا: “في ظل هذه الفوضى يعيش المواطنون الليبيون في طرابلس ومناطق الغرب الليبي أوضاعًا اقتصادية وأمنية غاية في السوء؛ فعمليات الخطف والسرقة والنهب لم تتوقف، فضلًا عن عمليات القتل على الهوية، لكن الإعلام الدولي يغض الطرف عنها ولا يعلنها خدمةً لهذه الميليشيات. والسراج يدفع ليحمي نفسه سواء من هذه الميليشيات أو بها”.
أنواع الميليشيات في طرابلس
وأضاف ترجمان: “الميليشيات في طرابلس ثلاثة أنواع؛ الأول: ميليشيات جهادية قاعدية، والثاني: ميليشيات إخوانية، والثالث: ميليشيات مرتزقة تعمل في الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات”.
ونوه الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية والمتخصص في الشأن الليبي بأن كل تلك الميليشيات تريد استمرار حالة الفوضى في ليبيا؛ فهي تعلم أن الدولة المركزية القادمة ستقضي على وجودها وتنهي مكاسبها، مشيرًا إلى أن السراج تنصَّل من كل التزاماته؛ سواء في اجتماع أبوظبي أو باريس، والتي تفرض عليه إنهاء وجود هذه الجماعات وسحب أسلحتها.
ويُرجع ترجمان السبب إلى تدخل تركيا وقطر في السياسة الداخلية لحكومة الوفاق، وإطالة زمن الأزمة الليبية، وإتاحة الوقت لتقديم الدعم المالي واللوجيستي لهذه الميليشيات؛ من أجل إعادة تموضعها، ومن ثَمَّ قلب موازين القوى في الأزمة الليبية، وليس خافيًا على أحد أن تحرك قوات الجيش الوطني الليبي جاء كضرورة لإنهاء هذه الفوضى.
واختتم الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية والمتخصص في الشأن الليبي حديثه قائلًا: “باستثناء بريطانيا راعية الجماعات الإرهابية الأولى في العالم؛ فإن كثيرًا من دول العالم يميل إلى إنهاء حالة عدم الاستقرار ومحاربة الإرهاب، وإعادة الدولة الليبية كدولة مركزية في المنطقة، فكل دول الجوار تضررت من الفوضى وتفكك الدولة الليبية؛ حيث تحولت ليبيا إلى نقطة التقاء للجماعات الإرهابية ونقطة انطلاق أيضًا للهجوم على دول الجوار؛ مثل تونس ومصر والجزائر”.
